بعد ساعات من توترات داخلية في إسرائيل واتهامات لحركة “حماس”، بمحاولة تعطيل التفاوض ألقت بظلال على إمكانية الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يبدو أن تل أبيب باتت في طريقها للموافقة على الاتفاق الذي وقعه ممثلوها وممثلو الحركة، بالدوحة بعد مفاوضات شاقة.
وسيحتاج انتقال الاتفاق إلى التطبيق من جانب إسرائيل، إلى موافقة اجتماع المجلس الوزاري المصغر المخول باتخاذ قرارات الحرب والسلم، والمتوقع عقده في وقت لاحق الجمعة، وهو أمر يبدو متوقعاً في ظل التوازنات السياسية داخل إسرائيل وبعدها سيحتاج لموافقة أخرى من الحكومة في اجتماعها الكامل المقرر مساء السبت.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت مبكر الجمعة، أن فريق المفاوضين في الدوحة أبلغه أنه تم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة، فيما قال مسؤولون إسرائيليون لـ”أكسيوس”، إن فريق المفاوضين في الدوحة وقع اتفاق وقف النار في القطاع، رسمياً، بعد تقارير عن “خلافات في اللحظة الأخيرة”، عمل الوسطاء على حلها.
وذكر المكتب في بيان أن نتنياهو وجه المجلس الأمني المصغر للانعقاد الجمعة، على أن تنعقد جلسة للحكومة بأكملها السبت، للموافقة على الاتفاق.
ومن ثم سيكون أمام الإسرائيليين الراغبين في الاعتراض على أسماء أي من المحتجزين الذين سيتم الإفراج عنهم، أن يعترض أمام محكمة العدل العليا، التي ترد عادة الطلبات من هذا النوع، ولا توقف تنفيذ هذه الاتفاقات، وهكذا يكون موعد بدء تطبيق الاتفاق متوقعاً ظهيرة الأحد أو الاثنين بالتوقيت المحلي.
وكشفت مصادر قريبة من المفاوضات لـ”الشرق”، أن إسرائيل ستطلق سراح الأعداد والفئات التالية من الأسرى الفلسطينيين في المرحلة الأولى، مقابل 33 محتجزاً إسرائيلياً، وهي ما يلي:
أسرى ستطلق إسرائيل سراحهم في المرحلة الأولى
- 260 أسيراً محكوماً بالسجن مدى الحياة بينهم 47 أسيراً من محرري صفقة الجندي جلعاد شاليط الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم.
- 400 أسير أمضوا أكثر من 15 عاماً في الأسر.
- 1000 أسير من قطاع غزة اعتقلوا أثناء الحرب ولم يكن لهم علاقة بهجوم السابع من أكتوبر.
وقالت المصادر إن إسرائيل ستبعد أعداداً كبيرة من الأسرى المحررين في هذه الصفقة إلى خارج البلاد، وأنها ستتحكم في تحديد أسماء من سيطلق سراحهم أو على الأقل ستملك حق الاعتراض (الفيتو) على بعض الأسماء
المصدر نفسه قال إنه سيتم إطلاق سراح الدفعة الأولى من المحتجزين الإسرائيليين (3 مجندات) في غزة مساء الأحد، ووفقاً للآلية المتفق عليها بتسليمهم للصليب الأحمر وفريق مصري وقطري، ثم نقلهم إلى مصر لتسليمهم إلى الجانب الإسرائيلي الذي سيتواجد في مصر لإتمام الاستلام ونقلهم إلى إسرائيل، وفور تسلمهم سيتم إطلاق سراح أول مجموعة من الأسرى الفلسطينيين.
إرباك الساعات الأخيرة
ووفق المصادر فإن الوسطاء بدوا متعجلين لتجاوز إرباك الساعات الأخيرة والدفع لبدء تنفيذ الاتفاق الأحد.
ورد المصدر الذي واكب المفاوضات لأشهر على سؤال “الشرق”، بشأن أي تعثر محتمل في التطبيق بالقول “الأمور ماشية”، مضيفاً أن الوسطاء أبلغوا حماس أن الحكومة الإسرائيلية ستصادق على الاتفاق بملاحقه، وبأن الجانب الأميركي يتابع بشكل لحظي أي تطور في الملف.
وفي وقت استمرت فيه الترتيبات التقنية التي تعمل عليها الأطراف في القاهرة والتي يتوقع أن تنتهي بوصول وفد مصري قطري إلى غزة صباح الأحد، ليليه دخول الأوروبيين على الخط من خلال طاقم تابع للاتحاد الأوروبي.
ستجري مشاورات بشأن تشغيل معبر رفح للأفراد في مصر بدءاً من منتصف الأسبوع المقبل، وسيتم تشغيل المعبر بشكل فوري للمساعدات مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وللمرضى بعد أسبوع، وصولاً للحالات الإنسانية والمنظمات الدولية ولاحقاً الأفراد.