وقّع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع نظيره العراقي محمد شياع السوداني في لندن، الثلاثاء، اتفاقية شراكة وتعاون واسعة النطاق، وصفها البيان المشترك بـ”التاريخية”، وتشمل الدفاع والتجارة والتعاون الاقتصادي، وأيضاً الاتفاق على حزمة تجارية بقيمة 12.3 مليار جنيه إسترليني.
وقال بيان مشترك عقب لقاء ستارمر مع السوداني في لندن، إن البلدين اتفقا على تطوير وتعزيز التعاون بين بريطانيا والعراق في مجموعة واسعة من القطاعات، منها التجارة والاقتصاد والاستثمار والدفاع والأمن.
وأعلن رئيسا الوزراء “حزمة تجارية بقيمة 12.3 مليار جنيه إسترليني” خلال 2025، التي تعادل أكثر من 10 أضعاف إجمالي التجارة الثنائية بين البلدين في العام الماضي.
التعاون الأمني
ووصف السوداني وستارمر، العلاقة الأمنية بين البلدين بـ”التاريخية والقوية”، مشيرين إلى أن عام 2025 يمثل مرور أكثر من عقد من الزمن على بدء المهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق.
ووقع رئيسا الوزراء، حسب البيان، على البيان المشترك حول العلاقات الدفاعية والأمنية الاستراتيجية الثنائية، الذي يضع الأساس لحقبة جديدة في التعاون الأمني، ويمهد الطريق لاتفاق جديد يعكس طموح البلدين.
وشدد البيان على أنه “يعمّق التعاون الأمني المستقبلي”، وذلك من خلال “توفير تبادل التعليم العسكري بين بريطانيا والعراق، والدعم الاستشاري البريطاني في مجال تعزيز القدرات والإصلاح المؤسسي، وتطوير الشراكات الصناعية الدفاعية”.
وفي ملف الهجرة وجرائم الهجرة المنظمة، ذكر البيان، أن رئيسي الوزراء أكدا الالتزام بشأن تعزيز التعاون في مجال الهجرة بين البلدين، لافتاً إلى أهمية هذه الشراكة الثنائية الاستراتيجية في “مكافحة الهجرة غير النظامية، من خلال معالجات جذرية”.
واتفق رئيسا الوزراء على “مبادئ اتفاقية العودة عبر التزام مشترك بضمان إمكانية إعادة أولئك الذين ليس لديهم الحق بالتواجد في بريطانيا بالسرعة الممكنة”.
وناقشا الخطوات العملية المقبلة حول كيفية القيام بذلك، بناء على زيارة وزيرة الداخلية البريطانية الأخيرة، التي وضعت الاتفاقات الرئيسية بشأن سبل تعزيز البلدين لأمن الحدود والتعاون في إنفاذ القانون للتصدي لعصابات الجريمة المنظمة لتهريب البشر، بحسب البيان.
وأعلنت بريطانيا عن توفير معدات اتصالات للشرطة، وتكنولوجيا الحدود وبرامج التدريب الشاملة لوزارة الداخلية العراقية، ما يضمن امتلاك العراق لأحدث التقنيات والقدرة على الاستجابة للطوارئ لدعم هدف تعزيز أمن الحدود.
أبرز المشاريع التي ستقودها بريطانيا في العراق
- إزالة الألغام: تم تعيين شركات بريطانية لإزالة حقول الألغام القديمة في جميع أنحاء العراق، بعقد قيمته 330 مليون جنيه استرليني.
- إعادة تأهيل قاعدة القيارة الجوية العراقية: سيقوم خبراء من القطاع الخاص البريطاني بإعادة تأهيل قاعدة القيارة الجوية العراقية التي تقع على بعد 58 كيلو متراً جنوب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، بقيمة 500 مليون جنيه استرليني، بما يوفر للعراق تغطية دفاعية جوية.
- مشروع الميا: سيقود تحالف شركات بريطانية مشروعاً كبيراً للبنية التحتية للمياه بقيمة تصل إلى 5.3 مليار جنيه استرليني من صادرات بريطانيا، بهدف تحسين جودة المياه وري الأراضي الزراعية وتوفير المياه النظيفة في جنوب وغرب العراق.
- مشروع مياه البصرة: تم تعيين شركة بريطانية لإنشاء البُنية التحتية واسعة النطاق لمحطات تحلية ومعالجة المياه، بما يوفر المياه النظيفة لثلاثة ملايين عراقي في محافظة البصرة، وتبلغ قيمة هذا المشروع ما يصل إلى 3.3 مليار جنيه إسترليني من الصادرات البريطانية.
- الربط البيني لشبكة الكهرباء بين العراق والسعودية: ستربط أنظمة نقل الطاقة البريطانية الصنع بين الشبكتين العراقية والسعودية، وهو مشـروع تبلغ قيمـته 1.2 مليار جنيه إسترليني على الأقل.
- تعزيز الشبكة الوطنية العراقية للكهرباء: ستقوم شركة “جنرال إلكتريك فيرنوفا” بتوريد وتركيب محطات فرعية للطاقة بقيمة 82 مليون جنيه إسترليني لتحسين شبكة الكهرباء في العراق.
- شبكة 5G: تم تعيين شركة “فودافون” لتصميم شبكة 5G الجديدة التي خططت لها الحكومة العراقية في مشروع من المقرر أن تبلغ قيمته 410 مليون جنيه إسترليني على مدى 20 عاماً.
- مشروع السك الحديد العراقية: ستقوم شركة بريطانية بالمباشرة بمشروع مد سكة حديد جديدة في العراق بقيمة 82 مليون جنيه إسترليني.
- المرحلة الثانية من مشروع مياه محافظة الحلة: تم التعاقد مع شركة بريطانية لتقديم حلول معالجة مياه الصرف الصحي والمياه التي تخدم 3 ملايين عراقي بقيمة 260 مليون جنيه إسترليني من الصادرات.
- مشروع بغداد للصرف الصحي: تم التعاقد مع شركة بريطانية لتوفير حلول إدارة المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي لأمانة بغداد بقيمة 655 مليون جنيه إسترليني.
- توفير مركبات مكافحة الحرائق البريطانية: سيتم تصدير 62 مركبة إطفاء بريطانية الصنع إلى العراق، بتسهيل من وكالة تمويل الصادرات البريطانية UKEF بقيمة 27.5 مليون جنيه إسترليني.
- توفير معدات الاتصالات اللاسلكية: ستقوم الشركات البريطانية بتصدير تكنولوجيا اتصالات بقيمة 98 مليون جنيه إسترليني، لتزويد خدمات الطوارئ العراقية بالمعدات اللازمة لمعالجة حالات الطوارئ والحوادث بشكل أكثر كفاءة في جميع أنحاء العراق.
- تكنولوجيا الحدود: ستوفر الشركات البريطانية معدات لضمان أمن الحدود بقيمة 66.5 مليون جنيه إسترليني لوزارة الداخلية العراقية، لجعل المعابر ونقاط التفتيش والمطارات العراقية أكثر أماناً، وفقاً للبيان المشترك.