وقّع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والبيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الجمعة، على اتفاق أمني مشترك، تحت اسم “اتفاق الضمانات الأمنية”، في خطوة تعكس التغيرات الجيوسياسية العالمية، فيما أعلن بوتين نشر صواريخ “أوريشنيك” الباليستية الأسرع من الصوت في بيلاروس في العام المقبل.
وقال بوتين، الذي وصل مينسك لحضور اجتماع مجلس الدولة الأعلى لـ”دولة الاتحاد” (روسيا – بيلاروس)، عشية الذكرى الـ25 لإعلان الاتحاد، إنه “يمكن استخدام جميع القوات والوسائل المتاحة لتحقيق هذه الأهداف، بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية الروسية المتمركزة في أراضي بيلاروس”، مضيفاً أن “شروط الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية محددة بوضوح في العقيدة النووية الروسية المحدّثة، حيث يمكن استخدامها لأغراض دفاعية رداً على أي هجوم محتمل”.
وأشار الرئيس الروسي، إلى أن “الاتفاقية الموقعة بشأن الضمانات الأمنية ستتضمن حماية موثوقة لأمن روسيا وبيلاروس، مما يهيئ الظروف لمزيد من التنمية السلمية والمستدامة للدولتين”.
صواريخ “أوريشنيك”
وأعرب بوتين عن إمكانية روسيا نشر صواريخ “أوريشنيك” الذي تفوق سرعتها سرعة الصوت وقادرة على حمل رؤوس نووية، في بيلاروس بالنصف الثاني من العام المقبل.
وشدد بوتين في تصريحات متلفزة، على “ضرورة حل عدد من القضايا الفنية، بما في ذلك تحديد المدى الأدنى، قبل نشر صواريخ (أوريشنيك) في بيلاروس”.
وتابع: “هناك عدد من القضايا الفنية هنا التي يجب حلها من قبل المتخصصين، وهي تحديد الحد الأدنى للنطاق مع الأخذ في الاعتبار أولويات ضمان أمن جمهورية بيلاروس”.
وتابع قائلاً: “بما أننا وقعنا اليوم اتفاقية بشأن الضمانات الأمنية باستخدام جميع القوات والوسائل المتاحة، فأنا أعتبر نشر أنظمة مثل (أوريشنيك) على أراضي جمهورية بيلاروس أمراً ممكناً”.
وأشار بوتين، إلى أن “القيادة العسكرية والسياسية لمينسك هي التي ستحدد أهداف صواريخ (أوريشنيك) من أراضي بيلاروس ضد عدو محتمل”.
وأطلقت روسيا أول صاروخ من طراز “أوريشنيك” على مدينة دنيبرو الأوكرانية في 21 نوفمبر الماضي، وقالت إنه رد على استخدام كييف صواريخ أميركية وبريطانية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
وذكر خبراء لوكالة “رويترز”، أن ميزة صاروخ “أوريشنيك” الجديدة هي قدرته على حمل رؤوس حربية متعددة لضرب أهداف مختلفة في وقت واحد، وهي إمكانية مرتبطة عادة بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
قلق في بيلاروس من انتشار قوات “الناتو”
من جهته، أعرب لوكاشينكو عن قلقه “إزاء تزايد أعداد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالقرب من حدود بيلاروس مع ليتوانيا وبولندا”، مضيفاً: “نعتقد أن هذا يشكل تهديداً أكبر من التهديد القادم من أوكرانيا”.
وأضاف: “الوضع مقلق، نظراً للاستثمارات الضخمة التي تقوم بها بولندا لتعزيز جيشها، ونحن قلقون للغاية بشأن هذا الأمر لأنه يشكل تهديداً لقواتنا المشتركة”.
وتنص الاتفاقية الموقعة بين مينسك وموسكو على “الالتزامات المتبادلة في مجال الدفاع”، و”حماية سيادة روسيا وبيلاروس واستقلالهما ونظامهما الدستوري”، و”ضمان سلامة وحرمة أراضي دولة الاتحاد، وحدودها الخارجية”.
ويعود اتفاق اتحاد روسيا وبيلاروس لتاريخ 8 من ديسمبر 1999، ودخل حيز التنفيذ في الـ26 من يناير 2000 بعد إقرار برلماني البلدين له، وتوقيع الرئيسين بوتين ولوكاشينكو عليه.
ويتبنى الاتحاد سياسات خارجية وأمنية ودفاعية موحدة، وله ميزانية مشتركة، وسياسة مالية ائتمانية وضريبية موحدة، وتعرفة جمركية واحدة، ومنظومات طاقة واتصالات ومواصلات مدمجة.
وتأتي الاتفاقية بعد أسابيع من موافقة بوتين على تعديلات العقيدة النووية، والتي شملت “توسيع فئة الدول والتحالفات العسكرية التي يتم تنفيذ الردع النووي بشأنها، وإضافة عناصر جديدة بقائمة التهديدات العسكرية التي تتطلب مثل هذه الأعمال لتحييدها”.
وتنص التعديلات على إمكانية أن ترد روسيا بأسلحة نووية “في حالة وجود تهديد خطير لسيادتها ولو بأسلحة تقليدية، وفي حالة وقوع هجوم على بيلاروس كعضو في دولة الاتحاد، وفي حالة الإطلاق الهائل للطائرات العسكرية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار وغيرها من الطائرات وعبورها الحدود الروسية”، بسحب وكالة “تاس”.