أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الثلاثاء، على ضرورة تجنب استئناف الأعمال القتالية في قطاع غزة “بأي ثمن”، محذراً من أن استئنافها سيؤدي إلى “مأساة كبيرة”.
وحث جوتيريش في بيان طرفي الصراع على الامتثال التام لالتزاماتهما بموجب اتفاق غزة، واستئناف المفاوضات الجدية للمرحلة الثانية من الصفقة في العاصمة القطرية الدوحة.
وناشد الأمين العام حركة “حماس” إطلاق سراح المحتجزين المخطط الإفراج عنهم السبت المقبل، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين الذي بدأت مرحلته الأولى في 19 يناير الماضي وتستمر لمدة 42 يوماً.
وكانت حركة “حماس” اتهمت إسرائيل الاثنين، بعدم الالتزام ببنود الاتفاق وارتكاب “العديد من الخروقات منها تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهداف الفلسطينيين بالقصف وإطلاق النار عليهم، وقتل العديد منهم في مختلف مناطق القطاع”.
كما أعلنت “حماس” عن تعليق عمليات الإفراج عن المحتجزين قبل أيام من موعد التسليم المتوقع السبت المقبل من أجل إعطاء الوسطاء الفرصة للضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي رفع حالة الجاهزية لقواته في القيادة الجنوبية العسكرية قرب قطاع غزة.
وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، بأنه سيقترح إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والسماح لأبواب الجحيم بأن تنفتح، إذا لم تطلق حماس سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، بحلول ظهر السبت المقبل.
احترام اتفاق غزة
ورداً على هذه تصريحات ترمب، قال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري، الثلاثاء، إن على الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن يتذكر أن هناك اتفاقاً يجب أن يحترمه الطرفان.
وصرح قائلاً: “على ترمب أن يتذكر أن هناك اتفاقاً، وأنه يجب احترامه من الطرفين، وهذا هو الطريق الوحيد لعودة المحتجزين”.
وأضاف لرويترز: “لغة التهديدات ليس لها قيمة، وتزيد من تعقيد الأمور”.
وقال ترمب خلال تصريحات للصحافيين من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، إنه “قد يحجب المساعدات عن مصر والأردن، إذا لم يستقبلا الفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من غزة”، وفق مقترحه بشأن “شراء وامتلاك” القطاع.
وأعلنت مصر والأردن مراراً رفضهما فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، وأكدتا التمسك بمسار “حل الدولتين”، وقيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وذكر ترمب أن إسرائيل قد ترغب في عدم الأخذ برأيه في هذه المسألة، وقال إنه قد يتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعبر الرئيس الأميركي عن “خيبة أمله من حالة المجموعة الأخيرة من الرهائن الذين أفرجت عنهم حماس”.
تأجيل تسليم دفعة المحتجزين الإسرائيليين
وأعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، الاثنين، تأجيل تسليم دفعة المحتجزين الإسرائيليين، المقرر الإفراج عنهم السبت المقبل، حتى إشعار آخر، لـ”عدم التزام إسرائيل ببنود اتفاق غزة”، فيما قالت تل أبيب إن تأجيل الحركة الإفراج عن محتجزين خرق للاتفاق، وإن الجيش على أعلى درجات الاستعداد.
وأضاف “أبو عبيدة”، في بيان، أن “المقاومة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية رصدت انتهاكات العدو، وعدم التزامه ببنود الاتفاق، من تأخير عودة النازحين إلى شمال القطاع، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق غزة، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها، بحسب ما اتفق عليه، في حين نفذنا من جانبنا كل ما علينا من التزامات”.
وأوضح أنه “سيتم تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم السبت المقبل الموافق 15 فبراير، حتى إشعار آخر، ولحين التزام الاحتلال وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي، ونؤكد على التزامنا ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال”.