أعلنت اللجنة المعنية بتنظيم مراسم تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ونائبه جي دي فانس، الجمعة، عن بعض مراسم حفل التنصيب الذي سيقام داخل مبنى الكابيتول الاثنين، بعكس التقليد بإقامته في الهواء الطلق، نظراً لأحوال جوية قاسية تتعرض لها واشنطن، فيما قال مساعدون لترمب إن خطابه سيأتي بنبرة إيجابية، ويتحدث عن الوحدة، بعكس خطابه في 2017، والذي تحدث فيه عن “المذبحة الأميركية”.
وقالت اللجنة إن ترمب سيؤدي القسم على الكتاب المقدس، الذي أعطته له والدته، وكتاب إبراهام لينكون المقدس، والذي استخدمه الرئيس السابق باراك أوباما في حفل تنصيبه.
وتلقي ترمب هذا الكتاب المقدس من والدته في عام 1955، للاحتفال بتخرجه من مدرسة Sunday Church School الابتدائية في منطقة جامايكا، بمدينة نيويورك.
وهذا الكتاب المقدس هو نسخة قياسية مراجعة تعود لعام 1953 نشرتها شركة “توماس نيلسون وأولاده” (Thomas Nelson and Sons) في نيويورك، وقد نقش اسمه على الجزء السفلي من الغلاف الأمامي. والغلاف الداخلي يحمل توقيع مسؤولي الكنيسة، ومكتوب عليه اسم الرئيس.
وبالإضافة إلى الكتاب المقدس للرئيس ترمب، سيستخدم كتاب لينكون المقدس في هذا الحفل التاريخي. وكان لينكون استخدمه لأول مرة في 4 مارس عام 1861، لأداء اليمين خلال مراسم تنصيبه الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة.
ولم يستخدم الكتاب إلا ثلاث مرات منذ ذلك الحين؛ خلال مراسم التنصيب الأولى والثانية (2009- 2012) للرئيس السابق باراك أوباما، وأول مراسم تنصيب للرئيس ترمب عام 2017. والكتاب ذو الغلاف المخملي العنابي من مجموعات مكتبة الكونجرس.
أما نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس فسيستخدم كتاباً مقدساً عائلياً، كان ملكاً لوالدة جدته لأمه. وقدمته له جدته “بوني” في 22 سبتمبر 2003، وهو اليوم الذي غادر فيه المنزل متجهاً إلى مركز تجنيد مشاة البحرية في جزيرة باريس، بولاية ساوث كارولينا. والكتاب المقدس هو نسخة الملك جيمس.
نقل المراسم داخل الكابيتول
وأعلن ترمب، الجمعة، أن مراسم تنصيبه، الاثنين، ستقام داخل مقر الكونجرس وليس في الهواء الطلق بسبب البرد القارس، وهي المرة الأولى منذ 40 عاماً، التي تقام فيها مراسم تنصيب الرئيس الأميركي في مكان مغلق.
وكتب ترمب على موقع “تروث سوشيال” (Truth Social): “هناك عاصفة قطبية تجتاح البلاد. لا أريد أن أرى الناس يتأذون أو يتعرّضون للإصابة بأي شكل”.
وأضاف: “أمرت بإلقاء خطاب التنصيب، بالإضافة إلى الصلوات والخطب الأخرى، في قاعة الكابيتول (مبنى الكونجرس)”.
والمرة السابقة التي نقل فيها حفل تنصيب الرئيس إلى مكان مغلق بسبب البرد القارس كانت في عام 1985 أثناء أداء الرئيس الجمهوري السابق رونالد ريجان القسم للمرة الثانية حين هبطت درجة الحرارة بعد الظهر إلى ما بين 23 و29 درجة فهرنهايت (ما بين -1و-5 درجة مئوية).
وقال ترمب إن أنصاره يمكنهم مشاهدة الحفل على شاشات داخل ساحة “كابيتال وان” الرياضية في وسط واشنطن التي تسع 20 ألف شخص، مشيراً إلى أنه سينضم إلى الجمهور في الساحة بعد أدائه اليمين.
رئيسة وزراء إيطاليا ستحضر
وقال مسؤولون من مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الجمعة، إنها ستحضر حفل تنصيب ترمب، الاثنين، في رحلة من شأنها أن تعزز علاقاتها مع الرئيس الأميركي.
وقامت ميلوني بزيارة خاطفة لترمب في وقت سابق من هذا الشهر في منتجعه مار الاجو في فلوريدا، حيث حظيت بإشادة من الرئيس المنتخب، الذي وصفها بأنها “امرأة رائعة”.
وفي سابقة من نوعها، دعا ترمب العديد من الزعماء الأجانب لحضور حفل التنصيب. وتاريخياً، لم يحضر أي زعماء أجانب تنصيب الرئيس الأميركي بسبب مخاوف أمنية، وأرسلوا دبلوماسيين بدلاً منهم.
وبالإضافة إلى ميلوني، أعلن الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وهو مؤيد قوي آخر لترمب، أنه سيحضر التنصيب.
الصين ترسل نائب الرئيس
ولن يحضر الرئيس الصيني شي جين بينج، على الرغم من الدعوة التي وجهها ترمب إليه لحضور حفل تنصيبه. وقالت وزارة الخارجية الصينية، الجمعة، إن نائب الرئيس هان تشينج سيحضر بصفته ممثلاً خاصاً للرئيس شي.
وأضافت الوزارة في بيان: “نحن مستعدون للعمل مع الحكومة الأميركية الجديدة لتعزيز الحوار والتواصل، وإيجاد الطريقة المناسبة للبلدين لكي يتعاونا معاً”.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير، إنه على الرغم من أن حضور هان يُشكل تراجعاً كبيراً مقارنةً بمكانة شي، الذي يعد الزعيم الصيني الأكثر قوة منذ عقود، فإن إرساله لحضور الحفل يمثل أيضاً ترقية ملحوظة مقارنةً بممارسات بكين السابقة التي كانت تقتصر على إرسال السفير الصيني في الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن وو شينبو، وهو باحث في العلاقات الدولية في جامعة فودان في شنغهاي، قوله إن “الصين تريد رد الاحترام الذي أظهره دونالد ترمب للرئيس شي جين بينج بدعوته لحضور الحفل”.
وأضاف أن اليابان والهند، وهما شريكان أمنيان رئيسيان للولايات المتحدة، لن ترسلا سوى وزيري خارجيتهما.