قال رئيس وزراء بولندا دونالد توسك إن بلاده يجب أن تفكر في الحصول على قدرات الأسلحة النووية، فيما اقترح مضاعفة حجم الجيش، وذلك في مواجهة روسيا والانسحاب المحتمل للولايات المتحدة من أوروبا، بحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وأضاف دونالد توسك، في خطاب تاريخي أمام البرلمان، أن بولندا “يجب أن تسعى إلى أحدث الإمكانيات المتعلقة أيضاً بالأسلحة النووية والأسلحة غير التقليدية الحديثة”، مشدداً على الحاجة إلى زيادة قدرات البلاد الدفاعية لمواجهة بيئة عالمية أكثر تهديداً.
وتابع: “أقول هذا بكل مسؤولية، لا يكفي شراء الأسلحة التقليدية، والأكثر تقليدية.. ساحة المعركة تتغير أمام أعيننا من شهر لآخر”.
وقال توسك: “نحن بحاجة أيضاً إلى النظر بجرأة أكبر إلى المستقبل من حيث تكنولوجيا الأسلحة.. لقد حان الوقت لبولندا للنظر بجرأة في قدراتنا فيما يتعلق بأحدث الأسلحة، باستخدام الوسائل التي تمتلكها، فضلاً عن خبرتها الخاصة، إضافة إلى الخبرة في ساحة المعركة والتجربة الأوكرانية”.
وأوضح رئيس الوزراء البولندي: “نواجه سباقاً خطيراً للغاية.. وهذا سباق من أجل الأمن، وليس نحو الحرب”، مقترحاً أيضاً مضاعفة حجم جيش بولندا إلى أكثر من 500 ألف جندي، ووضع نظام للتدريب العسكري الإلزامي لجميع الرجال البالغين بحلول نهاية العام.
محادثات مع فرنسا
وقال توسك في خطابه، إن وارسو “تتحدث بجدية مع الفرنسيين حول فكرتهم بشأن المظلة النووية فوق أوروبا”، وذلك بعد أن قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هذا الأسبوع، إنه “مستعد لفتح نقاش استراتيجي مع الدول الأوروبية المهتمة بما إذا كانت قدرات الردع النووي الفرنسية يمكن أن تفيد المنطقة”.
وقدم ماكرون العرض، الأربعاء، رداً على دعوة من المستشار الألماني المنتظر فريدريش ميرتس، وقالت دول مثل ليتوانيا ولاتفيا وغيرها إنها مهتمة باستكشاف الخيارات.
وتعد الترسانة النووية الفرنسية أصغر من تلك الموجودة في الولايات المتحدة، وتقول عقيدة البلاد إن اختيار الرئيس لاستخدامها على الإطلاق يسترشد بـ”مصالحها الحيوية” التي لها بعد أوروبي.
في المقابل، تساعد الأسلحة النووية الأميركية في تأمين أوروبا من خلال اتفاقية تقاسم نووي أكثر تفصيلاً تشكل جزءاً من حلف “الناتو” وتضع الرؤوس الحربية في دول بما في ذلك ألمانيا وإيطاليا.
وستنفق بولندا 4.7% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام، وهو أعلى مستوى في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث قال توسك للبرلمان إن زيادته إلى 5%، كما طالب ترمب، تبدو “ضرورية”.
وأضاف توسك بهذا الصدد: “أعتقد بشدة أننا جميعاً سنجتاز هذا الامتحان.. إن بولندا ستكون آمنة ونتيجة لذلك، كما كانت دائماً في أحلامنا طوال هذا التاريخ الصعب، فإن بولندا لا تقهر”.
وأثارت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتوقف عن حماية الحلفاء الأوروبيين وقراره بقطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا في محاولة لإجبار محادثات السلام الفورية مع روسيا مخاوف العواصم الأوروبية، ودفعت إلى زيادة الإنفاق الدفاعي والقدرات العسكرية التي قدمتها واشنطن لأجيال بشكل كبير.