تسعى إدارة الرئيس ترمب، إلى إغلاق 34 مكتباً لخدمة المتنزهات الوطنية والمتاحف في مختلف أنحاء البلاد، من خلال إلغاء عقود الإيجار بحسب صحيفة “واشنطن بوست”، التي كتبت أن “عمليات تطهير ترمب تطال المراكز الوطنية والمتاحف في البلاد”.
وتدعم هذه المرافق مراكز الزوّار، ووحدات إنفاذ القانون، وموظفي العمليات، والمتاحف، وقاعات عرض الفنون، وأماكن تخزين القطع الأثرية، التي يتم التحكم في بيئتها ومناخها في المتنزهات الوطنية، من ألاسكا إلى تكساس وفلوريدا.
ومن بين المواقع المستهدفة، متنزه “سان أنطونيو ميشنز” التاريخي، وهو الموقع الوحيد المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو في تكساس.
وحذّرت تيريزا بيرنو، رئيسة جمعية الحفاظ على المتنزهات الوطنية من هذه الخطوة وقالت: “ستؤدي عمليات الإغلاق إلى شل قدرة خدمة المتنزهات على تشغيل المتنزهات بأمان، وستعني ترك ملايين القطع الأثرية التي لا يمكن تعويضها عرضة للخطر أو ما هو أسوأ من ذلك أي فقدانها، وهذا يؤدي إلى تفكيك خدمة المتنزهات الوطنية حارساً تلو الآخر وبنية تلو الأخرى”.
أضافت: “من التهور وقصر النظر إغلاق مكاتب خدمة المتنزهات الوطنية، من دون فحص دقيق لما تحميه، والموظفين الأساسيين الذين يعملون فيها”.
إغلاق في غضون عام
واقترحت إدارة الخدمات العامة الأميركية، إنهاء معظم عقود الإيجار في غضون عام قائلة: “إن القرار قد يوفّر على دافعي الضرائب ملايين الدولارات.
وقالت جمعية الحفاظ على المتنزهات الوطنية: “إذا تقدمت إدارة الخدمات العامة بالاقتراح، فسوف تُغلق ثمانية مراكز للزوّار من دون وجود مواقع بديلة، وستُغلق العديد من المتاحف التي يتم التحكم في مناخها، من دون خطة لإرسال القطع الأثرية النادرة إلى مرافق مماثلة”.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن طردت إدارة ترامب الشهر الماضي نحو ألف موظف تحت الاختبار عملوا في إدارة المتنزهات لأقل من عام واحد.
وفي أعقاب عمليات الطرد هذه، أبلغ زوّار المتنزه مشكلات عدّة، بما في ذلك الطوابير الطويلة عند مدخل متنزه “جراند كانيون الوطني” في أريزونا، وإلغاء حجوزات الإيجار في متنزه “جيتيسبيرج” الوطني العسكري في بنسلفانيا.
وقال بيل ويد، المدير التنفيذي لجمعية حراس المتنزهات الوطنية: “مثل عمليات الإنهاء السابقة، فقد اتبعوا نهجاً واسعاً بدلاً من النهج الجراحي، واتخذوا قرارات كاملة بشأن أي شيء تملكه إدارة الخدمات العامة، من دون التفكير بالتأثيرات المحتملة”.
وأفادت إحصاءات صدرت الأربعاء، أن المتنزهات الوطنية سجّلت 331.9 مليون زيارة عام 2024. ويمثّل ذلك زيادة بنحو 6.4 مليون زيارة عام 2023، ويحطّم الرقم القياسي الذي تمّ تسجيله منذ عام 2016.
وتشمل قائمة المكاتب التي سيتم إغلاقها، مركز زوّار الحي الفرنسي في متنزه نيو أورليانز الوطني للجاز، الذي يعرض تاريخ وتقاليد موسيقى الجاز، من خلال المعارض والعروض الحيّة.
وقال نيك سبيتزر، منتج ومقدم برنامج “American Routes” الإذاعي، الذي لعب دوراً فعالاً في إنشاء المتنزه، إن إغلاق الموقع قد “يقطع المعلومات حول الثقافة الموسيقية النابضة بالحياة، التي تنتشر في نيو أورليانز، من الكرنفال إلى مواكب الجنازات”.
كذلك تضم القائمة مركز موريس تومسون الثقافي، الذي ينظم جولات ثقافية، ويضم قاعة عرض تبلغ مساحتها 9 آلاف قدم مربع، تقدّم عروضاً وصوراً بانورامية لحياة سكان ألاسكا الداخلية، والحياة البرية والمناظر الطبيعية، فضلاً عن عروض الأفلام والبرامج المجانية حول التاريخ الطبيعي والثقافي لألاسكا.