قال مايك والتز، مستشار الأمن القومي في إدارة دونالد ترمب، أن الرئيس المنتخب يدعم حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة “ما كان ليحدث لولا انتخاب الرئيس ترمب”.
وأضاف والتز في مقابلة مع شبكة CBS الأميركية: “خطة الرئيس ترمب في ولايته الأولى، خطته للشرق الأوسط وخطته لإسرائيل وفلسطين تضمنت مساراً لحل الدولتين، مع كافة الشروط المهمة التي يجب أن تكون موجودة مسبقاً، مثل وقف تطرف الجيل القادم من الشباب الفلسطيني، ومكونات محددة للغاية لتلك الخطة في ما يتعلق بكيفية تقسيم الأمور”.
وأضاف: “لكنني أعتقد أننا يمكننا التوصل إلى الجولة التالية من الاتفاقيات الإبراهيمية.. أعتقد أننا نستطيع توسيع نطاقها، وستكون بين إسرائيل والسعودية، سيكون ذلك أمراً هائلاً.. لقد كان هذا هدفاً رئيسياً لحكومة نتنياهو لسنوات”.
وأشار والتز إلى حرص الولايات المتحدة على التوصل إلى “تفاهم يجعل السعودية مرتاحة للدخول في اتفاقيات ابراهام”.
وتابع والتز: “أستطيع أن أقول، بالنسبة للرئيس ترمب، إذا كنا في غضون فترة قصيرة نتحدث عن مشاريع بنية تحتية، وموانئ، وسكك حديدية، ومراكز بيانات، إذا كنا نتحدث عن كل تلك الأمور، فإن هذه العداوات التاريخية ستصبح أصغر وأصغر وأصغر، وهذا هو السلام الذي يسعى إليه والذي لا يستطيع قيادته سوى هو”.
وعند سؤاله عن لقائه مع بعض الرهائن المحتجزين في غزة، ومن بينهم 3 أميركيين يُعتقد أنهم لا يزالون على قيد الحياة وفي الأسر، قال والتز: “حسناً، تذكروا أن شروط الاتفاق الذي توصلنا إليه ورثناها، إلى حد كبير، من إدارة بايدن. لذلك، في الواقع، مفاوضو إدارة بايدن هم من كانوا على الطاولة، والطرف الآخر كان يتعامل معهم، ولكن كان يُنظر إلينا، لا سيما ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس ترمب للشرق الأوسط”.
وأضاف: “وأحد الأمور التي ورثناها هو هذا الإطار الذي ينص على إخراج النساء وكبار السن والمرضى أولاً.. أحد الأميركيين جندي إسرائيلي، مما يعني أنه سيخرج في المرحلة الثانية، لكننا سنخرجه، وهذا أمر محسوم”.
تأثير ترمب
ويرى والتز أن بأن اتفاق وقف إطلاق النار “ما كان ليحدث لولا انتخاب الرئيس ترمب، تأثير ترمب، إذا جاز التعبير”. وقال: “العائلات تؤمن بذلك.. كانوا غاية في الشكر له وللحقيقة التي أعلنها، والتي وضعت حماس في حالة تحذير من أن هناك عواقب إذا لم يطلقوا سراح مواطنينا”.
وشارك فريق ترمب في المراحل الأخيرة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وانضم إلى فريق الرئيس الأميركي جو بايدن الذي عمل على تحقيق ذلك منذ أكثر من عام.
وعمل مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومبعوث بايدن، بريت ماكجورك، معاً خلال الأيام الماضية في الدوحة، لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وعند سؤاله عما إذا كان ترمب يدعم ضم إسرائيل للضفة الغربية وغزة، قال والتز: “هذا أمر مختلف تماماً. ما نتحدث عنه هنا هو ضمان تدمير حماس كمنظمة إرهابية. حماس ليست مختلفة عن داعش، أو القاعدة، أو أي من أسوأ الأسوأ الذين عاثوا فساداً في الشرق الأوسط على مر السنين”.
وأضاف: “ما أوضحناه لبنيامين نتنياهو وحكومته، وأريد أن يسمعني الشعب الإسرائيلي بوضوح، إذا تراجعت حماس عن هذا الاتفاق، إذا انسحبت حماس، أو غيّرت الشروط، فسوف ندعم إسرائيل في القيام بما يجب عليها القيام به.. ثانياً، لن تحكم حماس غزة أبداً”.
وتابع: “هذا غير مقبول تماماً، لأن نواياهم واضحة، وهي تدمير إسرائيل وتكرار 7 أكتوبر في المستقبل.. لذلك، أفهم القلق.. لكن، في نهاية المطاف، رئيس الوزراء نتنياهو دعّم هذا الاتفاق. ويتفق على ضرورة إخراج هؤلاء الرهائن”.
وعلق والتز على الأسيرات الثلاث اللاتي أُطلق سراحهن، وقال: “لو لم نتدخل في هذا الأمر، لكانت هؤلاء الأسيرات قد متن”. وأضاف: “لقد تم احتجازهن الآن لفترة أطول من رهائن الأزمة الإيرانية في عام 1979”.
ضرب إيران
وعند سؤاله عما إذا كان ترمب سيدعم ضرب إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية، الأمر الذي يتطلب مساعدة أميركية، قال والتز: “لا أستطيع استباق تلك القرارات”.
وأضاف: “إيران الآن في وضع دفاعي بفضل قيادة بنيامين نتنياهو والإسرائيليين. تم القضاء على حماس من خلال عملية سرية مذهلة، عملية أجهزة النداء واللاسلكي (البيجر والووكي توكي). الجميع كان يعتقد أن القضاء على زعيم حزب الله، حسن نصر الله، سيكون خطوة تصعيدية للغاية ومثيرة للاستفزاز، بل ولا يمكن تنفيذها، لكن، كما ترون، تمكنوا من ذلك”.
وأضاف: “هذا فتح باباً حقيقياً للفرص في لبنان. لقد أدى إلى سقوط نظام بشار الأسد وديكتاتوريته الوحشية. كما ساهم في عزل حماس بشكل كامل. لطالما اعتقدوا أن التعزيزات ستأتي من الشمال عن طريق حزب الله، لكن هذا لم يعد ممكناً. وأعتقد أن هذا هو السبب الذي دفعهم إلى إبرام اتفاق. كما تم تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية”.
وتابع: “لذا، نحن أمام لحظة مفصلية لاتخاذ قرارات رئيسية، وسنتخذها خلال الشهر المقبل”.