حصدت عريضة ساخرة، تهدف على ما يبدو إلى جمع تريليون دولار، لتمكين الدنمارك من شراء ولاية كاليفورنيا، أكثر من 200 ألف توقيع، وفق شبكة CNN.
وجاء في نص العريضة: “هل سبق لك أن نظرت إلى الخريطة وفكرت؛ تعرف ما الذي تحتاجه الدنمارك؟ المزيد من أشعة الشمس وأشجار النخيل والزلاجات الدوارة. حسناً، لدينا فرصة لا تتكرر لجعل هذا الحلم حقيقة”.
وأضافت العريضة: “دعونا نشتري كاليفورنيا من دونالد ترمب! نعم، لقد سمعت ذلك بشكل صحيح. يمكن أن تصبح كاليفورنيا ملكنا، ونحتاج إلى مساعدتكم لتحقيق ذلك”.
وجاءت هذه العريضة بعد أن أعرب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن اهتمام متجدد بالسيطرة على جرينلاند، وهي منطقة دنماركية شبه مستقلة.
وحددت العريضة عدداً من الأسباب التي تجعل شراء كاليفورنيا صفقة مربحة للدنمارك، من بينها تحسن الطقس، وتأمين إمدادات من الأفوكادو، وتحقيق الهيمنة في قطاع التكنولوجيا.
وجاء في العريضة: “الحصول على مجموعة إضافية من خبراء التكنولوجيا؟ رائع! هذا تماماً ما تحتاجه كل ديمقراطية”. وأضافت أن الدنمارك ستكون قادرة أيضاً على “حماية العالم الحر” وإعادة تسمية ديزني لاند لتصبح “هانز كريستيان أندرسن لاند”.
وتابعت: “ميكي ماوس وهو يرتدي خوذة الفايكنج؟ نعم، من فضلكم! لم يتبقَّ سوى جمع مبلغ التريليون دولار عبر التمويل الجماعي، تزيد أو تنقص بضع مليارات، ثم إرسال أفضل مفاوضينا، المديرين التنفيذيين لشركة ليجو وطاقم عمل مسلسل بورجن”.
واختتمت العريضة: “ستصبح كاليفورنيا الدنمارك الجديدة… وربما يسود حكم القانون، والرعاية الصحية الشاملة، والسياسة القائمة على الحقائق أيضاً”.
أطماع ترمب
وكان ترمب أعرب في منتصف ديسمبر الماضي، عن اعتزامه شراء جرينلاند، وهي فكرة طرحها خلال ولايته الأولى من 2017 إلى 2021، فيما ردت الدنمارك على تلك التعليقات قائلة إن أراضيها “ليست للبيع”، كما قال رئيس وزراء جرينلاند موت إيجيدي، الذي كثف جهوده من أجل الاستقلال، إن “الجزيرة ليست للبيع”، وأن “الأمر متروك لشعبها لتقرير مستقبلهم”.
ولكن ذلك لم يُثن ترمب عن خطته للاستحواذ على أكبر جزيرة في العالم، إذ رفض خلال مؤتمر صحافي في يناير الماضي، استبعاد احتمال غزو جرينلاند، واصفاً الجزيرة بأنها ذات أهمية كبيرة فيما يتعلق بمصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة.
ووصف ترمب، الذي تولى منصبه في 20 يناير الماضي، سيطرة الولايات المتحدة على جرينلاند بأنها “ضرورة مطلقة”.
وأعرب عدة مسؤولين دنماركيين لشبكة CNN عن خشيتهم من أن يكون الرئيس الأميركي أكثر جدية بشأن الفكرة الآن مقارنة بفترته الأولى.
ورغم هذه الاعتراضات، تصاعد الجدل بشأن مستقبل جرينلاند وسط تزايد التكهنات بشأن حركتها الاستقلالية. وفي خطابه بمناسبة العام الجديد، دعا رئيس وزراء جرينلاند إلى تحرر الجزيرة من “قيود الاستعمار”، لكنه لم يذكر الولايات المتحدة، بحسب CNN.
وتعد جرينلاند، أكبر جزيرة في العالم، جزءاً من الدنمارك منذ 600 عام رغم أنها تتمتع بالحكم الذاتي، ويبلغ عدد سكانها 57 ألف نسمة. وتسعى حكومة الجزيرة بقيادة إيجيدي إلى الاستقلال في نهاية المطاف.
وعبّرت الولايات المتحدة عن اهتمامها بتوسيع وجودها العسكري عبر أمور منها وضع رادارات هناك لمراقبة المياه بين الجزيرة وأيسلندا وبريطانيا، إذ تعد تلك المياه بوابة للسفن البحرية والغواصات النووية الروسية.
وتتميز الجزيرة بثرواتها من المعادن والنفط والغاز الطبيعي، إلا أن التنمية فيها بطيئة. وتبعد نوك عاصمة جرينلاند عن نيويورك مسافة أقل مما تبعد عن العاصمة الدنماركية كوبنهاجن.