قدمت شركة “فاثوم” السعودية تقنية جديدة لتشفير البيانات في عصر الحوسبة الكمية، والتي يرى خبراء كثيرون أنها قادرة على فك خوارزميات التشفير الحالية، وأقواها نظام AES.
كما تقدّم الشركة نظاماً آخر قالت إنه يُجهّز قطاع الأعمال والحكومات لمرحلة ما بعد عصر الحوسبة الكمية، من خلال نظام تشفير يربط البيانات بنظام ذكي يُنشئ عدداً كبيراً من المعادلات الحسابية المعقدة، والتي لم يتم التوصل إلى طريقة تقنية لحلّها حتى الآن.
وتقدم الشركة في معرض LEAP 2025 الذي بدأ أعماله في العاصمة السعودية الرياض، الأحد، خطوة استباقية كبيرة تجاه مستقبل حماية البيانات وخصوصية المستخدمين.
مرحلة جديدة من طرق التأمين
وقال مدير البنية التحتية والأمن المعلوماتي والتوافق الحكومي بالشركة شازن شافي، في تصريح لـ”الشرق”، إن العصر الحالي من تشفير البيانات يدخل مرحلة جديدة من طرق التأمين الرقمي، كما أن التطور السريع في الحواسيب الكمية يجعل من السهل على مجموعات الاختراق المحترفة والأجهزة الأمنية فك تشفير البيانات بسهولة، ومع مرور الوقت، سيصبح ذلك متاحاً بشكل أوسع.
وأضاف شافي، أن قوة خوارزميات التشفير الحالية، مثل AES، كانت تعتمد بشكل أساسي على ضخامة القوة الحاسوبية المطلوبة لكسرها، وجعلت فك الحواسيب التقليدية ذات القدرات المحدودة للتشفير أمراً شبه مستحيل، نظراً لاعتماده على عمليات حسابية معقدة تستغرق آلاف أو حتى ملايين السنين لإتمامها.
ومع ذلك، فإن التطور السريع في تقنيات الحوسبة الكمية غيّر المعادلة بشكل جذري، إذ تمتلك الحواسيب الكمية القدرة على إجراء عمليات حسابية متوازية بسرعة هائلة، ما يتيح لها فك تشفير البيانات التي كانت تعتبر غير قابلة للفك سابقاً. لذا، أصبح من الضروري تطوير خوارزميات تشفير أكثر تعقيداً، باستغلال المبادئ ذاتها التي تعتمد عليها الحوسبة الكمية، لضمان بقاء البيانات آمنة في العصر الرقمي القادم.
وأشار شافي في تصريحاته لـ”الشرق”، إلى أن الشركة تقدّم في الوقت الحالي العتاد والنظام البرمجي اللازم لتشفير البيانات في مواجهة الحواسيب الكمية، وتعتمد في ذلك على تخزين البيانات المشفّرة داخل الجزيئات الضوئية (الفوتونات) مباشرة، داخل جهاز يعتمد في مكوناته على ليزر بصري، ما يحافظ على الخصوصية، ويضمن عدم كسر التشفير بسهولة.
وأوضح، أنه لكسر هذا التشفير يحتاج المخترق إلى نقل الفوتونات عبر كابلات ضوئية مُعدّة بشكل محترف، وإلا فبمجرد استحواذه على تلك الجزيئات، ستتدمّر ذاتياً في الحال.