قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إنه “لن يفرض” خطته بشأن غزة، التي تتضمن “تهجير” الفلسطينيين وسيطرة الولايات المتحدة على القطاع، معرباً عن “تفاجئه” من موقفي مصر والأردن الرافض للخطة، وسط تحركات عربية متسارعة لمواجهة ذلك المقترح.
وقال ترمب لإذاعة شبكة FOX NEWS، رداً عن سؤال بشأن موقف القاهرة وعمّان الرافض لخطته في غزة: “ندفع لمصر والأردن ملايين الدولارات سنوياً. لقد كنت متفاجئاً قليلاً لما قالوه”، مضيفاً أن خطته “هي الوحيدة التي ستنجح”، ولكنه أكد: “لن أفرضها، سأكتفي بالجلوس وسأوصي بها”.
وجدد ترمب رغبته بالسيطرة على غزة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ستعمل على “تطوير” القطاع، مضيفاً: “هناك طريقة أخرى للقيام بذلك، لكن لا أعتقد أنها ستنجح في ظل بقاء الناس هناك، ولا أعتقد أن ذلك سيكون عملياً”.
ووصف القطاع بأنه “مكان خطير”، وقال: “لقد مرت سنوات وعقود من القتل في تلك المنطقة، وهذه منطقة خطيرة، وأعتقد أن (حماس) ستكون موجودة هناك، (ولكن) يعتمد على ما سيحدث خلال الفترة المقبلة”.
وأردف: “لكن السؤال هو هل يمكنكم القضاء عليهم جميعاً؟ إنهم مندمجون بين الناس، ومن المؤكد أن الأمر ليس سهلاً”.
“خطتي جيدة”
ووصف ترمب خطته بـ”الجيدة”، قائلاً إنها تتضمن “إخراج ونقل الناس، وبناء مجتمع جميل ومستدام”، وزعم أن “غزة (حالياً) مكان غير صالح للعيش، وإذا أعطيت الناس خياراً بين ذلك وبين العيش في مجتمع جميل، أعتقد أنني أعلم أين سيذهبون. لكننا سنرى ما سيحدث”.
واعتبر أن غزة تقع في “موقع رائع”، متسائلاً: “لا أعرف لماذا تخلت إسرائيل عن غزة. لماذا تخلوا عنه؟. وهم سينظرون لنا، ويقولون لماذا تخليتم عن قناة بنما؟”، في إشارة إلى الانسحاب الإسرائيلي من القطاع في عام 2005.
رفض مصري وأردني
وجاءت هذه التصريحات في وقت تعمل فيه دول عربية لصياغة خطة بديلة لمقترح الرئيس الأميركي في غزة.
وترفض مصر والأردن والفلسطينيين أنفسهم اقتراح ترمب، وأكدوا أهمية بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة بشكل فوري مع عدم تهجير الفلسطينيين.
ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء الماضي، المجتمع الدولي إلى تبني خطة بلاده لإعادة إعمار قطاع غزة الذي مزقته الحرب، “دون تهجير الفلسطينيين”. كما قال ملك الأردن عبد الله الثاني، إنه أكد خلال مباحثاته مع ترمب في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، موقف الأردن الثابت ضد تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أعلن، الأربعاء، أن بلاده تعمل على وضع الإطار العام لإعادة إعمار قطاع غزة بمشاركة العديد من الجامعات المصرية، والمكاتب الاستشارية، وفق إطار زمني للإعمار يمتد إلى 3 سنوات.
وذكر مدبولي، في المؤتمر الصحافي الأسبوعي، بعض الملامح الفنية للخطة المتمثلة لإعادة الإعمار في الشقين الفني والهندسي، مشيراً إلى أن مصر لديها القدرة على التنفيذ وإعادة إعمار القطاع في مستوى أعلى مما كان عليه قبل الدمار.
واعتبر رئيس الوزراء المصري، أن 3 سنوات من الممكن أن تكون مدة زمنية مقبولة جداً للتنفيذ، مستنداً في ذلك إلى تجارب عملية وفعلية مطبقة على الأرض.