قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقابلة مع “أسوشيتد برس”، إنه يأمل أن تواصل إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب المضي قدماً في النقاط الرئيسية في السياسة الخارجية للرئيس جو بايدن، بما في ذلك تجاه الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وأعرب بلينكن، في آخر يوم عمل له في إدارة بايدن كأعلى دبلوماسي في أميركا، عن قلقه من أن يتخلى فريق ترمب عن كل أو بعض هذه السياسات، قائلاً: “هناك سبب للقلق من أن الإدارة الجديدة قد لا تتابع المبادرات التي وضعها فريق الأمن القومي لبايدن لإنهاء الحرب في غزة، ومساعدة أوكرانيا في التحرر من التدخل الروسي والحفاظ على تحالفات قوية مع الشركاء الرئيسيين”.
وأضاف: “عندما جئنا، ورثنا شراكات وتحالفات تآكلت بشكل خطير، لذا إذا كان الماضي هو المقدمة، نعم، سيكون ذلك مصدر قلق. لا أعرف ولا أستطيع أن أعرف كيف سيتعاملون مع الأمور، لكن أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك بعض الاستمرارية الحقيقية في مواقف محددة”.
وأجريت المقابلة في مكتب بلينكن في وزارة الخارجية، بعد تصريحاته الوداعية لموظفي الوكالة، إذ حث الموظفين المحترفين على الاستمرار في مهمتهم وسط حالة من عدم اليقين بشأن كيفية تعامل الإدارة القادمة مع العلاقات والتنافسات في الخارج أو معاملة الدبلوماسيين الأميركيين المحترفين.
وأشاد بلينكن بعملهم على مدى السنوات الأربع الماضية ودعاهم إلى البقاء صامدين، قائلاً أمام حشد من عدة مئات من الموظفين: “بدونكم ستبدو بلادنا مختلفة تماماً”.
إرث بلينكن
وكان ترمب متشككاً في التحالفات الأميركية، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي (الناتو) والشراكات الدفاعية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والتي عمل فريق بايدن على دعمها جميعاً على مدار السنوات الأربع الماضية، كما انتقد ترمب المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا وأشاد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
لكن مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، انخرط بشكل عميق لمساعدة إدارة بايدن في التوسط باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إذ نسب كل من الرئيسيْن (بايدن وترمب) الفضل في تحقيق الاتفاق في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وتعرض بلينكن وإدارة بايدن بشكل عام لانتقادات شديدة بسبب تعاملهما مع الانسحاب الأميركي من أفغانستان في عام 2021، ومؤخراً، بسبب دعمهما لإسرائيل في حربها في غزة.
ويتهم المنتقدون إدارة بايدن بعدم فرض قيود ذات مغزى على شحنات الأسلحة إلى إسرائيل أو الضغط على حليفتها بقوة كافية لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة.
وخلال إفادة في غرفة الإحاطة الصحفية بوزارة الخارجية، الخميس، قاطعت الاحتجاجات ظهور بلينكن الأخير، فيما تجمع المتظاهرون خارج منزله، وسط اتهامات بـ”التواطؤ” في العنف الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأعرب بلينكن عن أسفه، لأن إدارة بايدن انحرفت عن أولويات سياستها الخارجية المركزية بسبب التطورات العالمية، بما في ذلك الانسحاب من أفغانستان، وغزو روسيا لأوكرانيا وأزمة غزة، وكلها استغرقت وقتاً عن متابعة الأهداف الأساسية، وخاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
3 أزمات
ومع ذلك، فمن المرجح أن يتذكر الناس فترة بلينكن في منصبه بسبب تلك الأزمات الثلاث، والتي تلقى بسببها الثناء والنقد الشديدين.
وكانت إدارة بايدن قررت المضي قدماً في قرار ترمب الذي اتُخذ إبان ولايته الأولى، المتعلق بسحب القوات الأميركية من أفغانستان.
وبعد أشهر فقط من توليه منصبه، تم تكليف بلينكن بالإشراف على الانسحاب، والذي شهد هجوماً خارج مطار كابول أسفر عن سقوط 13 من أفراد الخدمة الأميركية و170 أفغانياً، بينما كان المدنيون يحاولون الفرار من حركة “طالبان”.
وهاجم ترمب والجمهوريون الآخرون إدارة بايدن بسبب تعاملها مع الانسحاب، ولاحقاً، حذر بلينكن ومسؤولون أميركيون آخرون من غزو روسي محتمل لأوكرانيا لعدة أشهر وسعوا دون جدوى لمنعه.
لكن في أوائل عام 2022، كرس بلينكن الكثير من وقته وطاقته للوضع في أوكرانيا، وسافر إلى عواصم العالم لتقديم قضية دعم أوكرانيا.
وبعد محاولة أخيرة في أواخر يناير 2022، لتحذير موسكو من المضي قدماً في الحرب، تمكنت إدارة بايدن من حشد حلفاء “الناتو” والشركاء لدعم كييف.
وأخيراً، تعرضت الإدارة، لانتقادات شديدة بسبب دعمها المفرط لإسرائيل وعدم تقديك الدعم للمدنيين في قطاع غزة، وقال بلينكن، الذي يتحسس من هذه الانتقادات، إنه وفريقه “سعوا إلى العمل لصالح أميركا في جميع الحالات الثلاث”.
وقال: “نحن، ووزارة الخارجية على وجه الخصوص، نود أن نتذكر أننا وضعنا أساساً جديداً وأقوى للولايات المتحدة في العالم للمستقبل، وهو الأساس الذي يسمح لنا بالتعامل مع هذا التعدد المذهل والتعقيد والترابط بين التحديات من موقع قوة. آمل أن تكون الفوائد واضحة للغاية بحيث تستمر الإدارات المستقبلية بطريقة أو بأخرى”.