أصدرت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، أمراً بوقف المساعدات الخارجية القائمة والجديدة لجميع الدول باستثناء مصر وإسرائيل، ما يهدد بقطع مليارات الدولارات من الإغاثات الحيوية حول العالم.
وتعد الولايات المتحدة أكبر مانح منفرد للمساعدات عالمياً، إذ قدمت 72 مليار دولار في السنة المالية 2023.
وبعد ساعات فقط من تولي منصبه، الاثنين، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوقف المساعدات التنموية الخارجية لمدة 90 يوماً بانتظار مراجعة كفاءتها وتوافقها مع سياسته الخارجية.
وتتلقى إسرائيل حوالي 3.3 مليار دولار سنوياً في شكل تمويل عسكري خارجي من الولايات المتحدة، بينما تحصل مصر على حوالي 1.3 مليار دولار، بحسب “رويترز”.
ومن بين الدول الأخرى التي كان محدداً لها تلقي مثل هذا التمويل في عام 2025: أوكرانيا، جورجيا، إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا، تايوان، إندونيسيا، الفلبين، تايلاند، فيتنام، جيبوتي، كولومبيا، بنما، الإكوادور، الأردن، وفقاً لطلب قدمته إدارة الرئيس السابق جو بايدن إلى الكونجرس.
“قرار مدمر”
ويهدد القرار الجديد بوقف سريع لعدد لا يحصى من المشاريع التي تساعد على الصعيد العالمي في مجالات الصحة والتعليم والتنمية والتدريب الوظيفي وغيرها من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية عن مسؤول كبير في منظمة إغاثة إن بعض المنظمات الرائدة في مجال المساعدات الإنسانية “فسرت التوجيه على أنه أمر فوري بوقف أعمال الإغاثة الممولة من الولايات المتحدة على مستوى العالم”.
وأظهرت مذكرة لوزارة الخارجية الأميركية اطلعت عليها “رويترز”، الجمعة، أن قرار تعليق المساعدات الخارجية ينطبق على المساعدات القائمة والجديدة، في حين وصف جيريمي كوندياك، المسؤول السابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) والرئيس الحالي لمنظمة “اللاجئين الدولية”، القرار بأنه “جنون”.
وأضاف كوندياك: “سيؤدي هذا القرار إلى موت الكثير من الناس إذا تم تطبيقه كما هو مكتوب في هذه البرقية”. وشدد على أنه: “لا يمكن اعتبار ذلك محاولة جادة لمراجعة فعالية برامج المساعدات الخارجية. إنه ببساطة ضربة مدمرة”.
واعتبر مصدر مطلع على المناقشات في الكونجرس أن أمر ترمب غير قانوني، بحسب “رويترز”.
وقف مشروعات في أوكرانيا
وأوضح مسؤول في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، طلب عدم الكشف عن هويته، أن المسؤولين عن المشاريع في أوكرانيا تلقوا أوامر بوقف جميع الأعمال. ومن بين المشاريع التي تم تعليقها دعم المدارس والمساعدات الصحية، مثل الرعاية الطارئة للأمهات وتطعيم الأطفال، وفقاً للمسؤول.
وأضاف المسؤول أن قرارات مواصلة أو تعديل أو إنهاء البرامج سيتم اتخاذها بواسطة روبيو بعد المراجعة، وذلك خلال الأيام الـ85 القادمة، مشيراً إلى أنه “حتى ذلك الحين، يمكن لوزير الخارجية الأميركي الموافقة على إعفاءات”.
وأصدر روبيو إعفاءً لمساعدات الغذاء الطارئة، وفقاً للبرقية. ويأتي ذلك وسط تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد بدء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، الأحد الماضي، بالإضافة إلى عدة أزمات جوع أخرى حول العالم، بما في ذلك السودان.
لكن كوندياك قال إن مساعدات الغذاء الطارئة تشكل جزءاً صغيراً فقط من إجمالي المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن برامج التغذية والصحة والتطعيم ستتوقف، وكذلك المساعدات الإغاثية لغزة وسوريا، إضافة إلى الخدمات المقدمة في مخيمات اللاجئين بالسودان.
وقال مسؤول كبير سابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: “إنها فوضى مصطنعة”.