قال رئيس الحكومة السورية محمد غازي الجلالي، الأحد، إنه جرى التواصل مع فصائل المعارضة المسلحة عبر “غرفة عمليات الجنوب”، والاتفاق مبدئياً على الحفاظ على عملية تقديم الخدمات، والمؤسسات العامة للدولة، مؤكداً أنه لا يعرف مكان بشار الأسد.
وأضاف رئيس الوزراء المكلف بتسير الأعمال في تصريحات عبر الهاتف لـ”العربية”: “معظم الوزراء باقون في دمشق، لوجود مؤسسات مالية واقتصادية ولتسير الخدمات العامة مثل المدراس ومؤسسات التعليم العالي. سنحاول دعوتهم للعودة إلى أعمالهم”.
وأوضح الجلالي أنه “كان يأمل دائماً في أن تكون هناك تسوية لكن الأحداث تسارعت”، نافياً معرفته بحقيقة صدور أوامر لقوات الجيش السوري بالانسحاب من مواقعها. وأشار إلى أن هذه القرارات المنوط بها هو وزير الدفاع، مؤكداً عدم وجود تواصل مع القيادات الأمنية.
الجلالي: هدفنا الحفاظ على مؤسسات الدولة
وعن مكان وجود بشار الأسد، قال الجلالي إنه “لا يملك معلومات بهذا الخصوص، وآخر تواصل كان مساء السبت، للنقاش حول قضية خدمية”، نافياً معرفته بمصير أسرة الأسد، ووضعهم في القصور الرئاسية.
وأضاف: “ناقشت حالة الهلع في الشارع السوري مع الرئيس، وقال لي: غداً نرى”، مشيراً إلى أن عدد أفراد الحكومة السورية 28 وزيراً، منهم 3 وزراء دولة وليس لديه تواصل مع الجميع، لكن مؤخراً تواصل مع نصفهم ومعظمهم متواجد في دمشق”.
وقال الجلالي: “أنا مكلف في منصبي منذ 3 أشهر لرئاسة الحكومة، وهذا واجبي الوطني”، مؤكداً أن الهدف الحالي هو الحفاظ على مؤسسات الدولة، مشيراً إلى أن اختياره عدم المغادرة، هو قرار مبدئي، وأنه حالياً موجود مع “الفيلق الخامس”، وجار التنسيق مع هيئة العمليات العسكرية.
وتابع: “اتفقنا على ضرورة أن تستمر مؤسسات الدولة بتقديم خدماتها وأن تحقق مصلحة المواطنيين، كان هناك حالة ذعر شديد بين المواطنيين، ليست لدي أي مشاكل مع الفصائل، لكنني اخترت الاستمرار في العمل”.
وأضاف: “يفترض أن يكون هناك انتخابات حرة، وأن ينتهي عهد الرأي الواحد، وأتمنى أن لا تتشكل حالة من حالات الثأر في المجتمع السوري (…) يجب أن تكون هناك مصالحة”.
وأردف في هذا الصدد: “حاولنا خلال 3 أشهر تحسين الأمور، لكن كان هناك مركزية في اتخاذ القرار، آمل في عودة الاستقرار إلى البلاد، لكن الأمر يتبع للهيئات السياسية التي ستكون مسؤولة في المرحلة القادمة، لكن نحن نهدف إدارة الملفات الخدمية، وهناك إجراءات عمل ويمكن البناء على ما هو موجود والمهمة ليست بالأمر السهل”.
وعن التواصل مع مسؤولين مع دول مجاورة، قال الجلالي إنه “لم يتم التواصل ولا من أي دولة”، وأضاف أنه حدث تواصل مع قائد “هيئة تحرير الشام”، أحمد الشرع الملقب بـ”أبو محمد الجولاني”، واتفقا على أن يتم حالياً إدارة المرحلة والاستمرار في تقديم الخدمات والحرص على مصلحة السوريين.
وعن مصير القواعد الروسية في سوريا، أجاب الجلالي: “نحن ندير الخدمات العامة، هذا موضوع يخضع للإدارة السياسية القادمة. أنا متفائل لأن تدهو الأوضاع جعل المواطن في حالة عوز شديد، ولابد أن يكون المستقبل أفضل”.