استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في البيت الأبيض بالأحضان، ووصفه بأنه “صديق عظيم”، لكنه بالمقابل حذّر من أن الهند “لن تكون بمنأى عن الرسوم الجمركية” التي بدأ فرضها على شركاء الولايات المتحدة التجاريين في جميع أنحاء العالم.
واعتبر ترمب الرسوم الجمركية التي تفرضها نيودلهي على السلع الأميركية “غير عادلة ومرتفعة للغاية”. وقال في مؤتمر صحافي مشترك بجانب مودي: “مهما كانت الرسوم التي تفرضها الهند، فإننا نفرضها عليها، لذا وبصراحة، لم يعد يهمنا كثيراً ما يفرضونه”.
وتحدث ترمب عن سعي الولايات المتحدة لتقليص عجزها التجاري مع الهند، واقترح أن يتم ذلك من خلال زيادة صادرات الطاقة الأميركية، لكنه وعد أيضاً باستعادة “العدالة والمعاملة بالمثل” في العلاقات الاقتصادية،.
وقال إنه ومودي انطلقا في العمل على صفقة تجارية كبرى، يمكن إتمامها في وقت لاحق من هذا العام.
ويبلغ العجز التجاري بين الولايات المتحدة والهند 50 مليار دولار لصالح نيودلهي، فيما بلغ إجمالي تجارة السلع والخدمات بين البلدين حوالي 190.1 مليار دولار في عام 2023، وفق ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس”.
ووفقاً لوزارة الشؤون الخارجية الهندية، بلغت قيمة الصادرات الأميركية إلى الهند ما يقرب من 70 مليار دولار والواردات 120 مليار دولار.
وأعلن ترمب أن الولايات المتحدة ستزيد قريباً مبيعاتها العسكرية إلى الهند “بملايين الدولارات”، مما يمهد الطريق لتزويدها في نهاية المطاف بالمقاتلات الشبحية F-35، وهو ما سعت إليه الهند منذ فترة طويلة.
مودي: سنجعل الهند عظيمة مرة أخرى
وفي الوقت نفسه، واصل مودي اتجاهه الشخصي المتمثل في الإشادة بترمب، وقال إنه عازم على “جعل الهند عظيمة مرة أخرى” أو “MIGA”، وهي عبارة مقتبسة من شعار ترمب “MAGA” (جعل أميركا عظيمة مرة أخرى).
وأشاد مودي، بمكالمات ترمب الهاتفية مع زعماء روسيا وأوكرانيا، الأربعاء، وقال: “كان العالم يعتقد أن الهند دولة محايدة بطريقة ما في هذه العملية برمتها، لكن هذا ليس صحيحاً، لديها جانب، وهذا الجانب هو السلام”.
وقبل زيارة مودي، أبدت نيودلهي استعدادها لشراء المزيد من النفط الأميركي وخفض تعريفاتها الجمركية على السلع الأميركية.
ويعد مودي رابع زعيم أجنبي يزور ترمب منذ تنصيبه الشهر الماضي، بعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس وزراء اليابان شيجيرو إيشيبا، وملك الأردن عبد الله الثاني.