قال مسؤولون عرب كبار، الأربعاء، إن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسيطرة على غزة، وإعادة توطين سكانها، والتي قوبلت بتنديد دولي، من شأنها أن تهدد وقف إطلاق النار الهشّ في القطاع، وتفاقم حالة عدم الاستقرار بالمنطقة.
وحذَّر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات في دبي، من أن ضغط ترمب للمضي في تنفيذ خطته سيقود الشرق الأوسط إلى جولة جديدة من الأزمات، وأن تداعيات هذه المواجهة ستكون وخيمة على السلام والاستقرار.
وأثار ترمب غضب العالم العربي بإعلانه، بشكل غير متوقع، أن الولايات المتحدة ستسيطر على غزة، وتعيد توطين أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون بالقطاع وتطوره إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أن وقف إطلاق النار في غزة سينتهي، وأن الجيش سيستأنف قتال “حماس” حتى هزيمتها إذا لم تطلق الحركة سراح المحتجزين الإسرائيليين بحلول ظهر السبت المقبل.
وأصدرت حركة حماس لاحقاً بياناً جدَّدت فيه التزامها بوقف إطلاق النار، وأكدت أن إسرائيل هي الطرف الذي لا يلتزم بتعهداته.
وقال أبو الغيط: “إذا مضى الرئيس ترمب بهذا الأسلوب في الضغط على الغزاويين، وعلى العالم العربي، وعلى المصريين، والأردنيين، والسعوديين، وكل هذه القوى ذات التأثير في هذه المنطقة، أتصور أنه، وبدلاً من حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً يقوم على أساس حل الدولتين.. أتصور أنه يقود الشرق الأوسط إلى دورة جديدة من الخلاف الشديد بين العرب وإسرائيل”.
ودعا جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، ترمب إلى تذكر العلاقات القوية بين المنطقة وواشنطن.
وأضاف البديوي: “هناك ثوابت واضحة فيما يخص القضية الفلسطينية… والكلام أخذ وعطا… هو يقول رأيه والعالم العربي يقول رأيه.. عندك صفقة لن يقبلها العالم العربي”.
والأربعاء، قال رئيس الوزراء الأردني جعفر حسَّان إن المملكة لن تتصرف بشكل منفرد في قضايا تخص مستقبل فلسطين والمنطقة، مشدداً على أنه “لا توطين ولا تهجير” على حساب بلاده.
وذكر حسَّان، في تصريحات نشرتها رئاسة الوزراء على منصة “إكس”، أن لقاء ملك الأردن عبد الله الثاني مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، أكد أمام الإدارة الأميركية الدور العربي وأهمية اعتماد خطة عربية تعيد بناء غزة “دون تهجير الفلسطينيين من أرضهم قسراً”.
وأضاف رئيس الوزراء الأردني أمام مجلس النواب في بلاده: “الأردن يعمل مع مصر الشقيقة، والأشقاءِ العرب، وإخواننا في فلسطين لصياغة موقف عربي موحَّد، وواضح حيال إعادة إعمار غزَّة”.
وأكدت مصر، الثلاثاء، اعتزامها طرح “تصور متكامل” لإعادة إعمار قطاع غزة بصورة تضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه بما يتسق مع حقوقه الشرعية والقانونية، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.
وشدد البيان على أن أي “رؤية لحل القضية الفلسطينية ينبغي أن تأخذ في الاعتبار تجنّب تعريض مكتسبات السلام في المنطقة للخطر، بالتوازي مع السعي لاحتواء والتعامل مع مسببات وجذور الصراع من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وتنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتعايش المشترك بين شعوب المنطقة”.