وصف الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، الخميس، المرحلة التي مر بها الحزب خلال الحرب مع إسرائيل، بأنها “الأصعب” منذ نشأته في ثمانينات القرن الماضي، فيما أشار إلى أن الحزب سيقف إلى جانب سوريا في “إحباط أهداف العدوان (هجوم الفصائل المسلحة) قدر المستطاع”، على حد تعبيره.
وقال قاسم في كلمة له حول التطورات في لبنان وحملة إعادة الإعمار، إن “العدو (الإسرائيلي) أراد من خلال عدوانه الغاشم أن يسحقنا ويلغي حضورنا فواجهناه بمعركة (أولي البأس)”، لافتاً إلى أن “الحزب وافق على اتفاق إيقاف العدوان، وآلية تنفيذية للقرار 1701، وهو ليس اتفاقاً جديداً”.
وأوضح أمين العام لـ”حزب الله” أن الاتفاق “يدعو إلى انسحاب إسرائيل من كامل الأرض اللبنانية، وإيقاف عدوانها، وفي المقابل يمنع تواجد السلاح في جنوب نهر الليطاني حيث ينتشر الجيش اللبناني كقوة مسلحة وحيدة”.
واعتبر أن الآليات التنفيذية للاتفاق “تقتصر على جنوب نهر الليطاني وليس شيئاً آخر، وإن أشارت إلى غير ذلك فيه إشارة للعودة إلى القرارات ذات الصلة ومضمون 1701”.
وذكر قاسم أن القرارات ذات الصلة “لها آلياتها ومنها استعادة لبنان لحدوده الكاملة خلال فترة زمنية محددة”، وأردف: “أما ما له علاقة بالداخل اللبناني وبالعلاقة مع الدولة والجيش، فهذا له علاقة بآليات يتفق عليها في الداخل اللبناني، ولا علاقة لإسرائيل ولا أي لجنة بها”.
ويلزم اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، الذي دخل حيز التنفيذ يوم 27 نوفمبر، إسرائيل بوقف عمليتها العسكرية الهجومية في لبنان في حين يلزم لبنان بمنع الجماعات المسلحة مثل “حزب الله” من شن هجمات على إسرائيل.
ووفقاً للاتفاق، تعكس هذه التفاهمات “الخطوات التي يلتزم بها كل من إسرائيل ولبنان من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بالكامل، مع الاعتراف بأن هذا القرار ينص أيضاً على التنفيذ الكامل للقرارات السابقة لمجلس الأمن، بما في ذلك نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة في لبنان”.
وتتولى لجنة مراقبة، برئاسة الولايات المتحدة، مسؤولية متابعة الهدنة والتحقق من التزام الطرفين بها والمساعدة في تطبيقها، لكنها لم تبدأ العمل بعد، بحسب وكالة “رويترز”.
ورغم الهدنة، واصلت القوات الإسرائيلية شن غارات على جنوب لبنان ضد من تقول إنهم مقاتلو “حزب الله” يتجاهلون الاتفاق على وقف إطلاق النار والانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني على بعد حوالي 30 كيلومتراً من الحدود. كما قصف “حزب الله”، الاثنين الماضي، موقعاً عسكرياً إسرائيلياً.
إعادة الإعمار
وأضاف قاسم في كلمته: “رأينا حوالي 60 خرقاً إسرائيلياً وزيادة ونحن نمنح فرصة لإنجاح الاتفاق”، معتبراً أن “الدولة مسؤولة عن متابعة الخروق مع اللجنة المشرفة على الاتفاق”.
وأوضح: “نتابع في كل المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والصحية، وسنقيم ما مررنا به من أزمات وحرب ونستفيد من الدروس والعبر للتطوير والتحسين في كل المجالات”.
وعن ملف النازحين في لبنان، أشار قاسم إلى أن “أكثر من 250 ألف عائلة وأكثر من مليون و100 ألف نازح تركوا بيوتهم في الجنوب والبقاع والضاحية وأماكن أخرى، وهذه العوائل اتّخذت من مراكز النزوح مكاناً لسكناها”.
وذكر أن الحزب “ساهم بالإدارة والتقديمات العينية والصحية والمالية.. وخلال شهر نوفمبر الماضي قرّر (حزب الله) صرف هدية مالية من الشعب الإيراني والحزب تتراوح بين 300 دولار و400 دولار لكل عائلة مسجلة على المنصة”.
ولفت إلى أنه “حتى مساء الجمعة الماضي بلغت القيمة الإجمالية التي دُفعت 57 مليون دولار شملت 172 ألف عائلة، بقي 26% بقيمة 20 مليون دولار أي 61 ألف 500 عائلة، ليكون المجموع العام 77 مليون دولار مقدمة لـ233 ألف و500 عائلة مسجلة في المنصة”.
وبشأن “مرحلة الإيواء والإعمار” في لبنان، أعلن قاسم اتخاذ الحزب عدة قرارات منها تقديم دعم مالي يصل إلى 8 آلاف دولار لكل العوائل التي تهدمت منازلها بفعل القصف الإسرائيلي.
وأشار إلى أن “الحكومة اللبنانية لديها أيضاً برنامج عمل، وهي معنية أن ترفع الأنقاض وتُعالج مسألة البنى التحتية، وأيضاً أن تضع برنامج لكلفة ترميم المنازل وإعادة الإعمار”، مؤكداً أن الحزب “سيكون يداً بيد مع الحكومة اللبنانية”.
ودعا أمين عام الحزب، “الدول العربية والصديقة للمساهمة في الإعمار”، وقال: “ندعو إلى أوسع مشاركة مجتمعية وعربية وإسلامية وعالمية على المستوى الشعبي من أجل هذه المشاركة، وهذا شرف لكل من ساهم في إعادة الإعمار في بلدة أو قرية أو حي أو شارع أو مبنى”.
التطورات في سوريا
وعن التطورات في سوريا وسيطرة فصائل مسلحة على عدة مناطق منها حلب وحماة، اعتبر قاسم أن “العدوان على سوريا ترعاه أميركا وإسرائيل”، وتابع: “بعد العجز في غزة وانسداد الأفق وبعد الاتفاق على إنهاء العدوان على لبنان وبعد فشل محاولات تحييد سوريا يُحاولون تحقيق مكسب من خلال تخريب سوريا مُجدداً، ومن خلال هذه المجموعات الإرهابية التي تريد أن تُسقط النظام في سوريا”.
وتعهد قاسم بدعم سوريا، قائلاً: “سنكون كـ(حزب الله) إلى جانب سوريا في إحباط أهداف هذا العدوان بما نتمكّن منه”.