دخلت OpenAI في شراكة مع “أندوريل إندستريز” (Anduril Industries) لدمج تقنيتها في الذكاء الاصطناعي ضمن الأنظمة المضادة للطائرات المسيّرة التي تنتجها شركة صناعة الأسلحة، ما يمثل أهم دفعة للشركة المطورة للذكاء الاصطناعي نحو قطاع الدفاع حتى الآن.
من المقرر أن تعتمد “أندوريل” على تكنولوجيا OpenAI لتعزيز قدراتها في الكشف عن “التهديدات الجوية” غير المأهولة والتعامل معها، وبصفة رئيسية الطائرات المسيّرة، التي أصبحت جزءاً محورياً من الحروب الحديثة، وفق ما أعلنته الشركتان الأربعاء.
وتعتزم “OpenAI” استخدام بيانات “أندوريل” لتدريب برمجياتها على هذه الأنظمة الدفاعية.
شراكة OpenAI مع الحكومة الأميركية
خلال الأشهر الأخيرة، سعت شركة OpenAI لتوسيع شراكاتها مع الحكومة الأميركية في مجال الأمن القومي، إذ أعلنت عن رغبتها في دعم القطاع العام لاعتماد الذكاء الاصطناعي الذي يتبنى القيم الديمقراطية.
دخلت الشركة في شراكة مع مختبر بحوث القوات الجوية الأميركية لاستخدام أدواتها المتمثلة في ChatGPT للأغراض الإدارية، كما قامت بتوظيف مسؤول رفيع سابق في وزارة الدفاع الأميركية لقيادة فريق سياسات الأمن القومي لديها، وضمت مدير سابق لوكالة الأمن القومي الأميركية إلى مجلس إدارتها.
قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، في بيان: “ستسهم شراكتنا مع أندوريل في ضمان أن تعمل تكنولوجيا OpenAI على حماية أفراد الجيش الأميركي، كما ستساعد مجتمع الأمن القومي على فهم هذه التكنولوجيا واستخدامها بمسؤولية لضمان سلامة مواطنينا وحريتهم”.
بحسب وصف الطرفان، يأتي الاتفاق في “لحظة مفصلية” في السباق المتسارع بين الولايات المتحدة والصين للهيمنة على استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية. قالت الشركتان في بيان مشترك: “إذا تركت الولايات المتحدة الساحة لغيرها، فإننا نخاطر بفقدان التفوق التكنولوجي الذي دعم أمننا القومي لعقود”.
ذكرت “أندوريل” وOpenAI أن الشراكة ستركز على تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي “بمسؤولية” لأداء مهام الأمن القومي. أوضح بريان شيمبف، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لـ”أندوريل”، في بيان، أن هذه الشراكة ستساعد في معالجة الفجوات “الملحة” في قدرات الدفاع الجوي على مستوى العالم.
احتجاجات موظفي شركات التكنولوجيا
في السابق، أثارت عقود الدفاع جدلاً كبيراً بين موظفي شركات التكنولوجيا الموجهة للمستهلكين، بما فيها احتجاجات واسعة داخل شركة “جوجل” خلال 2018. لكن قطاع الذكاء الاصطناعي بدأ يظهر انفتاحاً أكبر على مثل هذه الصفقات مؤخراً.
خلال نوفمبر الماضي، أعلنت شركة “أنثروبيك” (Anthropic)، المنافسة لشركة OpenAI، عن شراكة مع شركتي “بالانتير تكنولوجيز” و”أمازون.كوم” لتوفير تكنولوجياتها لوكالات الاستخبارات والدفاع الأميركية. كما أتاحت شركة “ميتا بلاتفورمز” الشهر الماضي نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لوكالات الدفاع والشركات العاملة معها.
تقتصر شراكة OpenAI مع “أندوريل” على استخدام تكنولوجياتها في الأغراض الدفاعية ضد الطائرات المسيّرة، وفق ما ذكره متحدث باسم الشركة.
من خلال شراكتها مع “أندوريل”، تراهن OpenAI على شركة رائدة في قطاع الدفاع في وادي السيليكون. بلغت قيمة “أندوريل” مؤخراً 14 مليار دولار، وهي تعمل على تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام وطائرات مسيّرة وغواصات، وتملك العديد من العقود مع وزارة الدفاع الأميركية والدول الحليفة. وفي سبتمبر الماضي، أعلنت “أندوريل” عن توسعها في مجال الفضاء، وحصلت الشهر الماضي على عقد بقيمة 99.7 مليون دولار مع قيادة الفضاء الأميركية.
هذا المحتوى من “اقتصاد الشرق مع بلومبرغ”