اتخذت حركة “حماس” وإسرائيل عدداً من الإجراءات الفنية المرتبطة باتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، حيث يعمل الجانب الفلسطيني على تهيئة شوارع ومسارات تسمح بعودة النازحين من الجنوب إلى الشمال، فيما صدرت تعليمات من الحكومة الإسرائيلية لمستشفيات الدولة بالاستعداد لاستقبال المحتجزين.
ومن ضمن النقاط التي تم الاتفاق عليها “بدء تهيئة شارع فرعي غرب مفترق نتساريم على طريق صلاح الدين (هذا الشارع الجديد يبعد عشرات المتار غرب طريق صلاح الدين)، مع بدء تركيب جهازين إلكترونيين لتفتيش المركبات أثناء عودة النازحين من الجنوب للشمال”.
كما تم الاتفاق على “البدء بإنشاء مسارات بوضع سواتر رملية (مثل بوابات) على مفترق نتساريم الغربي على شارع الرشيد، ووضع أعمدة بدء مع تركيب كاميرات تمهيداً لإنجاز حاجز إلكتروني بعدد من المسارات لمرور النازحين مشياً على الأقدام”.
كما يتم الاتصال مع عدد من ضباط كبار في الشرطة وهيئة المعابر والاقتصاد من غزة، تابعين للسلطة الفلسطينية، للتنسيق معهم قصد التنسيق مع الطاقم المصري والقطري المسؤول عن متابعة ومراقبة تنفيذ الاتفاق.
وسيتم نقل الأسرى ذوي المحكوميات العالية، الذين يتم الإفراج عنهم إلى مصر والأردن ثم إلى قطر وتركيا، فيما قام الصليب الأحمر قبل يومين بإدخال عدد من سيارات رباعية الدفع إلى غزة، وهي مرتبطة بعملية نقل الرهائن إلى مصر.
وشملت اللقاءات الفنية أيضاً بوابة صلاح الدين ومعبر رفح لاستئناف المساعدات منه لغزة، وإعادة ترميم البوابة من الجانب الفلسطيني وتهيئتها والطرق المؤدية منها إلى غزة، لضمان مرور الشاحنات وترتيبات استقبال المساعدات بغزة، وترتيبات معبر رفح للأفراد بالتدريج لاحقا، وترتيبات أمن فيلادلفيا، إضافة للتمهيد لمناقشة ترتيبات وصول طاقم أمني مصري وقطري لغزة لمتابعة تنفيذ الاتفاق.
وفي إشارة على جدية التوصل إلى اتفاق هذه المرة، صدرت تعليمات من الحكومة الإسرائيلية لمستشفيات الدولة بالاستعداد لاستقبال المحتجزين الذين سيتم الافراج عنهم بموجب اتفاق غزة.
وقالت رئيسة قسم الصحة العامة في وزارة الصحة، الدكتورة شارون الروي برايس، إن وزارة الصحة تستعد لإعادة الرهائن كجزء من الصفقة التي يتم إبرامها. في مقابلة مع “واينت”، قالت إن الجهاز الصحي تعلم الكثير من الجولات السابقة، لكنها أوضحت: “عليك أن تفهم أن الظروف هنا مختلفة حقاً. يصل الناس بعد أكثر من عام في الأسر، وهو حقا عالم مختلف”.
في المقابل، ناشد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة المواطنين بالتأهب التام أثناء التنقل بين المناطق والمحافظات وأماكن النزوح وأخذ المعلومات والإعلانات ومواعيدها من مصادرها الفلسطينية الرسمية.
كما حذر المكتب الحكومي في غزة من الاقتراب من المنازل المقصوفة والمهدمة خشية الانهيار، والاقتراب من بقايا الأسلحة التي لم تنفجر، منبهاً إلى ضرورة الحذر في كافة التحركات اليومية، والابتعاد عن التجمعات التي قد تكون هدفاً للاحتلال.
وفي السياق، أكد مصدر مطلع على المفاوضات أن اسرائيل ستفرج خلال المرحلة الأولى عن عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الاسرائيلي، من قطاع غزة، بعد السابع من أكتوبر من العام 2023، لكنها اشترطت ألا يكون لهم علاقة بهجوم طوفان الأقصى، ولا مسلحين”.
واستبعد المصدر أن يتم الافراج عن أي من قادة الفصائل الفلسطينية الموجودين في سجون إسرائيلي ضمن هذا الاتفاق.