كشف استطلاعان منفصلان للرأي أن المرشح الجمهوري دونالد ترمب يتقدم بفارق ضئيل على الديمقراطية كامالا هاريس في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية، حيث تبنى أغلب ممن شاركوا بالاستطلاع وجهة نظر أكثر إيجابية لأجندته وأدائه السابق ووجهة نظر أكثر سلبية لمنافسته، في وقت تشير به النتائج إلى أن المنافسة شديدة ومتقاربة للغاية بين المرشحيْن بالولايات السبع المتأرجحة.
وفي الاستطلاع الذي أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال” في الفترة بين 19 و22 أكتوبر الجاري على 1500 ناخب، نال ترمب نسبة 47%، مقابل 45% لصالح هاريس، التي كانت متقدمة بفارق نقطتين مئويتين في استطلاع أغسطس على بطاقة اقتراع تضم مرشحين مستقلين ومرشحين من أحزاب ثالثة.
وأصبحت آراء الناخبين حول هاريس أكثر سلبية منذ أغسطس، عندما نظر إليها عدد متساوٍ من الناخبين بشكل إيجابي وغير إيجابي.
وحالياً تهيمن الآراء السلبية على أداء هاريس بنسبة 8 نقاط مئوية، 53% مقابل 45%، وعلاوة على ذلك، أعطى الناخبون لهاريس أسوأ تصنيف لعملها كنائبة للرئيس منذ يوليو، حيث وافق 42% على أدائها ورفضه 54%.
تفاؤل تجاه أداء ترمب
وعلى النقيض من ذلك، أصبحت وجهات النظر تجاه ترمب أكثر تفاؤلاً، إذ يتذكر الناخبون فترة رئاسته بشكل أكثر إيجابية من أي وقت مضى في دورة الانتخابات هذه، حيث وافق 52% وعارض 48% أداءه في منصبه، وهو تصنيف إيجابي بأربع نقاط يتناقض مع التصنيف السلبي البالغ 12 نقطة لهاريس.
وبفارق 10 نقاط، كان لدى عدد أكبر من الناخبين وجهة نظر إيجابية لخطة ترمب الاقتصادية للبلاد، في حين تفوق الآراء غير الإيجابية لخطة هاريس الاقتصادية الآراء الإيجابية بأربع نقاط.
ويأتي الاستطلاع في وقت أنفقت فيه الحملات الانتخابية مبالغ طائلة على الإعلانات لتشكيل صور المرشحين، خاصة هاريس التي تعد شخصية غير معروفة إلى حد كبير بالنسبة للناخبين.
ووفقاً لتقارير شركة AdImpact لتتبع الإعلانات، أنفق ترمب وحلفاؤه أكثر من 378 مليون دولار على الإعلانات الإذاعية والتليفزيونية والرقمية منذ انتهاء مؤتمرات الحزب في أواخر أغسطس، أما هاريس وحلفاؤها فقد أنفقوا أكثر من 625 مليون دولار، وكان معظم هذه المبالغ تهدف إلى تقديمها بمواصفات أكثر ملاءمة للناخبين.
وقال خبير استطلاعات الرأي الجمهوري ديفيد لي الذي أجرى الاستطلاع مع الديمقراطي مايكل بوكيان: “لقد بدأ الناخبون يتعرفون عليها أخيراً”.
وأضاف: “لقد اقتربت فترة التعريف من نهايتها، وأصبح عدد الأشخاص غير راضين عما يعلموه عنها أكثر مما يعرفونه عن ترمب”.
بدوره، أشار بوكيان إلى أن الناخبين في الاستطلاع اعتبروا ترمب “متطرفاً أكثر من هاريس”، وأنها تحتفظ بميزة قوية باعتبارها المرشحة الأكثر قدرة على التعامل مع قضية مثل الإجهاض، التي تعد ذات أهمية لكثير من الناخبين.
وقال بوكيان: “إذا نجحت (هاريس) في جعل هذه الحملة تدور حول هذه القضايا، فيمكنها الفوز في سباق متقارب للغاية”، مشيراً إلى أن استطلاع الرأي، الذي أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال” في وقت سابق من هذا الشهر للولايات السبع المتأرجحة التي من المرجح أن تحدد الفائز في المجمع الانتخابي، وجد أنها كلها متعادلة بشكل أساسي، حيث يبني ترمب ميزة ذات مغزى فقط في نيفادا التي كانت مثل غيرها ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع، والذي يبلغ 2%.
تحدي التحفيز
ومع ذلك، قد يؤثر عدد من العوامل على النتيجة، إذ مع تسابق الحملتين لإخراج الناخبين الذين ينحازون إلى مرشحهيما، وجد الاستطلاع أن كلتا الحملتين تواجهان تحدياً في التحفيز.
ويرى 74% من الناخبين من ذوي الأصول الإفريقية، وهي المجموعة التي تفضل هاريس بشدة، إنهم سيصوتون بالتأكيد، مقارنة بـ 81% من الناخبين البيض، وهي المجموعة التي تميل بشكل عام نحو ترمب.
ويبدو أن تحدي ترمب يكمن في تحفيز الشباب الذين يميلون إليه، والذين يظهرون حماساً أقل للتصويت مقارنة بالشابات، اللاتي يملن إلى هاريس، وقد تتوقف النتيجة في الولايات المنقسمة بشكل وثيق على أي من هذه المجموعات ستحضر بأعداد أكبر، فضلاً عن اختيارها النهائي للمرشح.
ومن العوامل الأخرى، أن العديد من الولايات المتأرجحة تسمح للسكان بالتسجيل للتصويت في يوم الانتخابات، ومن بينها ميشيجان وويسكونسن ونيفادا.
ووسع ترمب تقدمه باعتباره المرشح الأكثر قدرة على التعامل مع الاقتصاد، حيث اختاره المزيد من الناخبين على هاريس بـ 12 نقطة، مقارنة بـ 8 نقاط في أغسطس، إذ نما تقدمه على هاريس باعتباره الأفضل في التعامل مع قضايا الهجرة إلى 15 نقطة، ارتفاعاً من 7 نقاط في أغسطس.
وتأتي ميزة ترمب في التعامل مع الهجرة في وقت ركز فيه بشدة في ظهوره في حملته الانتخابية مؤخراً على تصوير الهجرة غير الشرعية باعتبارها “خطراً على السلامة الشخصية للأميركيين وفرص العمل”.
وقال حوالي 23% من الناخبين إن الهجرة كانت القضية الرئيسية التي حفزت اختيارهم للمرشح، وهي أكبر حصة في استطلاعات الرأي التي أجرتها الصحيفة والتي يعود تاريخها إلى عام ونصف.
ولكن بالإضافة إلى اعتباره “متطرفاً للغاية”، وهي التسمية التي ألصقها الناخبون بترمب أكثر من هاريس، قال 48% من الناخبين إن ترمب “أكثر خطراً” على البلاد مقابل بهاريس التي نالت 43%.
ترمب وهاريس في الولايات المتأرجحة
وفي استطلاع منفصل، أجرته Bloomberg News/Morning Consult بين 16 و20 أكتوبر الجاري، أشارت النتائج إلى أن المنافسة بين ترمب وهاريس شديدة للغاية، حيث حصل كلا المرشحين على 49% من الدعم بين الناخبين المحتملين في الولايات السبع المتأرجحة.
توزيع النتائج بين ترمب وهاريس في الولايات الـ 7 المتأرجحة:
- ولاية أريزونا: تتفوق هاريس بنسبة 49.1% مقابل 48.8% لصالح ترمب.
- ولاية جورجيا: يتقدم ترمب بفارق 1.5 نقطة مئوية، حيث حصل على 49.4% مقابل 48.4% لهاريس.
- ولاية ميشيجان: تتقدم هاريس بنسبة 49.6% مقابل 46.5% لترمب.
- ولاية نيفادا: تتقدم هاريس بفارق 0.5 نقطة مئوية، بنسبة 48.8% مقابل 48.3% لترمب.
- ولاية نورث كارولينا: يتفوق ترمب بفارق 1.2 نقطة مئوية، بنسبة 49.6% مقابل 48.5% لهاريس.
- ولاية بنسلفانيا: تتقدم هاريس بفارق 1.7 نقطة مئوية، حيث حصلت على 50.0% مقابل 48.2% لترمب.
- ويسكونسن: يتقدم ترمب بفارق 0.3 نقطة مئوية، بنسبة 48.3% مقابل 48.0% لهاريس.