حفل تنصيب ترمب.. موكبان وعرض عسكري وممثلون للأديان السماوية

يؤدي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليمين الدستورية، ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، الاثنين، وسط إجراءات أمنية مشددة، ومراسم تنصيب، تقرر نقلها إلى داخل الكابيتول، لأول مرة منذ 40 عاماً بسبب البرد القارس، في حضور مدعوين بينهم مليارديرات و3 رؤساء سابقين.

ويشكل التنصيب النقل الرسمي لصلاحيات السلطة الرئاسية، مع انتقال فرع السلطة التنفيذية من إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن إلى إدارة ترمب.

وينص التعديل والعشرون لدستور الولايات المتحدة على أن فترة ولاية الرئيس التي تبلغ 4 سنوات، تنتهي عند ظهر يوم 20 يناير، ويؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية بعد فترة وجيزة.

على الرغم من أن لجنة تنصيبه جمعت 170 مليون دولار، فإن حفل التنصيب، الذي يتضمن 3 حفلات، يعد حدثاً صغيراً نسبياً مقارنة بمراسم سابقة، مثل تنصيب الرئيسين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون، وفقاً لشبكة CNBC.

وتتولى التخطيط لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب ونائبه لجنة الكونجرس المشتركة لمراسم التنصيب الرئاسي، التي تقودها هذا العام السيناتور الديمقراطية من مينيسوتا إيمي كلوبوشار، وتشرف اللجنة على 8 فعاليات في يوم التنصيب:

متى يبدأ تنصيب ترمب؟

من المقرر أن يبدأ حفل التنصيب نحوالي الساعة 11:30 صباحاً (16:30 بتوقيت جرينتش)، ويبدأ ترمب أداء مراسم اليمين حوالي الساعة 12:00 ظهراً (17: بتوقيت جرينتش)، ليصبح رئيساً. 

وكان من المقرر في البداية أن تقام الإجراءات على الواجهة الغربية لمبنى الكابيتول، لكن الرئيس المنتخب قرر نقل الحفل إلى القاعة المستديرة داخل الكابيتول بسبب درجات الحرارة المنخفضة المتوقعة، الاثنين، في واشنطن.

كم يستغرق حفل التنصيب؟

رغم أنه لا يوجد وقت محدد لمدة حفل التنصيب، فقد استغرقت الإجراءات نحو ساعة عندما أدى ترمب اليمين الدستورية في عام 2017، وعند تنصيب الرئيس جو المنتهية ولايته بايدن في عام 2021.

ما برنامج حفل التنصيب؟

وبحسب اللجنة المعنية بتنظيم مراسم تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ونائبه جي دي فانس، ستبدأ مراسم التنصيب بمقدمة موسيقية تعزفها جوقة جامعة نبراسكا-لينكولن المشتركة، وعازفون من الفرقة الموسيقية الأولى لسلاح مشاة البحرية الأميركية، وفق شبكة CBS News.

وستعلن السيناتور كلوبوشار بدء المراسم، وسيقوم رئيس أساقفة نيويورك الكاردينال تيموثي دولان، والقس فرانكلين جراهام بتلاوة أدعية، وسيغني مغني الأوبرا كريستوفر ماتشيو، أغنية “O, America”.

وسيتولى إدارة مراسم أداء اليمين الدستورية لنائب الرئيس جيه دي فانس، القاضي المحافظ بريت كافانو عضو المحكمة العليا، الذي رشحه ترمب لعضوية المحكمة في عام 2018 بعد تقاعد القاضي أنتوني كينيدي.

وستغني مغنية موسيقى الريف كاري أندروود، بالاشتراك مع جوقة القوات المسلحة، وفرقة Glee Club التابع للأكاديمية البحرية الأميركية أغنية “America the Beautiful”.
وبعد انتهاء الغناء، سيتولى رئيس المحكمة العليا القاضي جون روبرتس إدارة مراسم أداء الرئيس ترمب اليمين الدستورية.

ثم تستأنف فرقة Glee Club غناء “أنشودة المعركة الجمهورية”  (The Battle Hymn of the Republic)، قبل أن يلقي ترمب خطاب تنصيبه.

ويختتم الحفل بأدعية يتلوها رجال دين يمثلون الأديان السماوية الثلاثة، قبل النشيد الوطني الذي يغنيه المطرب ماتشيو.

خطاب تنصيب ترمب

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الاثنين، أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سيدعو خلال خطاب تنصيبه إلى “ثورة” تتمثل في القدرة على التفكير والتصرف بطريقة معقولة واتخاذ القرارات الجيدة.

ووفقاً لمقتطفات من خطابه المعد مسبقاً، قالت الصحيفة إن من المتوقع أن يقول ترمب “أعود إلى الرئاسة واثقاً ومتفائلاً بأننا في بداية حقبة جديدة مثيرة من النجاح لوطننا. موجة من التغيير تجتاح البلاد. رسالتي إلى الأميركيين اليوم هي أن الوقت حان لنا للعمل مرة أخرى بشجاعة وقوة وحيوية لأعظم حضارة في التاريخ”.

وبعد أدائه اليمين، يعتزم ترمب، إصدار سلسلة من الأوامر التنفيذية المتعلقة بمسائل بدءاً من الطاقة ووصولاً إلى الهجرة.

وقال مصدران مطلعان، إن أكثر من 100 أمر وتوجيه من هذا القبيل يمكن إصدارها بدءاً من اليوم الأول فيما يُعرف داخليا بجهد “الصدمة والرهبة”.

أبرز الحاضرين والغائبين

أفادت تقارير متعددة بأن الرؤساء السابقين باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون. سيحرون الحفل، كما ستحضر السيدة الأولى السابقة لورا بوش، ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون الحدث إلى جانب أزواجهما.

وأعلن مكتب السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما، في بيان، الثلاثاء، إنها لن تحضر المراسم دون تفسير. كما تغيبت ميشيل أوباما عن حضور جنازة الرئيس السابق جيمي كارتر، مشيرة إلى تضارب في الجدول الزمني. 

كما ستتغيب رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي عن حفل التنصيب، وفقاً لما قاله المتحدث باسمها لشبكة ABC News.

وفي سابقة من نوعها، دعا ترمب العديد من الزعماء الأجانب لحضور حفل التنصيب. وتاريخياً، لم يحضر أي قائد عالمي حفل تنصيب رئيس منذ عام 1874، وفقاً لسجلات وزارة الخارجية، التي نقلت عنها شبكة CBS News، أن السفراء الأجانب وزوجاتهم يمثلون عادة حكوماتهم في هذه الفعالية. وهو ما يُعزى إلى “مخاوف أمنية”.

وقال مسؤولون من مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الجمعة، إنها ستحضر حفل تنصيب ترمب. وبالإضافة إلى ميلوني، أعلن الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وهو مؤيد قوي آخر لترمب، أنه سيحضر التنصيب. وقالت وزارة الخارجية الصينية، الجمعة، إن نائب الرئيس هان تشينج سيحضر بصفته ممثلاً خاصاً للرئيس شي جين بينج.

وذكرت وسائل إعلام أن إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركات تسلا وسبيس إكس ورواد آخرين في مجال التكنولوجيا من أصحاب المليارات سيحضرون حفل التنصيب، الاثنين، ومن بينهم جيف بيزوس مؤسس أمازون، ومارك زوكربرج مؤسس ميتا، وسوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت، وتيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل.

وحظي ترمب بدعم أغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، الذي أنفق أكثر من 250 مليون دولار لمساعدته على الفوز في الانتخابات.

نقل المراسم بسبب البرد

وأعلن ترمب، الجمعة، أن مراسم تنصيبه، الاثنين، ستقام داخل مقر الكونجرس وليس في الهواء الطلق بسبب البرد القارس، وهي المرة الأولى منذ 40 عاماً، التي تقام فيها مراسم تنصيب الرئيس الأميركي في مكان مغلق.

وكتب ترمب على موقع “تروث سوشيال” (Truth Social): “هناك عاصفة قطبية تجتاح البلاد. لا أريد أن أرى الناس يتأذون أو يتعرّضون للإصابة بأي شكل”.

وأضاف: “أمرت بإلقاء خطاب التنصيب، بالإضافة إلى الصلوات والخطب الأخرى، في قاعة الكابيتول (مبنى الكونجرس)”.

والمرة السابقة التي نقل فيها حفل تنصيب الرئيس إلى مكان مغلق بسبب البرد القارس كانت في عام 1985 أثناء أداء الرئيس الجمهوري السابق رونالد ريجان القسم للمرة الثانية حين هبطت درجة الحرارة بعد الظهر إلى ما بين 23 و29 درجة فهرنهايت (ما بين -1و-5 درجة مئوية).

وقال ترمب إن أنصاره يمكنهم مشاهدة الحفل على شاشات داخل ساحة “كابيتال وان” الرياضية في وسط واشنطن التي تسع 20 ألف شخص، مشيراً إلى أنه سينضم إلى الجمهور في الساحة بعد أدائه اليمين.

تأتي المخاوف بشأن طقس يوم التنصيب في سياق تاريخي، إذ يُعتقد على نطاق واسع أن الرئيس ويليام هنري هاريسون أصيب بنزلة برد أثناء حفل تنصيبه عام 1841، حيث ألقى خطاباً لمدة ساعتين ولم يرتد معطفاً أو قبعة. وأصيب لاحقاً بالالتهاب الرئوي وتوفي بعد شهر واحد من تنصيبه.

إجراءات أمنية مشددة

العاصمة الأميركية استعدت لمراسم التنصيب بإقامة سياج أمني مؤقت أسود يمتد لمسافة 48 كيلومترا، ونشر 25 ألف فرد شرطة ونقاط تفتيش أمنية للتعامل مع مئات الآلاف ممن سيشهدون تنصيبه.

وستغلق السلطات جزءاً كبيراً من وسط مدينة واشنطن، يمتد لمسافة ثلاثة كيلومترات من البيت الأبيض إلى مبنى الكونجرس، أمام حركة المركبات، مع إغلاق نقاط الدخول بحواجز خرسانية وشاحنات قمامة وعناصر ثقيلة أخرى.

وقال مسؤولون إن السياج الأسود الذي يبلغ طوله 48 كيلومتراً، وارتفاعه مترين سيكون أطول سياج يتم إقامته على الإطلاق في واشنطن وإنه صُمم ليكون غير قابل للتسلق. 

وسيعمل على تكثيف الوجود الأمني نحو 7800 جندي من الحرس الوطني و4000 شرطي مستدعى من أقسام الشرطة الأخرى بأنحاء الولايات المتحدة.

وشهدت الحملة الانتخابية محاولتين لاغتيال ترمب، أصابت رصاصة أذنه في إحداهما، فضلا عن هجومين على مواطنين أميركيين في ليلة رأس السنة.

قال مسؤولون أمنيون إن لا معلومات لديهم عن وجود أي تهديدات محددة أو منسقة في يوم التنصيب لكن ما يقلقهم هو المهاجمون الذين يتحركون بمفردهم.

وقال قائد شرطة الكابيتول توماس مانجر في إفادة أمنية “يظل هذا التهديد من المهاجمين المنفردين هو المبرر الأكبر لكوننا في حالة تأهب قصوى طوال الأسبوع المقبل”.

وحذر مكتب التحقيقات الاتحادي FBI، ووزارة الأمن الداخلي، الشرطة في أنحاء البلاد من خطر وقوع هجمات مماثلة لما وقع في نيو أورليانز.