قررت السلطات البريطانية، الخميس، منع رجل أعمال صيني، أقام علاقات وثيقة مع الأمير أندرو، من دخول البلاد، لأسباب تتعلق بالأمن القومي، حسبما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وأيّدت جلسة الاستئناف الخاصة بالهجرة، وهي محكمة تم إنشاؤها للنظر في الطعون ضد قرارات حظر أو إبعاد شخص ما من البلاد لأسباب تتعلق بالأمن القومي أو لأسباب ذات صلة، قراراً سابقا صادراً عن وزارة الداخلية بحظر المواطن الصيني البالغ من العمر 50 عاماً.
وزعم جهاز المخابرات البريطاني MI5، أن رجل الأعمال، هو عضو في الحزب الشيوعي الصيني، ويعمل لصالح إدارة العمل بالجبهة المتحدة، وهي المسؤولة عن جمع المعلومات الاستخباراتية، وفق الصحيفة.
وخلال جلسة الاستماع، قال رجل الأعمال الصيني، المعروف باسم H6، إنه أقام علاقة عمل وثيقة مع الأمير أندرو، وتلقى دعوة لحفل عيد ميلاده في عام 2020، وقيل له إنه يمكنه التصرف نيابة عنه عند التعامل مع المستثمرين المحتملين في الصين.
ونفى رجل الأعمال وجود أي روابط له بالحزب الشيوعي الصيني أو تلقيه تعليمات من اتحاد الجبهة المتحدة للعمال. وقال إن شركته ساعدت المستثمرين الصينيين في السوق البريطانية، وساعدت شركة “مكلارين أوتوموتيف” في جلب المركبات إلى السوق الصينية، من بين أمور أخرى.
وكشفت البيانات التي تم تنزيلها بواسطة جهاز الأمن البريطاني من هاتف المواطن الصيني في نوفمبر 2021، بعد إيقافه على الحدود بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، عن علاقاته الوثيقة بالابن الثاني للملكة إليزابيث الراحلة، وكذلك بشخصيات قوية في بريطانيا.
علاقات ونفوذ
وجاء في حكم صادر عن لجنة الطعون الخاصة بالهجرة: “كان مقدم الطلب في وضع يسمح له بتكوين علاقات مع شخصيات بارزة في المملكة المتحدة وكبار المسؤولين الصينيين الذين يمكن استغلالهم لأغراض التدخل السياسي من قبل الحزب الشيوعي الصيني”.
وأضافت اللجنة في حكمها، أن رسالة عبر الهاتف أرسلها دومينيك هامبشاير، وهو مستشار كبير للأمير أندرو، أظهرت أن مقدم الطلب كان يتصرف نيابة عن دوق يورك في اجتماعات مع شركاء ومستثمرين محتملين في الصين.
وتابعت: “لقد تم تقييم ذلك على أنه يثبت أن مقدم الطلب كان في وضع يسمح له بتكوين علاقات بين كبار المسؤولين الصينيين وشخصيات بارزة في المملكة المتحدة والتي يمكن استغلالها لأغراض التدخل السياسي من قبل الدولة الصينية”.
وذكرت “فاينانشيال تايمز”، أن كان رجل الأعمال الصيني كان عضواً فخرياً في نادي “مجموعة 48″، وهي منظمة مقرها لندن مكرسة لتعزيز العلاقات التجارية بين المملكة المتحدة والصين.
وضم أعضاؤها رئيس الوزراء السابق توني بلير ونائب رئيس الوزراء السابق اللورد مايكل هيسلتين بالإضافة إلى موظفين حكوميين ومديرين تنفيذيين ودبلوماسيين.
وقال الحكم إن جهاز المخابرات البريطاني MI5، أعرب عن قلقه بشأن التهديد الذي يشكله التدخل السياسي من جانب الصين على بريطانيا، وإن هيئات مثل إدارة عمل الجبهة المتحدة “تشن حملات ممولة جيداً وخادعة لشراء النفوذ”.
وأُجبر الأمير أندرو على التخلي عن الواجبات الملكية في عام 2019 نتيجة لصداقته مع الممول الأميركي الراحل ومرتكب جرائم جنسية ضد الأطفال جيفري إبستين، وبعد أن توصل إلى تسوية خارج المحكمة مع إحدى النساء اللائي يُزعم أن إبستين تاجر بهن.