قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن السفيرة الأميركية في موسكو لين تريسي أجرت، الثلاثاء، محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، وناقشت عمليات المؤسسات الدبلوماسية الروسية في الخارج، حسبما ذكرت وكالة الإعلام الروسية.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء عن مصدر قوله، إن السفيرة الأميركية لدى موسكو زارت مبنى وزارة الخارجية الروسية ظهر الثلاثاء، و”سيتم الإعلان عن التفاصيل في وقت لاحق”.
وفي 26 يناير الماضي، أعلنت السفارة الأميركية لدى موسكو عن وصول السفيرة الجديدة لين تريسي إلى العاصمة الروسية، ونشرت السفارة عبر حسابها على منصة “إكس” للتواصل، صورة للسفيرة لحظة وصولها.
وكان ريابكوف، وهو المسؤول المعني بالعلاقات مع الولايات المتحدة، تطرّق خلال مؤتمر صحافي، الاثنين، إلى محادثات السلام المحتملة بشأن أوكرانيا بين موسكو وواشنطن ضمن مسائل أخرى.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إنه ليس لديه معلومات عن تقارير غير مؤكدة على تطبيق تليجرام تفيد بأن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ربما توجه إلى موسكو، مضيفاً أن جدول الأعمال لا يتضمن اجتماعات معه.
“موقف صلب”
وأعاد بيسكوف القول إن الاتصالات بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وروسيا بدأت على مستويات مختلفة، وإن وتيرتها قد زادت؛ لكنه ذكر أنه لا يوجد شيء جديد يمكن الكشف عنه بشأن المناقشات المتعلقة بأوكرانيا.
وأكد المسؤول الروسي على ضرورة تلبية جميع شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل بدء المفاوضات بشأن الحرب في أوكرانيا، ما يشير إلى أن موسكو تتخذ “موقفاً صلباً” تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وأضاف ريابكوف في إفادة صحافية باللغة الإنجليزية بموسكو: “الحل السياسي مثلما نتصوّره لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التنفيذ الكامل، لما أعلنه الرئيس بوتين حين تحدث إلى وزارة الخارجية الروسية في يونيو”.
وتابع: “هذا موقفنا وكلّما أسرعت الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما بتفهم ذلك، كان ذلك أفضل، وكان هذا الحل السياسي المنشود أقرب للجميع”.
اتصال ترمب وبوتين
ودأب ترمب على قول إنه يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة بعد سقوط آلاف الأشخاص، وقال، الأحد، إنه يعتقد بأن تقدماً تحقق، لكنه لم يحدد الطريقة التي يأمل أن ينتهي بها الصراع.
وحين سُئل عما إذا كان قد أجرى اتصالاً ببوتين قبل تنصيبه في 20 يناير، أم قبل ذلك، قال ترمب في حديث لصحافيين على متن الطائرة الرئاسية: “أجريته، فلنقل فحسب أنني أجريته”.
ورفض الكرملين تأكيد الاتصال أو نفيه.
وحدد بوتين شروطه في خطابه الذي ألقاه في 14 يونيو بمقر وزارة الخارجية، قائلاً إنه يتعين على أوكرانيا التخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف الناتو، وسحب قواتها من كامل أراضي 4 مناطق أوكرانية تطالب بها روسيا وتسيطر على معظمها.
وآنذاك، قالت كييف التي تريد الانضمام إلى الناتو، وتستعيد السيطرة قدر الإمكان على الأراضي التي خسرتها، إن مثل هذه الظروف مرادفة للاستسلام.
وتدهورت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ عقود على خلفية غزو موسكو لأوكرانيا في عام 2022.
ولكن منذ انتخاب دونالد ترمب وتنصيبه، حرص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وصف نظيره الأميركي بأنه “ذكي وعملي”، وعبر عن رغبته في لقائه قريباً.
خطة كيلوج
ونقل موقع “سيمافور” الإخباري الأميركي عن مصادر غربية مسؤولة، قولها إن المبعوث الأميركي الخاص كيث كيلوج يستعد لتقديم خيارات بإنهاء الحرب، والتنسيق مع عدد من مسؤولي حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وقال مسؤول غربي إن كيلوج قال خلال أحد الاجتماعات، إنه “يهدف إلى الاجتماع والتنسيق مع مسؤولين من كل الدول الأعضاء في الناتو”.
وانتشرت تكهنات في واشنطن بأن الإدارة ستقدم خطة في وقت قريب، على الرغم من أن كيلوج نفى صحة تقارير تفيد بأنه سيفعل ذلك خلال مؤتمر ميونيخ للأمن هذا الأسبوع.
وكان الجنرال الأميركي المتقاعد كيث كيلوج (80 عاماً)، وهو مستشار سابق للأمن القومي، كشف عن أبرز ملامح خطته في وقت سابق.
ويقدم في خطته المُقترحة رؤية تتضمن وقفاً لإطلاق النار، وتجميداً للخطوط الأمامية، مع التركيز على مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا.