شهِد مؤتمر ومعرض الإلكترونيات الاستهلاكية CES 2025، الذي بدأ الاثنين في مدينة لاس فيجاس بولاية نيفادا الأميركية، عرض 5 أجهزة روبوت ذكية تؤدي عدداً متنوعاً من المهام ومجموعة مختلفة من الوظائف التي تساعد المستخدمين في حياتهم اليومية.
اختلفت أفكار الروبوتات الجديدة، هذا العام، ولكن سيطر عليها اتجاه عام هو أنها أكثر عملية لتناسب مختلف أذواق المستخدمين وتفضيلاتهم من حيث التصميمات وكذلك ما تُقدِّمه من مزايا.
“Mi-Mo”.. الروبوت العنكبوت
عرضت شركة Jizai AI روبوتها الأول الذي يحمل اسم “Mi-Mo” خلال المعرض، وهو عبارة عن روبوت مزود بنموذج ذكاء اصطناعي يتخذ هيئة طاولة لها 6 أرجل مصممة بمزيج من المعدن والخشب الطبيعي، وعلى سطح الطاولة يوجد مصباح يجعل الروبوت أشبه بالشخصية الكرتونية الشهيرة في شعار شركة الرسوم المتحركة “بيكسار”.
وتصف الشركة روبوتها الجديد بأن له استخدامات متعددة، ويمكن للمطورين برمجة العديد من التطبيقات تجعله يؤدي مهاماً مختلفة، وهو قادر على التحرك بآلية أشبه بالعنكبوت.
وتنوي الشركة تطوير مجموعة من الإكسسوارات والمستشعرات التي يمكنها إضافة قدرات وتطوير إمكانيات جديدة للروبوت لإنجاز مهام مختلفة مستقبلاً.
وأوضحت الشركة، في بيان إلى وسائل الإعلام، أن الروبوت يمكن استخدامه كقطعة أثاث في المنزل أو العمل، ويمكن التفاعل معه بالأوامر الصوتية، لأنه قادر على فهم البيئة المحيطة به، سواء من خلال إدراكه الأصوات أو العناصر بجواره، كما يمكنه إحضار كوب المشروب للمستخدم حيثما كان دون أن يسكبه.
وبدأت الشركة استقبال طلبات الحجز المسبق للروبوت بسعر يبدأ من 30 ألف دولار.
تطور روبوتات التنظيف
عرضت بعض الشركات رؤية جديدة لفكرة روبوتات التنظيف المعتادة التي كانت تتمثل دائماً في روبوت عبارة عن مكنسة قادرة على التحرك في أرجاء المنزل بمهارة وتخطي قطع الأثاث والعوائق المختلفة للتنظيف مع الوصول إلى الأماكن الضيقة، لكن الرؤية الجديدة أضافت قدرة مختلفة لم تكن متاحة من قبل لروبوتات التنظيف.
وأطلقت شركة “سويتش بوت” روبوتها الجديد “SwitchBot K20+ Pro”، وهو روبوت تنظيف، لكنه يحتوي على ميزة جديدة تُعرف باسم “ClawLock”، والتي تسمح بإضافة مكونات مختلفة تجعله قادراً على إنجاز مهام أكثر من مجرد التنظيف.
وعرضت الشركة إمكانية تثبيت كاميرا فوق سطح الروبوت الجديد يمكنها التصوير بزاوية بانورامية 360 درجة، ويتحول من مجرد روبوت تنظيف إلى نظام أمان ومراقبة منزلية يمكنه رصد أي تحركات أو علامات تثير القلق في أرجاء المنزل بسهولة.
ويمكن للروبوت أداء مهام مختلفة من خلال تزويده بالمكونات المناسبة، مثل إمكانية توصيل الأغراض عبر المنزل بسهولة، وتعقيم وتعطير الجو، بالإضافة إلى إمكانية التهوية والتبريد.
ويستمد الروبوت قدراته من منصة “سويتش بوت FusionPlatform” المادية، والتي تتكون من مكنسة تقليدية في جزئها السفلي إلى جانب منصة علوية مخصصة لتثبيت المكونات الإضافية مع 4 عجلات تسهِّل حركتها الانسيابية في أرجاء مساحة عملها.
وأشارت الشركة إلى أنها تعتزم توفير العديد من حزم المكونات لتزويد الروبوت بإمكانيات مختلفة تخدم مختلف الأغراض التي ربما يسعى العملاء إلى استخدام “SwitchBot K20+ Pro” لإنجازها.
وبإمكان الروبوت حمل الهاتف أو جهاز التابلت أو حتى عصا السيلفي للتصوير، كما أشارت الشركة إلى أن الروبوت متوافق للعمل مع عدد كبير من المكونات والإكسسوارات من شركات الطرف الثالث بمجرد وصولها إلى الأسواق.
وقالت الشركة إن التحكم في الروبوت سهل من خلال تطبيقها على الهواتف الذكية، موضحة أنه بإمكان المستخدم إصدار أوامر صوتية عبر الهاتف فينفذها الروبوت على الفور، من خلال المساعدين الصوتيين “أمازون أليكسا”، و”جوجل أسيستنت”، و”سيري”.
وعرضت الشركة صورة تشويقية ألمحت من خلالها أنها تعمل على تطوير ذراع ميكانيكية للروبوت، ما يجعله قادراً على التقاط الأشياء وإحضارها للمستخدم بسهولة، ما يجعل منه نموذجاً حقيقياً لفكرة الروبوت “روزي” في مسلسل الكرتون “The Jetsons”.
ومن المنتظر طرح الروبوت الجديد في الأسواق، نهاية العام الجاري، لكن الشركة لم تكشف عن موعد محدد، كما أنها لم تقدم أي معلومات بشأن السعر.
وطرحت شركة “روبوروك” خلال المعرض، روبوتاً جديداً يحمل اسم “Saros Z70″، وهو عبارة عن مكنسة روبوتية بذراع ذكية، ويحتوي على ذراع ميكانيكية تحمل اسم “OmniGrip”، قادرة على حمل الأجسام التي يصل وزنها إلى 300 جرام بحد أقصى، لتفسح المجال في مسار حركته خلال التنظيف، أو ليجمع الملابس استعداداً لغسلها.
وتحمل الذراع المثبتة في أعلى سطح الروبوت الجديد كاميرا ومجموعة من المستشعرات كي تتمكن من التعرف على أبعاد وماهية العناصر التي أمامها قبل التعامل معها، بالإضافة إلى تزويده بقفل خاص لحماية الأطفال من التفاعل مع الذراع، والتي يمكن تعطيلها في حالات الطوارئ.
وأوضحت الشركة أن تطبيقها للهواتف الذكية يلعب دوراً رئيسياً في التحكم في عمل الروبوت بعد تفعيله يدوياً من داخل التطبيق.
ويسمح التطبيق للمستخدم أيضاً بتحديد العناصر التي يتفاعل معها الروبوت بدقة، والأماكن المتاح بها ذلك.
ويصل الروبوت إلى الأسواق في 10 فبراير بسعر 1600 دولار.
مساعد سطح المكتب
كشف فريق من المطورين عن روبوت جديد بسعر 160 دولاراً، يحمل اسم “LOOI”، وهو مساعد للمستخدمين على أسطح مكاتبهم.
يتكون الروبوت من جزئين، الجسم، وهو الروبوت، والرأس الذي يتمثل في هاتف المستخدم، وبعد تثبيت تطبيق الروبوت على الهاتف يظهر وجه الروبوت على الشاشة.
ويتميز الروبوت بالقدرة على التفاعل مع المستخدم من خلال مجموعة من المستشعرات المتوفرة في قاعدته، تشمل مستشعرات لعمق الميدان، وأخرى لرصد العقبات، بالإضافة إلى مستشعرات لرصد حواف المسطحات، ما يساعده على تجنب السقوط، كما يحتوي على مستشعرين لفهم التفاعل اللمسي من جانب المستخدم، أحدهما جانبي والآخر أمامي، ويمكن شحن هاتف المستخدم لاسلكياً بقدرة 10 وات عند تثبيته كوجه للروبوت.
وتصل سعة بطارية الروبوت “LOOI” إلى 6000 مللي أمبير، وهي كافية للعمل لمدة 5 ساعات متواصلة أو 30 يوماً في وضع الاستعداد.
روبوت سامسونج في الأسواق
بعد انتظار 5 سنوات، أطلقت شركة سامسونج روبوتها الذكي Ballie، وأعلنت بدء وصوله إلى الأسواق في الولايات المتحدة، بعد أن عرضته كفكرة أولية للروبوتات المنزلية عام 2020.
وعلى الرغم من أن الشركة الكورية الجنوبية لم تكشف عن موعد وصوله للأسواق أو سعره، إلا أنها سلطت الضوء على إمكانياته، ومنها أنه يمكنه الرد صوتياً على استفسارات المستخدمين، إلى جانب قدرته على عرض المحتوى من الفيديوهات والصور عبر نظام عرض ضوئي (بروجيكتور) على أي سطح أو جدار أمامه.
وفي حال طلب المستخدم من الروبوت زيادة مساحة عرض الفيديو، يبدأ الروبوت البحث عن جدار أكبر ليزيد مساحة المشاهدة أمام المستخدم.
بالإضافة إلى التحكم به عبر الأوامر الصوتية، فإن الروبوت Ballie يمكنه فهم الضغطات التي يجريها المستخدم على الروبوت باستخدام قدميه، من خلال ما تسميه سامسونج “الأزرار الافتراضية”، والتي يتم التفاعل معها من خلال قراءة الروبوت لحركة قدمي المستخدم باستخدام الكاميرات والمستشعرات الموجودة في مقدمته.
كانت الروبوتات حصلت على لحظة فريدة لتدخل حياة البشر كمرافق وصديق ومساعد شخصي، بفضل الطفرة التي يعيشها الذكاء الاصطناعي الذي جعل لهذه الأجسام المعدنية “وعياً رقمياً” يجعلها تدرك ما حولها، بطريقة تقترب من الإدراك البشري للعالم.