قالت وزارة الدفاع التركية، الخميس، إنها تعمل على “خارطة طريق مشتركة” مع دمشق لتطوير قدرات الجيش السوري، مشيرة إلى أنه من المنتظر اتخاذ خطوات ملموسة، تماشياً مع مطالب الحكومة السورية الجديدة.
وذكرت الوزارة في بيان: “أولويتنا كتركيا هي الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وضمان الاستقرار، ومنع أنشطة العناصر (الإرهابية)، وخاصة حزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات حماية الشعب، في شمال سوريا”.
وعبّرت تركيا عن دعمها جهود الحكومة السورية الجديدة لضمان الاستقرار في كافة الأراضي، مشددة على استعدادها لتقديم كل الدعم الممكن للقيادة الجديدة في القضايا المرتبطة بالدفاع والأمن.
وفي هذا السياق، أشارت وزارة الدفاع التركية إلى لقاء، عُقد، الأسبوع الماضي مع وفد من وزارة الدفاع السورية، إذ جرى الاتفاق على وحدة أراضي سوريا واستقرارها وتطهيرها من ما سمته “التهديد الإرهابي”.
وبشأن تقارير بناء قاعدتين عسكريتين تركيتين في سوريا، شددت وزارة الدفاع التركية على أنه “من الضروري التعامل مع مثل هذه الأخبار بحذر وقراءة محتواها وفهمه جيداً. ومن السابق لأوانه الحديث عن مثل هذه القضايا الآن”. وأضافت: “تماشياً مع مطالب الحكومة السورية الجديدة، سيتم وضع خريطة طريق مشتركة وسيتم اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين قدرة الجيش السوري”.
قواعد عسكرية جديدة
وكانت “بلومبرغ” و”رويترز” نقلتا عن مسؤولين أتراك قولهم، إن أنقرة تدرس بناء قواعد عسكرية في سوريا، في إطار خطة تشمل توفير أسلحة وتدريب عسكري للجيش السوري.
وقال مسؤولون أتراك مطلعون على الأمر، إن أنقرة تقيم مواقع القواعد في سوريا، حيث لديها بالفعل آلاف الجنود المتمركزين. وأضافوا أن الخطة تشمل توفير الأسلحة والتدريب العسكري للجيش السوري.
وكانت “رويترز” قد نقلت عن 4 مصادر وصفتها بـ”المطلعة”، قبل يومين، أنه من المتوقع أن يتضمن الاتفاق الدفاعي بين البلدين “إنشاء قواعد جوية تركية في وسط سوريا، وتدريب الجيش السوري الجديد”. وأشار التقرير إلى أن “تركيا ستدرب جيش البلاد في قاعدتين عسكريتين ستنشئهما في سوريا”.
كما نقلت صحيفة “تركيا كازيت”، أن “تركيا وسوريا ستوقعان اتفاقية دفاع مشترك. وبموجب الاتفاقية التي من المتوقع أن يتم توقيعها قريباً، ستساعد أنقرة سوريا إذا واجهت دمشق تهديداً مفاجئاً”.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر في وزارة الدفاع، أن الجيش التركي سيدرب الجيش السوري، وكذلك الطيارين، بهدف إنشاء قوة جوية لسوريا. وينص الاتفاق العسكري الذي يخططون لتوقيعه على أن أنقرة ستستضيف 50 طائرة حربية من طراز F-16 في القاعدتين الجديدتين حتى اكتمال القوات الجوية السورية.
ويهدف هذا إلى “منع أي هجوم على سيادة البلاد”. ويشير تقرير الصحيفة أيضاً، إلى أن السلطات في سوريا طلبت نشر طائرات بدون طيار ورادارات وأنظمة حرب إلكترونية تركية على طول حدود البلاد مع إسرائيل.
العلاقات التركية السورية
وبعد الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، في أواخر العام الماضي، برزت تركيا كوسيط قوي في سوريا التي مزقتها الحرب، مع علاقات وثيقة مع الرئيس الجديد أحمد الشرع.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه ناقش مع الشرع خلال زيارته إلى تركيا، أمن سوريا واستقرارها الاقتصادي. وأضاف: “بصراحة، ليس لدينا طريقة أخرى سوى توحيد القوى نحو نفس الهدف من أجل رفاهية بلدينا ومنطقتنا”.
ورفض المسؤولون الأتراك المطلعون على الأمر، الإفصاح عما إذا كان الشرع قد طلب رسمياً المساعدة العسكرية. ويحرص أردوغان على تحييد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، والتي يراها تهديداً بسبب علاقاتها بحزب العمال الكردستاني الانفصالي التركي، PKK.
وقال المسؤولون الأتراك، إن المتمردين السوريين المدعومين من تركيا، الذين قاتلوا القوات الكردية، انضموا إلى صفوف الحكومة المركزية بأوامر من أنقرة.
وذكر أردوغان، الثلاثاء الماضي، في إشارة إلى تنظيم “داعش” والجماعة الكردية: “تحتاج سوريا إلى القيام بما هو ضروري في مكافحة جميع أشكال الإرهاب، سواء داعش أو حزب العمال الكردستاني”.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قال أردوغان في خطاب أمام البرلمان: “إذا لم تقم وحدات حماية الشعب، التي اغتصبت الموارد الطبيعية السورية، بحل نفسها والتخلي عن أسلحتها، فلن تتمكن من الهروب من المصير المرير القادم”.