طائرة حربية صينية تختفي بالقرب من تايوان، فترسل الصين أسراباً من الزوارق والمقاتلات، لفرض حصار على تايوان التي تستعد للحرب ويسود الذعر شوارع تايبه. هذه هي فكرة مسلسل Zero Day (اليوم صفر)، وهو دراما تلفزيونية تايوانية جديدة تتصور وقوع غزو صيني للجزيرة، ما يهدد بتأجيج التوتر بين بكين وتايبيه.
وظل هذا الموضوع لسنوات عديدة حساساً للغاية بالنسبة للعديد من صناع الأفلام والبرامج التلفزيونية التايوانيين، الذين يخشون خسارة سوق الترفيه الصنيية المربحة.
ولكن مع تصعيد الصين لتهديداتها العسكرية، بما في ذلك الحشد الكبير للقوات البحرية قبل أيام، والأنشطة العسكرية اليومية بالقرب من الجزيرة، فإن المسلسل المكون من 10 حلقات يهدف لمواجهة هذا الخوف من الغزو الصيني لتايوان.
وقالت تشنج هسين مي، منتجة المسلسل: “كنا نعتقد أن هناك حرية في تايوان، ولكن في إنتاج الأفلام والتلفزيون، الصين تقيدنا على العديد من المستويات”.
وتمتلك الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها، رغم اعتراضات الحكومة في تايبيه، سوقاً أكبر بكثير للسينما والتلفزيون، ويحظى الفنانون التايوانيون بشعبية كبيرة هناك، لأسباب كثيرة منها عوامل اللغة والثقافة المتشابهة.
لكن تشنج قالت إن “المبدعين في تايوان الحرة والديمقراطية، مقيدين على نحو غير مباشر بالرقابة القوية التي تفرضها الدولة في بكين”.
وتعتبر بكين تايوان، التي تتمتع بحكم ديمقراطي، جزءاً من أراضيها، وهو ما ترفضه الحكومة في تايبيه.
وانتقدت الصين، الأحد، المساعدات العسكرية الأميركية الجديدة لتايوان، قائلة إن الحزمة البالغ قيمتها 571 مليون دولار تنتهك بشكل خطير “مبدأ الصين الواحدة” وبنود البيانات المشتركة بين الصين والولايات المتحدة.
وقال متحدث باسم الخارجية الصينية، إن بكين ستتخذ “كل التدابير اللازمة” لحماية سيادتها وسلامة أراضيها، ووصف تايوان بأنها “خط أحمر لا يجب تجاوزه” في العلاقات الصينية الأميركية، وفقاً لبيان أصدرته الوزارة.
والولايات المتحدة ملزمة قانونا بتزويد تايوان بالوسائل اللازمة للدفاع عن نفسها على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين واشنطن وتايبيه، مما يثير غضب بكين.
وتنتقد بكين بشكل منتظم الفنانين التايوانيين، الذين تعتبرهم ينتهكون الأيديولوجية السياسية للصين، وهددت بإدراج أولئك الذين لا يرغبون في التعاون في القائمة السوداء.
ضغوط صينية
وقالت مصادر لـ”رويترز”، إن الصين ضغطت على فرقة روك تايوانية شهيرة، للإدلاء بتعليقات مؤيدة للصين قبل الانتخابات الرئاسية التايوانية، في وقت مبكر من العام الجاري، ونفت بكين ممارسة ضغوط على الفرقة، في حين لم يرد مكتب شؤون تايوان في الصين على طلب للتعقيب.
وبالنسبة لطاقم عمل “اليوم صفر”، فإن طرح مثل هذا الموضوع الحساس يعني مواجهة صعوبات، بدءاً من التمويل واختيار الممثلين إلى العثور على أماكن للتصوير.
وقالت تشنج، إن أكثر من نصف طاقم عمل المسلسل طلبوا عدم كشف هويتهم في قائمة طاقم العمل، كما انسحب بعض الأشخاص، بمن فيهم المخرج، في اللحظة الأخيرة، بسبب المخاوف من تعرض عملهم مستقبلاً في الصين للخطر أو بسبب المخاوف على سلامة عائلاتهم العاملة هناك.
المسلسل، الذي من المقرر أن يتم بثه عبر الإنترنت وعلى قنوات تلفزيونية لم يتم الإعلان عنها بعد في العام المقبل، يثير ضجة بالفعل في تايوان بعد أن تم نشر المقطع الدعائي الموسع على الإنترنت في يوليو الماضي.
ويركز المسلسل التلفزيوني على العديد من التصورات التي قد تواجهها تايوان في الأيام التي تسبق الهجوم الصيني، بما في ذلك انهيار مالي عالمي، وتنشيط خلايا صينية نائمة، وذعر سكان يحاولون الفرار من الجزيرة.
وفي المقطع الدعائي للمسلسل، يقول الممثل الذي يجسد دور رئيس تايوان في خطاب عبر التلفزيون “بدون الحرية، تايوان ليست تايوان”، داعياً إلى الوحدة بعد إعلان الحرب على الصين. ثم ينقطع البث المباشر بشكل مفاجئ، ويحل محله بث لمذيع على شاشة التلفزيون الصيني الرسمي يدعو التايوانيين إلى الاستسلام والإبلاغ عن “الناشطين المؤيدين للاستقلال المختبئين” للجنود الصينيين بعد هبوطهم في تايوان.
وقال ميلتون لين، وهو أحد سكان تايبيه ويبلغ من العمر 75 عاماً، إنه يشعر بالامتنان لأن المسلسل التلفزيوني يسلط الضوء على التهديدات التي تشكلها الصين.
وأضاف “هذا يساعد التايوانيين على فهم أننا نواجه عدواً قوياً يحاول ضمنا، وكيف يجب أن نكون على أهبة الاستعداد لمواجهة مثل هذا الغزو”.