أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الأحد، اختيار رجل الأعمال الأميركي من أصل لبناني مسعد بولس، مستشاراً رفيعاً لشؤون المنطقة العربية والشرق الأوسط، واصفاً إياه بأنه داعم للسلام في المنطقة.
وبولس هو والد زوج تيفاني ابنة ترمب، بعد يومين من اختياره تشارلز كوشنر، والد صهره جاريد كوشنر، زوج ابنته إيفانكا، سفيراً للولايات المتحدة في فرنسا.
وقال ترمب في منشور على منصته “تروث سوشيال”: “بولس صانع صفقات وداعم ثابت للسلام في الشرق الأوسط”.
وأضاف: “بولس كان إضافة كبيرة لحملتي الانتخابية، ولعب دوراً مهماً في بناء تحالفات جديدة مع المجتمع العربي الأميركي”.
وتابع: “إنه محامٍ بارع وقائد محترم في عالم الأعمال، ولديه خبرة واسعة في الساحة الدولية.. سيكون بولس مدافعاً قوياً عن الولايات المتحدة ومصالحها، ويسرني أن أرحب به في فريقنا”.
مصاهرة الرئيس
ولد مسعد بولس في لبنان، ويدير شركة “بولس إنتربرايزز” النيجيرية التي تنتج وتوزع المعدات الميكانيكية والدراجات النارية.
وفي شبابه، انتقل بولس إلى تكساس، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الفقه القانوني من جامعة هيوستن، وبعد حصوله على شهادة في القانون، انضم إلى شركة عائلته، وترقى إلى منصب الرئيس التنفيذي، وفقاً لشبكة ABC NEWS.
وفي نوفمبر 2022، تزوج مايكل بولس، نجل مسعد بولس، تيفاني ترمب في حفل كبير في منتجع ترمب “مارالاجو” في فلوريدا، بعد خطبتهما في حديقة الورود بالبيت الأبيض خلال فترة ولاية ترمب الأولى.
وذكرت شبكة ABC NEWS أنه خلال المرحلة النهائية من الحملة الرئاسية لترمب، ظهر بولس معه في محطات الحملة في ديربورن بولاية ميشيجان، معقل العرب الأميركيين، وأشاد به ترمب لمساعدته في تحويلها من ولاية زرقاء إلى ولاية حمراء.
اتصالات وثيقة بالشرق الأوسط
وفي يونيو الماضي، قال بولس لوكالة “أسوشيتد برس”: “من الواضح أن النقطة الأولى التي تحظى بأولوية عالية داخل المجتمع العربي الأميركي هي الحرب الحالية في الشرق الأوسط، والسؤال هو: من يستطيع أن يجلب السلام ومن يجلب الحرب؟ وهم يعرفون الإجابة على هذا السؤال”.
وقالت شبكة ABC NEWS، إن بولس التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في سبتمبر، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، نقلاً عن صحيفة “نيويورك تايمز”.
ونقلت الشبكة عن صحيفة “نيويورك تايمز” أن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن “الاجتماع كان جزءاً من جهد للتواصل مع ترمب، لكن بولس قال للصحيفة إنه كان “شخصياً بحتاً” وإنه لم يخبر ترمب بذلك قبل أو بعده.
وأفادت شبكة ABC NEWS بأن بولس يتمتع أيضاً باتصالات وثيقة في المجتمع السياسي اللبناني، وترشح عام 2018 للحصول على مقعد في البرلمان اللبناني، لكنه لم ينجح.
وكان بولس، التقى مراراً مع زعماء عرب ومسلمين أميركيين خلال الحملة الانتخابية، وفي الأشهر القليلة الماضية، أطلق بولس حملة لصالح ترمب بهدف حشد دعم الأميركيين اللبنانيين والعرب، على الرغم من تأييد الولايات المتحدة للحملة العسكرية الإسرائيلية على جماعة “حزب الله” اللبنانية.
ويتمتع بولس بجذور قوية في كل من الولايات المتحدة ولبنان، وكان والده وجده من الشخصيات البارزة في السياسة اللبنانية، بينما كان والد زوجته من الداعمين الرئيسيين لحركة التيار الوطني الحر، وهي حزب مسيحي متحالف مع جماعة “حزب الله”، وفقاً لـ”رويترز”.
تواصل مع أطراف لبنانية
وقالت 3 مصادر تحدثت مع بولس في الأشهر القليلة الماضية، إنه كان يتواصل مع أطراف من مختلف أطياف المشهد السياسي اللبناني متعدد الأقطاب، وهي خطوة نادرة في بلد يعاني من انقسامات عميقة بين الفصائل على مدار عقود، وفقاً لـ”رويترز”.
وأضافت المصادر “أن اللافت للنظر بصفة خاصة، هو قدرته على الحفاظ على العلاقات مع جماعة حزب الله اللبنانية”، وهي جماعة مدعومة من إيران تشغل عدداً كبيراً من المقاعد البرلمانية، ولها وزراء في الحكومة اللبنانية.
ولدى بولس علاقة صداقة مع سليمان فرنجية، الحليف المسيحي لجماعة “حزب الله”.
وذكرت المصادر أن بولس على تواصل أيضاً مع حزب القوات اللبنانية، وهو فصيل مسيحي مناهض بشدة لـ”حزب الله”، كما أن له علاقات مع مشرعين مستقلين.
وقال الباحث في مؤسسة “سينشري فاونديشن” للأبحاث، أرون لوند، إن بولس لديه فرصة جيدة، للتأثير في سياسة ترمب في الشرق الأوسط، بعدما أدى دوراً صغيراً، لكنه مؤثر في توسيع قاعدة دعم ترمب بين الناخبين العرب الأميركيين والمسلمين خلال الحملة الانتخابية.
وأضاف: “بولس، من خلال ماضيه السياسي في لبنان، لا يبدو أنه يمتلك رؤية واضحة أو خطة جيوستراتيجية كبرى، لكنه يظهر طموحاً سياسياً، وهو من بين شبكة من الحلفاء الذين قد يبدون استثناءً ملفتاً ضمن دائرة ترمب”.