ينطلق في العاصمة المصرية القاهرة، الاثنين، المؤتمر الدولي لدعم وتعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة، على المستوي الوزاري، في ظل مطالبات عربية ودولية برفع القيود الإسرائيلية على مرور المساعدات إلى قطاع غزة، بعد قرار إسرائيل حظر عمل أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في أكتوبر الماضي.
ويناقش المؤتمر الذي يشهد حضوراً دولياً وإقليمياً، الأبعاد السياسية والأمنية والإنسانية للأوضاع في قطاع غزة، بينما تستمر مساعي التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع، إذ تستضيف القاهرة أيضاً اجتماعات بين الفصائل الفلسطينية لبحث مقترحات وقف إطلاق النار.
ويبحث المؤتمر، سبل تعزيز الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، بما يخفف من معاناة الشعب الفلسطيني ويضمن وصول المساعدات “دون قيود”.
ويهدف المؤتمر، إلى “حشد الدعم الدولي لرفع المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون داخل القطاع، من خلال الدفع باتجاه إزالة كافة القيود التي تفرضها إسرائيل على تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى داخل غزة”.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن عقد المؤتمر يأتي في سياق جهود مصر الداعمة للاستجابة الإنسانية في غزة، وذكرت أن المؤتمر “يهدف لتأمين التزامات واضحة بتقديم المساعدات لغزة، وتعزيز الدعم الدولي لضمان استدامة الإستجابة للأزمة الإنسانية في غزة”.
ويشارك في المؤتمر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الخارجية الكويتي سالم عبدالله الجابر الصباح، والمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، ونائبة أمين عام الأمم المتحدة أمينة محمد، و103 وفود للدول والمنظمات والهيئات الدولية والمؤسسات المالية.
“الأونروا” تشكو “استحالة” العمليات الإنسانية
والأحد، قال لازاريني مفوض الأونروا، إن الوكالة الأممية، اضطرت إلى وقف تسليم المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، غداة استيلاء عصابات مسلحة على أغذية من قافلة مساعدات.
وأضاف لازاريني في منشور على منصة “إكس”، “يأتي هذا القرار الصعب في وقت يتفاقم فيه الجوع بسرعة”.
وجاء وقف تسليم المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل بعد أسبوعين تقريباً، من نهب شحنة مساعدة كبيرة على الطريق نفسه.
وقال لازاريني إن مسؤولية إسرائيل “كقوة احتلال” هي حماية عمال الإغاثة والإمدادات، وإن العملية الإنسانية أصبحت “مستحيلة بلا داع” بسبب ما وصفها بالقيود الإسرائيلية.
وفد “حماس” في القاهرة
وبالتزامن، تستضيف مصر وفداً لحركة “حماس” برئاسة عضو المكتب السياسي، خليل الحية، والذي وصل، السبت، إلى القاهرة لإجراء مباحثات تتعلق بأفكار جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة لوفد أمني مصري لتل أبيب الأسبوع الماضي.
وقال مصدران في الحركة، الأحد، لـ”رويترز”، إن الوفد أجرى محادثات مع مسؤولين أمنيين مصريين، الأحد، في مسعى جديد لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال مسؤولان إسرائيليان، إنه من المنتظر أن يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني بشأن هذه المسألة.
وهذه أول زيارة يقوم بها مسؤولون من “حماس” للقاهرة، منذ أعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء الماضي، أنها ستعاود إحياء جهود مفاوضات وقف إطلاق النار، بالتعاون مع قطر ومصر وتركيا للتفاوض على وقف إطلاق النار في القطاع، والذي من شأنه أن يشمل صفقة لتبادل المحتجزين والأسرى.