قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تريد “رؤية سوريا خالية من الإرهاب”، فيما شدد نظيره الإيراني مسعود بيزشكيان على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وذلك خلال اجتماعهما في القاهرة، الخميس.
وذكر أردوغان، في لقاء مع الرئيس الإيراني على هامش قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي والتي تستضيفها مصر، أن “تركيا ترغب في رؤية سوريا يسودها الأمن والاستقرار، وخالية من الإرهاب، ويعود إليها اللاجئون بكرامة وبشكل طوعي، داعيا إلى حماية سلامة أراضيها ووحدتها”.
وقال أردوغان إن تحقيق الاستقرار في سوريا سيخدم استقرار وأمن المنطقة برمتها، وأن تعافي سوريا في أقرب وقت، يمكن تحقيقه بمساهمة جميع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول” عن بيان للرئاسة التركية.
وأضاف أردوغان أن العلاقات التركية الإيرانية تشكل أساس الاستقرار الإقليمي، وأن البلدين لديهما فرص للوصول بحجم التبادل التجاري إلى 30 مليار دولار.
وبحسب البيان تناول الجانبان العلاقات الثنائية بين تركيا وإيران وملفات إقليمية ودولية.
وحدة الأراضي السورية
في المقابل، شدد الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، خلال اللقاء، على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وقال إن “أي تطور في سوريا يجب أن يكون مصحوباً بالحفاظ على وحدة أراضي هذا البلد، وأدنى انتهاك لوحدة أراضي سوريا غير مقبول بأي شكل من الأشكال”.
وأكد بيزشكيان على ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي في المنطقة، مذكراً بمسؤولية جميع الدول الإسلامية في هذا الصدد، بحسب وكالة مهر الإيرانية للأنباء.
وأشار بيزيشكيان إلى ما وصفه بـ”العلاقات الطيبة” بين إيران وتركيا، وأعلن استعداد بلاده لاستضافة الاجتماع المرتقب للمجلس الأعلى للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وقال: “ننتظر تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها وتحقيق السقوف الموضوعة للتبادلات بين إيران وتركيا”.
كما دعا الرئيس الإيراني إلى تطوير وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدول الإسلامية، قائلا: “تتمتع الدول الإسلامية بقدرات عديدة يمكن أن تشكل تعاوناً اقتصادياً واسعاً إذا تمكنت من وضع آلية مالية مشتركة، بما في ذلك عملة موحدة، فضلاً عن تفعيل تبادل المقايضة، من تشكيل تعاون اقتصادي واسع النطاق، يمكن أن تلعب فيه جمهورية إيران وتركيا دوراً مهما”.
“أسد” إيران و”فصائل” أردوغان
ويأتي اللقاء بين قادة البلدين بعد أيام من سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران، على يد فصائل المعارضة المسلحة السورية المدعومة من تركيا.
ومنذ اندلاع الأزمة السورية في مارس 2011، أعلنت إيران وقوفها إلى جانب حكومة دمشق ضد ما سمته “المؤامرة والإرهاب”، وأرسلت فرقاً استشارية، وتدخلت بشكل مباشر لصالح حكومة سوريا، فيما أعلنت تركيا دعمها لما وصفته بـ”حراك الشعب السوري”، وطالبت بوقف “العنف ضد السوريين”، الأمر الذي ظهر جلياً في موقفي البلدين في المحافل الدولية.
وكان لأنقرة دور في إقناع طهران التي أعلنت مغادرة كافة قواتها من البلاد، “بعدم التدخل عسكرياً” في سوريا، بحسب ما ذكره وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي قال، السبت، إن بلاده “أجرت محادثات مع كل من روسيا وإيران في الأسبوع الذي سبق سقوط الأسد، لإقناعهما بعدم التدخل عسكرياً”.
وذكر وزير الخارجية التركي أن الأسد لم يكن قادراً على الحصول على دعم روسيا وإيران في اللحظات الأخيرة، بعدما ظل لفترة طويلة تحت تأثيرهما.
وتابع فيدان: “لو كان حصل (الأسد) على الدعم، كان الثوار سيصلون للنصر بعزمهم، بالتأكيد كانوا سينتصرون. لكن كان ذلك سيأخذ وقتاً أطول وسيكون دموياً أكثر. لكن الروس والإيرانيين نظروا للأمر ووجدوا أنه لا معنى لهذا”.
من جهته، قال عراقجي رداً على سؤال بشأن ما إذا كان المرشد الإيراني علي خامنئي يقصد تركيا حين قال إن هناك دولة تسعى لتغيير نظام الأسد، إن “المشاورات بين الدولتين الجارتين، إيران وتركيا، بشأن القضايا الإقليمية كانت ولا تزال قائمة طوال التاريخ الطويل للعلاقات بين البلدين”.
وأضاف: “زيارتي من دمشق إلى أنقرة تُظهر مقاربة واضحة تعكس مستوى عالٍ من التعاون والمشاورات المستمرة حتى في ظل اختلاف وجهات النظر وتباين التوجهات”.
من جهتها، نقلت صحيفة “طهران تايمز” عن مصادر قولها إن “المعلومات الجديدة حول المفاوضات والاتفاق الذي عُقد، الأسبوع الماضي في الدوحة، تبين أن هذه المعلومات تدحض ادعاء وزير الخارجية التركي”.
وأشارت إلى أن “الاتفاق الذي تم في الدوحة نص على أن تُحل قضية سوريا سياسياً من خلال إدخال حكومة الأسد والمعارضة المسلحة في محادثات. وقد وقع الاتفاق كل من عراقجي وفيدان”، وأردف: “غير أن تطورات الأحداث الميدانية في سوريا يوم الأحد 8 ديسمبر كشفت أن تركيا لم تلتزم بما وقعت عليه”.