قال “حزب المساواة وديمقراطية الشعوب” المؤيد للأكراد في تركيا، الأربعاء، إنه يتوقع زيارة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في السجن خلال أيام قليلة، وأن يصدر بياناً بعدها، وذلك وسط توقعات في تركيا بأن أوجلان سيدعو حزب العمال الكردستاني إلى التخلي عن سلاح.
وذكرت آيسيجول دوغان، المتحدثة باسم “حزب المساواة وديمقراطية الشعوب”، أن وفداً من الحزب، تقدّم بطلب للحصول على إذن لزيارة أوجلان للمرة الثالثة خلال أشهر قليلة، ويتوقع أن يتم اللقاء قريباً.
وكان وفد من “حزب المساواة وديمقراطية الشعوب”، زار أوجلان في سجن إيمرالي مرتين في 28 ديسمبر و22 يناير الماضيين.
وذكر نائبان تركيان أن أوجلان، أشار خلال اللقاء الذي عقد في ديسمبر، إلى أنه قد يكون مستعداً لدعوة المسلحين إلى إلقاء السلاح، بعد أن حثه حليف مهم للرئيس رجب طيب أردوغان على إنهاء التمرد المستمر منذ عقود.
ونُقل عن أوجلان القول، وفقاً لبيان للنائبين: “مستعد لاتخاذ الخطوة الإيجابية اللازمة وتوجيه الدعوة”.
ولم يحدد أوجلان ماهية الدعوة، لكن تعليقاته جاءت بعد أن قال دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القومية التركي، إن أوجلان عليه أن يدعو المسلحين إلى إلقاء السلاح.
وكان الاقتراح قد أطلق في أكتوبر من العام الماضي، بأن يعلن أوجلان إنهاء التمرد مقابل إمكانية إطلاق سراحه. ووصف أردوغان حينها اقتراح بهجلي الأولي بأنه “فرصة تاريخية” لكنه لم يتحدث عن أي عملية سلام.
كما نُقل عن أوجلان خلال لقائه مع وفد الحزب قوله إن التطورات الأخيرة في سوريا وغزة أظهرت أن حل القضية الكردية أصبح “غير قابل للتأجيل”، مضيفاً أن المعارضة والبرلمان يجب أن يساهما أيضاً في العملية الجديدة.
ومن بين التطورات الرئيسية في المنطقة الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في سوريا هذا الشهر. وقالت تركيا مراراً إنه لن يكون هناك مكان لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، في مستقبل سوريا.
وتغيّرت ديناميكيات أي عملية سلام بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، ما ترك القوات الكردية السورية في موقفٍ أضعف أمام القوات المدعومة من تركيا، والحكام الجدد في دمشق الذين تربطهم علاقة صداقة مع أنقرة.
وحذَّرت تركيا من أنها قد تشن هجوماً عسكرياً عبر الحدود في شمال سوريا ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية ما لم يتم حلها.
وتعتبر تركيا “وحدات حماية الشعب” منظمة إرهابية، وجزءاً من حزب العمال الكردستاني المحظور، لكن الوحدات حليفة أيضاً للولايات المتحدة في محاربة تنظيم “داعش” مما يزيد من تعقيد المسألة.
ويقضي أوجلان حكماً بالسجن مدى الحياة في سجن بجزيرة إمرالي جنوب إسطنبول، منذ القبض عليه قبل 26 عاماً.
ويسعى الأكراد منذ فترة طويلة إلى الحصول على مزيد من الحقوق السياسية والثقافية والدعم الاقتصادي، ويطالب حزب “المساواة والديمقراطية للشعوب” أيضاً بالإفراج عن أوجلان.
وسقط أكثر من 40 ألف شخص في الصراع الذي دار في السابق في جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية، لكنه الآن تركز في شمال العراق حيث يتمركز حزب العمال الكردستاني.