بدأ آلاف النازحين الفلسطينيين في العودة إلى منازلهم في غزة بعد دخول وقف إطلاق النار في القطاع حيز التنفيذ رسمياً، الأحد، بموجب اتفاق بين إسرائيل وحركة “حماس” الفلسطينية، أوقف 15 شهراً من الحرب التي أزهقت أرواح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وألحقت دماراً هائلاً بكل شيء تقريباً.
وتَعطّل تنفيذ الاتفاق لنحو 3 ساعات، بسبب التأخر في إعلان أسماء الأسيرات الإسرائيليات المقرر الإفراج عنهن، الأمر الذي أرجعته “حماس” إلى “أسباب فنية ميدانية”، لتتمكن بعد ذلك من إرسال القائمة إلى الجانب الإسرائيلي، الذي أعلن بدوره بدء تنفيذ وقف النار.
وفي ظل تأخر تنفيذ الاتفاق، شنت إسرائيل عدة غارات قتلت وأصابت عدداً من الفلسطينيين، حسبما أفاد الدفاع المدني في غزة.
وتكدست الشوارع الرئيسية في مدن غزة بالفلسطينيين العائدين إلى منازلهم، سيراً على الاقدام أو على عربات أو شاحنات وهم يحملون أمتعتهم، خاصة في اتجاه اتجاه شمال القطاع.
من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الآلاف من عناصر الشرطة بدأت في الانتشار، وفقاً لخطة حكومية لحفظ الأمن والنظام في القطاع.
وأضاف أن الوزارات والمؤسسات الحكومية على جاهزية كاملة للبدء في العمل.
بينما تستعد آلاف الشاحنات للدخول إلى قطاع غزة تباعاً ضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين “حماس” وإسرائيل.
وتصطف مئات الشاحنات عند معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة تمهيداً لدخولها للقطاع الفلسطيني بعد خضوعها للتفتيش عند معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، فيما وصلت بالفعل عشرات الشاحنات إلى الجانب الإسرائيلي استعداداً للدخول إلى غزة.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، أن الحرب الإسرائيلية على القطاع قتلت 46 ألفاً و913 فلسطينياً على الأقل.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن أعداد المصابين ارتفعت إلى 110 آلاف و750 فلسطينياً منذ السابع من أكتوبر 2023. وكانت الوزارة أعلنت، في مايو، أن هناك نحو 10 آلاف جثة تحت الركام.
وتظهر تقديرات الأمم المتحدة أن إعادة إعمار قطاع غزة بعد انتهاء الحرب ستحتاج إلى مليارات الدولارات، لافتة إلى أن إزالة ملايين الأطنان من الركام الذي خلَّفه القصف الإسرائيلي قد تستغرق سنوات.
جدير بالذكر أن الأمم المتحدة ذكرت في تقرير، العام الماضي، أن إعادة بناء المنازل المدمرة في قطاع غزة قد يستمر حتى عام 2040 على الأقل، وقد يطول الأمر لعدة عقود، مشيرة في تقديرات سابقة إلى أن إزالة الأنقاض سيستغرق 14 عاماً.