دعا الرئيس السوري أحمد الشرع، الجمعة، من وصفهم بـ”فلول النظام الساقط” إلى المبادرة لـ”تسليم أنفسهم والسلاح قبل فوات الأوان”، متعهداً بتقديم “كل من ارتكب جرائم بحق الشعب، ومن يسعى إلى تقويض الأمن والسلم الأهلي لمحاكمة عادلة”، وسط تصاعد القلق من الاشتباكات العنيفة التي شهدتها المناطق الساحلية بين القوات السورية ومجموعات مسلحة.
وشدد الشرع على أن “السلاح يجب أن يكون حصرياً بيد الدولة”، وتوعد بمحاسبة “كل من يتجاوز ضد المدنيين”.
وطالب الشرع في كلمة مسجلة، “جميع القوى التي التحقت بمواقع الاشتباك بالانصياع الكامل لقادة العسكريين والأمنيين هناك”، داعياً إلى أن “يتم على الفور إخلاء المواقع لضبط التجاوزات الحاصلة، وليتسنى للقوى الأمنية والعسكرية إكمال عملهم على أتم وجه”.
وأضاف أن “بعض فلول النظام الساقط سعوا لاختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها.. وها هم اليوم يتعرفون عليها من جديد فيرونها واحدة موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها”.
وأكد أن “سوريا اليوم لا فرق فيها بين سلطة وشعب.. فسوريا تعني الجميع وهي مهمة الجميع في الحفاظ عليها ونصرتها، وهذا ما تجسد ليلة الأمس”.
وتابع: “يا أيها الفلول، إننا في معركة التحرير قاتلناكم قتال الحريص على حياتكم، رغم حرصكم على مماتنا، فنحن قوم نريد صلاح البلاد التي هدمتموها ولا غاية لنا بدماء أحد”.
وأشار الشرع، إلى أنه ” ليس بالغريب عنكم ما فعلتموه، فقد أوغلتم بالدم السوري خلال عقود من الزمن، ولا زلتم على نفس نهجكم رغم تغليبنا لحالة العفو تجنباً من الوقوع في هذا المشهد”.
وأردف: “إن بفعلكم الشنيع بقتل من يحمي سوريا ويسهر بخدمتها، واقتحام المشافي وترويع الآمنيين قد اعتديتم على كل السوريين”.
“المبالغة في رد الفعل”
ودعا الرئيس السوري، قوى الجيش والأمن “بألا يسمحوا لأحد بالتجاوز، والمبالغة في رد الفعل، وأن يعملوا على منع ذلك”، مشيراً إلى أن “فلول النظام الساقط تبحث عن استفزاز يفضي إلى تجاوز يستجدون من ورائه”.
وطالب قوات الجيش والأمن بـ”عدم إهانة الأسير”، متعهداً بـ”ملاحقة فلول النظام الساقط.. ومن ارتكب منهم الجرائم بحق الشعب، ومن يسعى منهم إلى تقويض الأمني والسلم الأهلي، وسنقدمهم إلى محكمة عادلة”.
وأكد أن إدارته “ستستمر بحصر السلاح بيد الدولة، ولن يبقى سلاح منفلت في سوريا.. وسُيحاسب حساباً شديداً كل من يتجاوز بحق المدنيين العزل”.
وذكر أن “أهلنا في الساحل في مناطق الاشتباك جزء من مسؤوليتنا، والواجب علينا حمايتهم وإنقاذهم من شرور عصابات النظام الساقط”.
فرض السيطرة الكاملة
وكانت السلطات السورية أعلنت، الجمعة، فرض السيطرة الكاملة على طرطوس واللاذقية، وتمديد فرض حظر تجول عام في المدينتين حتى السبت، بعد مواجهات مع من وصفتهم بـ”فلول النظام السابق”، ما استدعى استقدام تعزيزات وقوات إضافية من وزارة الدفاع، بحسب وكالة الأنباء السورية “سانا”.
ونقل التلفزيون السوري عن المتحدث باسم وزارة الدفاع قوله إن “فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد تريد إحداث شروخ بين السكان في المناطق المتنوعة طائفياً.. ساعات قليلة تفصلنا عن إنهاء العملية ضد فلول نظام الأسد”.
ويشهد الساحل السوري تطورات متسارعة مع استمرار العمليات العسكرية والاشتباكات التي اندلعت خلال ليلة الخميس. وعلى الرغم من فرض حظر تجوال في مدينتي اللاذقية وطرطوس إلا أن المواجهات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة، قبل أن تبدأ عمليات تمشيط واسعة شملت المدن والقرى والجبال المحيطة.