استخدمت شرطة مكافحة الشغب في جورجيا، السبت، الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا في تظاهرات منذ أيام، بعد تعليق الحزب الحاكم محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2028، بينما تعهدت الرئيسة سالومي زورابيشفيلي بالبقاء في منصبها، في تحدٍ لخطة الحزب الحاكم لاستبدالها.
وقالت الشرطة إنها اعتقلت أكثر من 100 شخص، ولكن لم يتم تقديم أرقام جديدة حتى صباح الأحد، إذ تم دفع المتظاهرين الذين تجمعوا حول مبنى البرلمان في العاصمة تبليسي من قبل الشرطة والقوات الخاصة نحو ساحة قريبة، إذ تحدوا التحذيرات بمغادرة المنطقة، فيما استخدم سائقو سيارات الأجرة سياراتهم لتشكيل حاجز بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب، بحسب “بلومبرغ”.
كما علقت الولايات المتحدة شراكتها الاستراتيجية مع جورجيا، قائلة إن “الإجراءات المناهضة للديمقراطية المختلفة لحزب الحلم الجورجي الحاكم تنتهك المبادئ الأساسية للآلية”.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان، إن “رفض حزب الحلم الجورجي لعلاقات أوثق محتملة مع أوروبا يجعل البلاد أكثر عرضة لتدخل الكرملين”.
كما استقال العديد من سفراء جورجيا لدى الدول الأوروبية، تنديداً بــ”الانقلاب” الذي اتخذته الحكومة بشأن سياساتها الخارجية.
وتقدمت جورجيا بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2022، إلى جانب أوكرانيا ومولدوفا، لكنها لم توافق رسمياً بعد على فتح عملية التفاوض على العضوية التي استمرت لسنوات.
رئيسة البلاد تشجع الاحتجاجات
بدورها، قالت زورابيشفيلي، إن الشرطة تستخدم “أساليب غير قانونية” ضد المتظاهرين.
وشجعت زورابشفيلي، التي يعد منصبها شرفياً إلى حد كبير، الاحتجاجات ضد ما أسمته “عملية روسية خاصة” تسعى إلى استعادة نفوذ موسكو وإحباط هدف جورجيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وقالت في تصريحات صحافية، السبت، إن الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أكتوبر كانت “غير شرعية، وأنها المؤسسة المستقلة والشرعية الوحيدة المتبقية في جورجيا. لا يوجد برلمان شرعي، وبالتالي لا يوجد رئيس شرعي أو تنصيب. لهذا السبب سأبقى رئيسة لكم”.
وفي حين ألقت زورابشفيلي مسؤولية تصعيد العنف على قيادة قوات إنفاذ القانون، ألقى رئيس الوزراء إيراكلي كوباخيدزه، وهو عضو في الحزب الحاكم، باللوم على “المتطرفين وزعمائهم الأجانب” في الاشتباكات.
وقال في مؤتمر صحافي، السبت: “ندعو الكيانات الأجنبية إلى التوقف عن تشجيع الاحتجاجات العنيفة وغير المبررة التي تعزز المشاعر المعادية لأوروبا في المجتمع الجورجي. جورجيا دولة ذات مؤسسات قوية تتقدم بثبات على طريق التكامل الأوروبي”.
وأضاف كوباخيدزه، أن “تكرار ما حصل في الميدان الأوكراني، لم يكن ممكناً في جورجيا” في إشارة إلى احتجاجات اندلعت في كييف العام 2013، عندما رفض الرئيس آنذاك فيكتور يانوكوفيتش التوقيع على اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي وأطاحت به الاحتجاجات الشعبية.
وفاز حزب “الحلم الجورجي”، الذي أسسه الملياردير بيدزينا إيفانشفيلي، بالانتخابات البرلمانية في أكتوبر الماضي، لتمديد حكمه الذي دام 12 عاماً لمدة أربع سنوات أخرى، في حين يقاطع نواب المعارضة الذين يؤيدون ميثاقاً مؤيداً لأوروبا البرلمان الجديد، بزعم حدوث تزوير في التصويت.
واختار حزب الحلم الجورجي الأسبوع الماضي ميخائيل كافيلاشفيلي، لاعب كرة القدم السابق والنائب الحالي، ليكون مرشحهم الرئاسي في انتخابات 14 ديسمبر الجاري، ليحل محل زورابشفيلي المؤيدة لأوروبا.
وسيتم اختيار الرئيس من قبل الهيئة الانتخابية في البلاد المكونة من 300 شخص، بما في ذلك جميع أعضاء البرلمان، بموجب التغييرات الدستورية التي دخلت حيز التنفيذ هذا العام.