أعلنت مصر تمسكها بحق الشعب الفلسطيني في العودة لوطنه، وفي تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة، وذلك بعد ساعات من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجدداً بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة، وقوله إنهم لن يكون لهم حق العودة.
قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان: “في ظل المرحلة الحرجة والمفصلية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، تؤكد القاهرة أن السبيل الوحيد لمواجهة المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها السلم والأمن الإقليميين والدوليين، الناتجة عن الاحتلال والعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وتداعياته، هو تبني المجتمع الدولي لنهج يراعي حقوق جميع شعوب المنطقة بدون تفرقة أو تمييز، بما في ذلك الشعب الفلسطيني الذي يعاني من إجحاف غير مسبوق بحقوقه الأساسية، بما فيها حقه في العيش بسلام على أرضه وفي وطنه”.
ودعت مصر، وفق البيان، “المجتمع الدولي، بمختلف مكوناته الدولية والإقليمية، إلى التوحد وراء رؤية سياسية لتسوية القضية الفلسطينية، وعلى أن تتأسس هذه الرؤية على ضرورة إنهاء الظلم التاريخي الذي تعرض، وما زال يتعرض له، الشعب الفلسطيني، واستعادة هذا الشعب الكريم لحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف”.
كما أعلنت مصر تمسكها بــ”موقفها الرافض للمساس بتلك الحقوق، بما فيها حق تقرير المصير، والبقاء على الأرض والاستقلال، كما تتمسك بحق العودة اللاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك وطنهم، وبما يتسق مع القيم الإنسانية، ومع مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقية جنيف الرابعة”.
وشددت مصر أن “تجاهل الشرعية الدولية في التعاطي مع أزمات المنطقة إنما يهدد بنسف أسس السلام التي بذلت الجهود والتضحيات للحفاظ عليها وتكريسها على مدار عشرات السنين، وتؤكد على اعتزامها الاستمرار في التعاون مع كافة الشركاء الإقليميين والدوليين للتوصل إلى السلام الشامل والعادل في المنطقة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على أرضها وفقاً للقانون الدولي على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشريف”.
إعمار قطاع غزة بوجود الفلسطينيين
وفي السياق، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، خلال لقاء مع نظيره الأميركي ماركو روبيو في واشنطن، على أهمية الإسراع في إعمار قطاع غزة بوجود الفلسطينيين.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن “عبد العاطي أكد على ثوابت الموقف المصري والعربي والإسلامي، بشأن القضية الفلسطينية، وأهمية تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة”.
وأعرب وزير الخارجية المصري عن “تطلع مصر للتنسيق مع الإدارة الأميركية من أجل العمل على تحقيق السلام العادل المنشود في الشرق الأوسط، وبما يستجيب للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة علي كافة ترابه الوطني”.
كما أكد الوزير المصري على “أهمية الإسراع في بدء عملية التعافي المبكر، وإزالة الركام، وإعادة الإعمار بوجود الفلسطينيين بغزة، في ظل تمسكهم بأرضهم، ورفضهم الكامل للتهجير بدعم كامل من العالمين العربي والإسلامي، والمجتمع الدولي”.
ترمب: لن يكون من حق الفلسطينيين العودة إلى غزة
جاء البيان المصري بعد ساعات من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لـ”فوكس نيوز” قال فيه إن “الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى القطاع بموجب خطة إعادة التطوير، وإنما سيكون لديهم مكان دائم آخر يمكنهم العيش فيه”.
وأضاف ترمب أنه يعتقد بأنه يمكن أن يعقد صفقة مع الأردن ومصر لاستقبال الفلسطينيين النازحين.
ووفقاً لمقاطع متداولة من المقابلة، أجاب ترمب عن سؤال حول حق الفلسطينيين في العودة بقوله: “لا، لن يكون من حقهم ذلك لأنهم سيحصلون على مساكن أفضل بكثير.. أنا أتحدث عن بناء مكان دائم لهم؛ لأنهم إذا اضطروا للعودة الآن، فسوف يستغرق الأمر سنوات قبل أن يتمكنوا من ذلك. المكان غير صالح للسكنى. وسوف تمر سنوات قبل أن يحدث ذلك”.