قالت وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، إن الولايات المتحدة لا تستبعد التواصل مع فصائل المعارضة المسلحة في سوريا بقيادة “هيئة تحرير الشام”، فيما حذّرت من أن تنظيم “داعش” سيحاول استغلال هذه الفترة لمعاودة بناء قدراته، مشددة على أن واشنطن لن تسمح بحدوث ذلك.
وذكر وزير الخارجية أنتوني بلينكن من أن الشعب السوري هو الذي يجب أن يختار مستقبله، مشيراً إلى أن التصريحات التي أدلى بها زعماء فصائل المعارضة السورية بشأن بناء حكم شامل هي “موضع ترحيب”، لكن المقياس الحقيقي سيكون في الإجراءات التي يتخذونها.
وأضاف الوزير الأميركي، خلال فعالية في واشنطن، أن “نهاية هذا النظام هي هزيمة لكل من ساعده على (ممارساته) الهمجية وفساده، ولا سيما إيران و(جماعة) حزب الله وروسيا. لذا، فإن هذه اللحظة تمثل فرصة تاريخية، لكنها تحمل أيضا مخاطر كبيرة”.
وتابع: “التاريخ يظهر كيف يمكن أن تتحول لحظات الوعد إلى صراع وعنف سريعاً. سيحاول تنظيم داعش استغلال هذه الفترة لمعاودة بناء قدراته وإقامة ملاذات آمنة. وكما أظهرت ضرباتنا الدقيقة مطلع هذا الأسبوع، فإننا عازمون على عدم السماح بحدوث ذلك”. وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة ستواصل حماية قواتها من أي تهديد.
واجتاح تنظيم “داعش” مساحات واسعة من سوريا والعراق عام 2014، قبل أن يطرده تحالف تقوده الولايات المتحدة في 2019.
وقالت القيادة المركزية الأميركية، في وقت سابق، إن قواتها نفذت عشرات الضربات الجوية على أهداف لتنظيم “داعش” في وسط سوريا.
“إيران تخلت عن الأسد”
من ناحيته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إنه “لا يستبعد أن تتواصل الولايات المتحدة مع هيئة تحرير الشام في سوريا”، ملمحاً إلى احتمالية إحجام “حزب الله” عن دعم نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد يعود إلى رغبة إيرانية.
وأفاد ميلر في رده على سؤال لـ”الشرق” بأن “السياسة الأميركية إلى جانب قرارات الأسد نفسه بعدم المشاركة في العملية السياسية التي تم تحديدها في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 كانت المحرك الأساسي في الأيام الماضية بسوريا”.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن الضغوط الدولية التي فرضتها الولايات المتحدة على نظام الأسد، إلى جانب إضعاف أكبر داعميه كان لها “تأثير كبير”.
وأرجع ميلر عدم تقديم “حزب الله” الدعم لنظام الأسد، يعود إلى تدهور قدرات الجماعة، أو إلى أن الإيرانيين لم تكن لديهم الرغبة في تقديم المساعدة.
وأضاف:” إذا نظرت إلى ما حدث لقدرات حزب الله العسكرية على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، فقد تدهورت بشكل كبير عما كانت عليه قبل أن تشن إسرائيل العمليات العسكرية ضدهم، وبالتالي لم يكن لديهم القدرات للدفاع عن الأسد كما فعلوا في السنوات السابقة”.
وفي السياق، قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون فينر، لشبكة CNN، إن سقوط الأسد أظهر ضعف موقف روسيا وإيران. وأضاف أن عدم قدرة روسيا وإيران على تقديم الدعم اللازم للأسد أدى إلى سقوطه، مؤكداً أن هذه “ليست لحظة قوة لإيران”.
وتابع المسؤول الأميركي أن الداعمين الأساسيين للأسد وخاصة الروس والإيرانيين فوجئوا تماماً بهذا الأمر، لكن لم يعد أي من البلدين قادراً على تقديم الدعم الذي يحتاجه النظام من أجل البقاء.