تسابق القوات الروسية الزمن لإبعاد ومحاصرة القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية في محاولة لتقويض “ورقة مساومة” لكييف في محادثات السلام المحتملة، بعد أن علّقت الولايات المتحدة المساعدات العسكرية الجديدة لكييف، وفق “بلومبرغ”.
وقال القائد العسكري أبتي علاء الدينوف، الذي يقود “قوات أحمد” الخاصة الشيشانية، التي تساند القوات الروسية في كورسك: “جميع الوحدات تشن هجوماً واسع النطاق في جميع اتجاهات قطاع الجبهة في كورسك… العدو يتخلى عن مواقعه”.
وأضاف علاء الدينوف، أن الألوية الروسية المحمولة جواً، وأفواج البنادق الآلية، و”قوات أحمد” الخاصة، تشارك في “معارك ضارية… ورجالنا يتقدمون إلى الأمام بشكل جيد جداً”.
وكتب تو ميجرز، وهو مدون عسكري روسي، على تليجرام، السبت، أن القوات الروسية بدأت هجوماً على سودجا، وهي بلدة كبيرة تبعد نحو 9.5 كيلومتر عن الحدود مع أوكرانيا، وأن الوضع بالنسبة للقوات الأوكرانية في كورسك “يقترب من الحرج”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق، السبت، إن قواتها انتزعت السيطرة على بلدات فيكتوروفكا ونيكولايفكا وستارايا سوروتشينا من قبضة القوات الأوكرانية.
ضغط أميركي على كييف
تأتي هذه التطوّرات في الوقت الذي يضغط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أوكرانيا للمضي قدماً في اتفاق سلام، وسط إشارات إلى أن الكرملين سيكون على استعداد لقبول هدنة مؤقتة في ظل ظروف معينة.
ويستعد مسؤولون أميركيون وأوكرانيون للقاء مرتقب، الثلاثاء، في السعودية في محاولة لتحسين العلاقات، وإعادة الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف، وكلاهما علقه ترمب بعد مشادة كلامية في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 28 فبراير الماضي.
وأفادت أوكرانيا بوقوع هجمات صاروخية روسية واسعة النطاق خلال ليل الأحد، بما في ذلك ضربة في منطقة دونيتسك أسفرت عن مصرع 12 شخصاً على الأقل.
وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون روس، إن مصفاة نفط رئيسية بالقرب من سانت بطرسبرج استهدفت بطائرة مسيرة.
وقال زيلينسكي، إن الضربات الأخيرة أظهرت أن أهداف موسكو في غزوها لأوكرانيا “لم تتغير”.
تدهور أوضاع القوات الأوكرانية
وأظهرت خرائط مفتوحة المصدر، الأسبوع الماضي، تدهور أوضاع القوات الأوكرانية على نحو حاد في مواقع تحت سيطرتها في كورسك، حيث أصبحت محاصرة تقريباً من قبل القوات الروسية.
وأفادت خدمة الخرائط الأوكرانية DeepState، بأن روسيا أرسلت جنوداً عبر خط أنابيب غاز طبيعي مهجور في محاولة للانتشار خلف خط المواجهة الأوكراني.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عبر قناتها على “تليجرام”، إن قواتها صدت عشرات الهجمات في منطقة كورسك، التي تحد شمال شرق أوكرانيا، بينما ما زال هناك 14 اشتباكاً جارياً.
والصيف الماضي، فاجأ التوغل الأوكراني في كورسك، الكرملين، ودفع عشرات الآلاف من السكان إلى الفرار من أول هجوم عسكري أجنبي داخل أراضي روسيا منذ الحرب العالمية الثانية.
كما شهد الهجوم أيضاً سيطرة القوات الأوكرانية على بلدة سودجا، وهي آخر نقطة شحن تعمل حالياً لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، ولا تبعد كثيراً عن حدود الدولتين.
والوقت الراهن، تقلصت المنطقة في كورسك الخاضعة للسيطرة الأوكرانية بنحو الخُمس خلال أقل من 3 أسابيع، وفقاً لبيانات DeepState.
وقال “معهد دراسة الحرب” ISW ومقره الولايات المتحدة في تقرير، الجمعة، إن “القوات الروسية تكثف عملياتها الهجومية في مناطق مختارة من الخطوط الأمامية، على الأرجح من أجل الاستفادة من أي تأثيرات فورية وطويلة الأمد على ساحة المعركة لوقف المساعدات الأميركية لأوكرانيا”.