يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بيزشكيان لإجراء محادثات في موسكو في 17 يناير الجاري، والتوقيع على اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة مدتها 20 عاماً، قال عنها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إنها “تهدف لضمان أمن البلدين”.
ووفقاً للكرملين، سيناقش بوتين وبيزشكيان، الذي من المقرر أن يزور طاجيكستان قبل روسيا، خيارات لتوسيع نطاق العلاقات بين موسكو وطهران بشكل أكبر، منها خيارات في مجالات التجارة والاستثمار والنقل والخدمات اللوجستية والمجالات الإنسانية.
وذكر لافروف، خلال مؤتمر صحافي بشأن “الجهود الدبلوماسية الروسية خلال عام 2024″، الثلاثاء، أن “اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع إيران ليست موجهة ضد أي دولة”، مشيراً إلى أنها “تهدف لضمان أمن البلدين”.
ووصف الاتفاقية بأنها “ذات طبيعة بناءة، وتهدف إلى تعزيز قدرات روسيا وإيران وأصدقائنا في مختلف أنحاء العالم للقيام بواجباتهم”.
وأعرب عن سعي بلاده لـ”تحقيق نفس الأهداف من أجل تطوير الاقتصاد بشكل أفضل، وحل القضايا الاجتماعية، وضمان القدرة الدفاعية الموثوقة”.
ورداً على سؤال بشأن “إمكانية وجود أطراف ثالثة أعربت عن قلقها بشأن هذه الاتفاقية”، قال لافروف: “معظم الدول الغربية تفعل ذلك، لأنهم يبحثون دائماً عن طريقة لإظهار أن روسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية يحضّرون لأعمال خبيثة ضد طرف ما”.
“تنظيم العلاقات الإيرانية الروسية”
من جهته، قال السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي، الثلاثاء، إن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي من المقرر أن توقعها موسكو وطهران “ستنظم العلاقات بين البلدين خلال العقدين المقبلين”.
وأوضح جلالي في تصريحات نقلتها وكالة “تاس” الروسية، أن الاتفاقية “تحتاج لمصادقة البرلمان الإيراني، وبمجرد انتهاء عملية التصديق ستكون سارية لمدة 20 عاماً”، لكنه لم يذكر ما إذا كان من الممكن تمديد الاتفاقية بشكل تلقائي.
ويهدف اتفاق الشراكة الاستراتيجية إلى أن يحل محل الاتفاق الحالي المبني على أسس العلاقات ومبادئ التعاون والموقّع عام 2001، ومدتها 20 عاماً، وتم تمديدها تلقائياً في عام 2020 لمدة 5 سنوات.
ووصف السفير الإيراني، الاتفاقية بـ”المتوازنة”، وأضاف: “قبل الثورة الإيرانية (عام 1979)، كانت الاتفاقيات غالباً ما تفرض علينا، لذلك كنا في موقف ضعيف، لكن الوثيقة الحالية تأخذ في الاعتبار مصالح الجانبين”.
وبحسب “تاس”، تغطي الاتفاقية المرتقبة جميع مجالات التعاون الثنائي بين البلدين، وتفتح “آفاقاً جديدة” في مجالات مثل “الدفاع ومكافحة الإرهاب والطاقة والمالية والنقل والصناعة والزراعة والثقافة والعلوم والتكنولوجيا”.
وكانت وكالة “إرنا” الإيرانية قالت، الاثنين، إن وزيرة الطرق وبناء المدن الإيرانية فرزانة صادق أجرت مع نظيرها الروسي رومان ستارافيت محادثة عبر الفيديو، بهدف “تقييم التوافقات والتفاهمات بين البلدين في مجال الطرق”.
وبحسب الوكالة، بحث الاجتماع مواضيع عدة منها صياغة مذكرة التفاهم بشأن التعاون المشترك، وإعداد خارطة طريق لعام 2025، والتفاصيل الفنية والتنفيذية لبناء وتطوير خط سكة حديد “رشت – أستارا” ضمن ممر “شمال-جنوب”.
وفي عام 2023، وقعت موسكو وطهران اتفاقية لمد سكة حديد بطول 162 كيلومتراً بين ميناء آستارا ومدينة رشت في إيران، وتعد الخطوة استكمالاً لمشروع النقل الاستراتيجي “شمال-جنوب”.
وممر الشحن “شمال-جنوب” هو مسار متعدد الوسائط من سان بطرسبرج إلى ميناء مومباي في الهند بطول يبلغ 7.2 آلاف كيلومتر، ويمر عبر إيران.