حمل سجل الحكومة الأميركية التي تواجه مجدداً خطر الإغلاق الوشيك مع استمرار تعثر الكونجرس في تمرير مشروع قانون الإنفاق، تاريخاً طويلاً من الإغلاقات والخلافات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بلغ قرابة الـ20 إغلاقاً منذ عام 1976، فيما كان أطول إغلاق في تاريخ البلاد خلال الولاية الأولى لحكم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.
وتهدد هذه الأزمة بتعطيل الخطط خلال موسم الأعياد، والتأثير على ملايين العمال، وإلحاق ضرر بالاقتصاد الأميركي قبل أسابيع من تولّي دونالد ترمب مهامه المقررة في 20 يناير المقبل.
ما هو الإغلاق الحكومي؟
يحدث الإغلاق الحكومي عندما يفشل الكونجرس في تمرير تشريعات لتمويل العمليات الفيدرالية.
وبموجب قانون مكافحة العجز لعام 1884، يُحظر على الوكالات الفيدرالية إنفاق الأموال أو الالتزام بها دون موافقة الكونجرس. وأصبحت الإغلاقات الحكومية ظاهرة متكررة في العقود الأخيرة نتيجة لتزايد الاستقطاب السياسي.
ولتجنب الإغلاق، يقر الكونجرس عادة مشروعات قوانين إنفاق سنوية، أو تمديدات قصيرة الأجل. وتم تمرير إجراء مؤقت في سبتمبر الماضي، لتمديد الموعد النهائي إلى 20 ديسمبر الجاري.
ومع ذلك، فشل اتفاق ثنائي أعلن عنه رئيس مجلس النواب مايك جونسون في وقت سابق من الأسبوع الجاري، في حشد الدعم الكافي، مما يهدد التمويل الفيدرالي.
لماذا فشلت مشروعات قوانين الإنفاق؟
كان مقترح مايك جونسون يهدف إلى تمويل الحكومة حتى مارس المقبل، مع تقديم مساعدات للمزارعين، وإغاثة من الأعاصير، وزيادة طفيفة بنسبة 3.8% في رواتب أعضاء الكونجرس.
وعلى الرغم من الجهود الثنائية، عارض ترمب، والملياردير إيلون ماسك الخطة علناً، وانتقدوا بنوداً محددة. كما طالب الرئيس المنتخب بتعليق أو إلغاء سقف الدين الفيدرالي، مما زاد من تعقيد المفاوضات.
وفشل مشروع قانون مُعدَّل يعالج بعض مخاوف ترمب، الخميس، إذ صوّت 38 نائباً جمهورياً إلى جانب الديمقراطيين ضده. ويواجه الكونجرس الآن سباقاً مع الزمن لتجنب نقص التمويل.
ماذا يحدث خلال الإغلاق؟
في حال عدم التوصل إلى اتفاق قبل منتصف ليل الجمعة بتوقيت شرق الولايات المتحدة (5 صباح السبت بتوقيت جرينتش)، سيتم تعليق جميع الوظائف الحكومية غير الأساسية، ومنها:
- العمال الفيدراليون: سيتعرض ملايين العمال للتوقيف المؤقت عن العمل أو العمل دون أجر، مع حصولهم على تعويض لاحق عند إعادة فتح الحكومة.
- الخدمات الأساسية: ستستمر العمليات الحيوية مثل مراقبة الحركة الجوية وإنفاذ القانون والمهام العسكرية، لكن العاملين سيعملون دون أجر.
- السفر والحدائق العامة: قد تتوقف خدمات إصدار جوازات السفر وخدمات الحدائق الوطنية، مما يؤدي إلى تعطيل السفر خلال موسم الأعياد.
- البرامج العامة: ستستمر برامج مثل الضمان الاجتماعي، والرعاية الطبية، والمساعدات الطبية، ومزايا المحاربين القدامى باعتبارها إنفاقاً إلزامياً، على الرغم من احتمالية حدوث تأخيرات في معالجة الطلبات.
ما أبرز العواقب الاقتصادية؟
يعتمد التأثير الاقتصادي للإغلاق على مدته، لكن من المرجح أن يكون التأثير ضئيلاً إذا استمر لبضع ساعات فقط، لكن الإغلاق المطول خلال موسم الأعياد المزدحم قد يؤدي إلى تعطيل السفر، وتقليل الإنفاق الاستهلاكي، وتأخير معالجة مطالبات الرعاية الطبية والمساعدات الطبية.
كما أن الموظفين الفيدراليين الذين لا يتلقون رواتب، قد يقللون من نفقاتهم خلال موسم الأعياد، وقد يؤدي عدم الاستقرار في الأسواق إلى تداعيات إضافية.
أبرز الإغلاقات في تاريخ الولايات المتحدة
- 1995: إغلاق دام 21 يوماً بسبب خلاف بشأن تخفيضات الإنفاق بين الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون ورئيس مجلس النواب الجمهوري نيوت جينجريتش.
- 2013: إغلاق دام 16 يوماً مع محاولة الجمهوريين إلغاء قانون الرئيس الديمقراطي باراك أوباما للرعاية الصحية.
- 2018-2019: أطول إغلاق في التاريخ دام 34 يوماً بسبب رفض الرئيس الجمهوري ترمب توقيع أي مشروع قانون موازنة لا يتضمن 5.7 مليار دولار لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
هل يمكن تجنب الإغلاق؟
مع بقاء ساعات قليلة، لا تزال احتمالية التوصل إلى اتفاق غير واضحة. وعبّر رئيس مجلس النواب عن تفاؤله، قائلاً: “لدينا خطة”.
ومع ذلك، يتطلب أي اتفاق تعاوناً ثنائياً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ويواجه أي مقترح ضغوطاً شديدة في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون ومجلس الشيوخ بقيادة الديمقراطيين.
وحتى مع التوصل إلى اتفاق، قد يحدث نقص مؤقت في التمويل أثناء إكمال إجراءات الموافقة، وإرسال المشروع إلى مكتب الرئيس جو بايدن.