قالت روسيا، الخميس، إن دفاعاتها الجوية أسقطت صاروخين من طراز “ستورم شادو” البريطاني، فيما أعلنت أوكرانيا أن موسكو استهدفتها بصاروخ باليستي عابر للقارات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن دفاعاتها الجوية أسقطت صاروخين كروز من طراز ستورم شادو من صنع بريطانيا، و6 صواريخ من طراز هيمارس الأميركية و67 مسيرة.
بدورها، ذكرت أوكرانيا أن روسيا أطلقت صاروخاً عابراً للقارات خلال هجوم شُن صباحاً، وذلك في أول استخدام معروف في الحرب لمثل هذا السلاح القوي ذي القدرة النووية الذي يبلغ مداه آلاف الكيلومترات.
وأعلنت القوات الجوية عن الإطلاق بعد أن أطلقت أوكرانيا صواريخ أميركية وبريطانية على أهداف داخل روسيا هذا الأسبوع، رغم تحذيرات موسكو من أنها ستعتبر مثل هذا العمل “تصعيداً كبيراً” في الحرب المستمرة منذ 33 شهراً.
صاروخ RS-26 Rubezh
وقال سلاح الجو إن هجوماً صاروخياً روسياً استهدف شركات وبنية تحتية حيوية في مدينة دنيبرو بوسط شرق البلاد، فيما لم يذكر ما الذي استهدفته الصواريخ الباليستية العابرة للقارات أو ما إذا كانت قد تسببت في أي أضرار، لكن الحاكم الإقليمي سيرهي ليساك قال إن “الهجوم الصاروخي تسبب في أضرار لمؤسسة صناعية وأشعل حرائق في دنيبرو، فيما أصيب شخصان”.
وأضاف: “أطلقت روسيا صاروخاً من طراز Kinzhal تفوق سرعته سرعة الصوت وسبعة صواريخ كروز من طراز Kh-101 ، تم إسقاط ستة منها، إذ تم إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من منطقة أستراخان في الاتحاد الروسي”، دون أن تحدد نوع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تم إطلاقها.
وقالت وسائل إعلام أوكرانية إن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الروسية التي أطلقت على دنيبرو من طراز RS-26 Rubezh.
ونقلت صحيفة “أوكرينسكا برافدا” الأوكرانية عن مصادر مجهولة أن “صاروخاً باليستياً روسياً عابراً للقارات من طراز آر إس بي 26 روبيز، أطلق على مدينة دنيبرو”، ووفقاً لجمعية الحد من الأسلحة، يبلغ مدى الصاروخ 5800 كيلومتر.
وتساءلت شركة “ديفينس إكسبريس”، وهي شركة استشارات دفاعية أوكرانية، عما إذا كانت الولايات المتحدة، الحليف الدولي الرئيسي لكييف، قد أبلغت بإطلاق الصاروخ في وقت مبكر.
وجاء في بيان للشركة: “إنها أيضاً مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة قد حذرت بشأن الإطلاق واتجاهه، لأن الإعلان عن عمليات الإطلاق هذه شرط أساسي لمنع تشغيل نظام تحذير صاروخي وإطلاق صواريخ رداً على ذلك”.
والصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs) هي أسلحة استراتيجية مصممة لإيصال رؤوس حربية نووية، وهي جزء مهم من الردع النووي الروسي.
تصاعد التوترات
وتصاعدت التوترات هذا الأسبوع، تزامناً مع مرور ألف يوم من الحرب. وقال مراسلون حربيون روس على تطبيق “تلجرام”، الأربعاء، إن كييف أطلقت صواريخ كروز البريطانية “ستورم شادو” على منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا.
وقال متحدث باسم هيئة الأركان العامة الأوكرانية إنه “ليس لديه معلومات، وإن روسيا لم تؤكد على الفور الضربات، ولم يتضح مدى أي ضرر ناجم”.
وأطلقت أوكرانيا صواريخ ATACMS الأميركية على روسيا، الثلاثاء، بعد أن أعطى الرئيس الأميركي جو بايدن الضوء الأخضر لاستخدام مثل هذه الصواريخ، قبل شهرين من مغادرته منصبه وعودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، إذ وعد ترمب أن يُنهي الحرب دون أن يقول كيف، فيما انتقد تقديم مساعدات بمليارات الدولارات لأوكرانيا في عهد بايدن.
وقالت موسكو مراراً إن استخدام أسلحة غربية لضرب أراض روسية بعيدة عن الحدود سيكون تصعيداً كبيراً في الصراع. وتقول كييف إنها بحاجة إلى القدرة على الدفاع عن نفسها من خلال ضرب القواعد الخلفية الروسية المستخدمة لدعم غزو موسكو.
وأغلقت الولايات المتحدة سفارتها في كييف، الأربعاء، كإجراء احترازي بسبب ما وصفته بـ”التهديد بشن هجوم جوي كبير”، في حين قالت في وقت لاحق إن السفارة ستعيد فتح أبوابها الخميس.
وتعتقد الأطراف المتحاربة أن ترمب سيضغط على الأرجح لإجراء محادثات سلام، لم يعرف أنها عقدت منذ الأشهر الأولى للحرب، وتحاول التوصل إلى مواقف قوية قبل المفاوضات.
انتقاد خطة زيلينسكي
من ناحية أخرى، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الخميس، إن “خطة النصر”، التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على برلمان بلاده، هي “مجموعة أخرى من الأوهام المَرَضِية للحفاظ على سلطته”.
وأضافت في تصريحات أوردتها وكالة “سبوتنيك”: “على خلفية الخسائر الكبيرة في القوات المسلحة الأوكرانية والإحباط المتزايد في صفوف الأوكرانيين، أعلن زيلينسكي عن مشروعه الجديد في البرلمان الأوكراني، والآن خطة الصمود هذه تتكون من 10 نقاط وملاحق عدة”.
وتابعت زاخاروفا: “ينبغي أن يتم إعلانها التفصيلي أو عرضها التفصيلي في ديسمبر، قليل من الناس يفهمون ما نتحدث عنه، لكن الجميع يفهمون أمراً واحداً، هذه مجموعة أخرى من الأوهام المؤلمة من أجل ضمان الحفاظ على الذات في سلطة زيلينسكي، الذي فقد شرعيته”.
وفي وقت سابق، قالت زاخاروفا، تعليقاً على خطة زيلينسكي، إنها “ليست خطة، بل مجموعة من الشعارات غير المتماسكة”، ولا تؤدي إلا إلى دفع حلف شمال الأطلسي “الناتو” إلى صراع مباشر مع روسيا.
يُذكر أن زيلينسكي قدّم ما يسمى بـ”خطة النصر” إلى البرلمان الأوكراني، وتحتوي الخطة على 5 نقاط و3 إضافات سرية، إذ تتحدث النقطة الأولى عن دعوة أوكرانيا إلى الانضمام لحلف “الناتو”، أما الثانية تتحدث عن رفع القيود عن الضربات بأسلحة غربية بعيدة المدى على الأراضي الروسية، والثالثة تتحدث عن نشر حزمة ردع شاملة غير نووية لروسيا على الأراضي الأوكرانية. ووفقاً للخطة، يجب أن ينتهي الصراع في موعد لا يتجاوز، عام 2025.