قالت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، الاثنين، إنها تشعر بـ”قلق بالغ” إزاء تسريع إيران لقدراتها على تخصيب اليورانيوم، وحثت طهران على وقف هذه الخطوات والتراجع عنها.
وأضافت الدول الثلاث، المعروفة بشكل غير رسمي باسم “الترويكا” الأوروبية، في بيان مشترك، أنها تدين أحدث الخطوات التي اتخذتها إيران لزيادة معدل إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60% في منشأة “فوردو” المقامة تحت الأرض.
وأعربت عن شعورها “أيضاً بقلق بالغ عندما علمت بأن إيران زادت عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة وبدأت الاستعدادات لتثبيت بنية تحتية إضافية للتخصيب، مما يزيد من قدرتها على التخصيب”.
وأضافت أن تصرفات إيران أدت إلى إضعاف الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بشكل أكبر وستزيد من مخزون اليورانيوم عالي التخصيب لدى إيران والذي “ليس له أي مبرر مدني موثوق به”.
وتابعت: “نحث إيران بقوة على التراجع عن هذه الخطوات ووقف التصعيد النووي على الفور”.
وكان رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قال، الجمعة، إن إيران تسرع تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهو ما يقترب من مستوى حوالي 90% المطلوب لصنع الأسلحة.
وتعمل عملية التخصيب على تنقية اليورانيوم الخام بحيث يمكن استخدامه كوقود في توليد الطاقة النووية المدنية أو ربما في تصنيع الأسلحة النووية. وتنفي إيران منذ فترة طويلة سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية.
وفي نهاية نوفمبر الماضي، قالت طهران إنها اتفقت مع “الترويكا” الأوروبية على مواصلة الحوار في المستقبل القريب من أجل مباحثات لنزع فتيل التوتر في المنطقة وعلى رأسها الملف النووي الإيراني المثير للجدل قبل عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
وتعهد ترمب، الذي سيتم تنصيبه في يناير المقبل، بمنع إيران من الحصول على “قنبلة نووية”، وهدد بتشديد العقوبات على طهران لإجبارها على التفاوض بشأن برنامجها النووي وأنشطتها الإقليمية.
“العمل مقابل العمل”
وفي وقت سابق الاثنين، قال محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن طهران ترغب في تسوية القضايا مع الغرب مع أخذ مصالح الجانبين بالحسبان، مطالباً الغرب بـ”الكف عن أفعالهم واتباع استراتيجيتنا المتمثلة بالعمل مقابل العمل”.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إسنا” عن عارف قوله: “نرغب في تسوية القضايا مع الغرب مع أخذ مصالح الجانبين بالحسبان.. الحوار مع الغرب يهدف إلی رفع العقوبات الجائرة”.
وأضاف النائب الأول للرئيس الإيراني: “يجب علينا مواصلة أنشطتنا النووية السلمية، ونعلن بحزم أننا لن نسمح لأحد بالتدخل في القضايا النووية وغير النووية في إيران”.
ودعا عارف الأطراف المفاوضة بالعودة إلی الاتفاق النووي، قائلاً: “نحن لم ننسحب منه، وإذا عادت الأطراف الأخری فنحن أيضاً مستعدون.. إيران امتثلت لالتزاماتها بموجب الضمانات، وكانت شفافة في کافة الحالات”.
“آلية الزناد” و”مجرد مزحة”
وحول التهديدات بتفعيل “آلية الزناد” ضد طهران، وصف نائب الرئيس الإيراني ذلك بأنه “مجرد مزحة”، وقال: “ننصح الأطراف الغربية بالكف عن أفعالهم واتباع استراتيجيتنا المتمثلة بالعمل مقابل العمل والفعل مقابل الفعل، فنحن نرغب في الحوار ولكننا لا نقبل الابتزاز”.
وتسمح “آلية الزناد” بإعادة فرض العقوبات في مجلس الأمن الدولي على طهران، إذا خالفت الاتفاق النووي.
وكان المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني، إبراهيم رضائي، قال الأسبوع الماضي إن الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي أحد خيارات إيران لو تم تفعيل “آلية الزناد”.