أجبرت حرائق الغابات المستعرة في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، الرئيس الأميركي جو بايدن على إلغاء زيارته إلى إيطاليا، من أجل الإشراف على جهود الإغاثة ومتابعة تطورات الحرائق التي أدت إلى سقوط قتلى وألحقت دمارا واسع للمنازل والممتلكات.

وأعلن البيت الأبيض، أمس الأربعاء، أن الرئيس بايدن ألغى رحلة كان مقررا أن يقوم بها إلى إيطاليا ابتداء من اليوم الخميس وتستمر حتى 12 يناير/كانون الثاني الجاري، وذلك بهدف التركيز على جهود مكافحة الحرائق الهائللة في لوس أنجلوس.

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارين جان-بيير، في بيان، إن بايدن الذي توجه إلى لوس أنجلوس أمس الأربعاء، “قرر إلغاء رحلته المقبلة إلى إيطاليا من أجل التركيز على إدارة كل نواحي الاستجابة الفدرالية في الأيام المقبلة”.

وأوضحت أن الرئيس المنتهية ولايته اتخذ هذا القرار “بعد عودته من لوس أنجلوس حيث التقى بعناصر الشرطة والإطفاء وموظفي الطوارئ”.

وأعلنت السلطات الأميركية مقتل 5 أشخاص -على الأقل- جراء الحرائق المندلعة على مشارف لوس أنجلوس أكبر مدن ولاية كاليفورنيا، والتي لا تزال خارجة عن السيطرة، محذرة من احتمال ارتفاع عدد الضحايا.

وأصدرت السلطات أوامر إجلاء لأكثر من 100 ألف شخص إثر اتساع نطاق الحرائق، فيما ترك آلاف الأشخاص منازلهم بعد أن اجتاحت الحرائق منطقة ساحلية في لوس انجلوس، وتصاعدت أعمدة اللهب والدخان في سماء المدينة.

وتشير مصادر رسمية إلى أن العديد من المباني دمرت واحترق ما يقرب من 3 آلاف فدان في منطقة “باسيفيك باليساديس” الواقعة بين مدينتي سانتا مونيكا وماليبو الساحليتين.

وقالت سلطات الإطفاء إن عدة أشخاص أصيبوا في حريق باليساديس، بعضهم بحروق في الوجه واليدين، وتعرضت عاملة بالإطفاء لإصابة في الرأس.

وفي هوليود، أمرت السلطات ليل الأربعاء، سكان وسط المنطقة التاريخية بإخلاء منازلهم، بعد اندلاع حريق جديد.

وأعلنت مديرية الإطفاء في لوس أنجلوس أن الحريق الذي اندلع في منطقة “هوليود هيلز” الواقعة على بُعد بضع مئات الأمتار فقط من جادة “هوليود بوليفارد” الشهيرة، يمثل “تهديدا للحياة”، وأصدرت أمرا قانونيا بإخلاء المنطقة على الفور.

ووفقا لموقع معني بانقطاعات التيار الكهربائي، فقد انقطعت الكهرباء عن قرابة المليون منزل وشركة في مقاطعة لوس أنجلوس، كما تقرر إغلاق المدارس في المقاطعة حتى اليوم الخميس -على الأقل.

وبالإضافة إلى حريقين كبيرين، اندلعت 4 حرائق أصغر في المقاطعة مما أدى إلى استنزاف موارد مكافحة الحرائق.

ويأتي اندلاع الحرائق في وقت حساس بشكل خاص لمنطقة جنوب كاليفورنيا التي لم تشهد هطول أمطار غزيرة منذ بداية الموسم.

ويقول العلماء إن الحرائق، التي اندلعت في غير التوقيت المعتاد لحرائق الغابات، تمثل أحدث الظواهر الجوية المتطرفة التي من المرجح أن تتفاقم بصورة أكبر مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة حول العالم.