أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الثلاثاء، ترشيح ليندا ماكماهون، رئيسة إدارة الأعمال الصغيرة السابقة خلال فترة ولايته الأولى، والرئيسة المشاركة لفريقه الانتقالي، وزيرة للتعليم.
وقال ترمب في بيان: “ستستغل ليندا عقوداً من الخبرة القيادية، وفهمها العميق لكل من التعليم والأعمال، لتمكين الجيل القادم من الطلاب والعمال الأميركيين، وجعل أميركا رقم واحد في التعليم في العالم. سنعيد التعليم إلى الولايات المتحدة، وستقود ليندا هذا الجهد”.
وكان ترمب وعد بإغلاق وزارة التعليم وإعادة الكثير من صلاحياتها إلى الولايات. ولم يوضح ترمب كيف سيغلق الوزارة التي أنشأها الكونجرس في عام 1979 ومن المرجح أن يتطلب تفكيكها إجراءً من الكونجرس.
وكانت ماكماهون، وهي صديقة مقربة لترمب ومؤيدة طويلة الأمد لمسيرته السياسية، من بين المتبرعين الأوائل له قبل فوزه الانتخابي في عام 2016 وكانت واحدة من قادة فريق انتقاله.
شغلت ماكماهون، وهي مانحة جمهورية كبيرة ومديرة تنفيذية سابقة في اتحاد المصارعة العالمية الترفيهية WWE، منصب مديرة إدارة الأعمال الصغيرة خلال فترة ولاية ترمب الأولى. تم تعيينها لهذا المنصب في عام 2017، واستقالت في عام 2019.
وترأست ماكماهون بعد ذلك منظمة America First Action، وهي لجنة عمل سياسي دعمت حملة إعادة انتخاب ترمب، إذ جمعت 83 مليون دولار في عام 2020. كما قدمت 6 ملايين دولار لمساعدة ترمب في الترشح بعد حصوله على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2016، وفقاً لوكالة “أسوشيتد برس”.
من حلبة المصارعة إلى السياسة
وتعرفت ماكماهون على ترمب في أواخر الثمانينيات، عندما أقامت WWE عرضها السنوي للدفع مقابل المشاهدة، “راسلمينيا”، في ترمب بلازا في أتلانتيك سيتي.
كما ظهر ترمب مرة أخرى خلال إحدى العروض الترفيهية، وهو يحلق رأس زوجها فينس ماكماهون، في إطار “لعبة المليارديرات”، التي فاز بها الرئيس ترمب.
ومع تحول WWE إلى إمبراطورية عالمية، تزايدت الانتقادات لكيفية معاملتها للموظفين. وصنفت الشركة، التي كانت تقودها ليندا وزوجها، المصارعين كمتعاقدين مستقلين، مما يعني أنهم لم يتلقوا الرعاية الصحية ومزايا التقاعد. وضغطت WWE على الولايات في الثمانينيات لاعتبار مباريات المصارعة ترفيهية، وليست أحداثاً رياضية، مما سمح للشركة بتفادي لوائح السلامة، وفق “واشنطن بوست”.
وسعى المصارعون المحترفون السابقون الذين زعموا أن WWE فشلت في حمايتهم من إصابات الرأس المتكررة دون جدوى إلى تسويات بملايين الدولارات.
وفي أعقاب وفاة العديد من نجوم المصارعة وسط اتهامات بإساءة استخدام المنشطات وغيرها من العقاقير على نطاق واسع، أدلت ليندا ماكماهون بشهادتها أمام لجنة تابعة لمجلس النواب في عام 2007. وقالت: “لقد كنا دائماً مهتمين بصحة ورفاهية مصارعينا”. لكنها أقرت بأن الشركة أوقفت اختبارات المنشطات العشوائية.
وغادرت ماكماهون WWE في عام 2009 وانتقلت مباشرة إلى السياسة، حيث أنفقت حوالي 100 مليون دولار من أموالها الخاصة على حملات غير ناجحة لمجلس الشيوخ الأميركي من ولايتها كونيتيكت في عامي 2010 و2012.
ويُظهر إفصاحها المالي لعام 2019 كمديرة لإدارة الأعمال الصغيرة مئات الملايين من الدولارات في الاستثمارات، معظمها في ذلك الوقت في WWE، ولكن أيضاً في صناديق الاستثمار المشتركة والسندات والعقارات في كونيتيكت ونيويورك وفلوريدا.
وبعد هزيمة ترمب في عام 2020، ترأست ماكماهون مجلس إدارة معهد أمريكا أولاً للسياسة (AFPI)، وهو مركز أبحاث يضم قدامى الموظفين من فريق البيت الأبيض الأول لترمب، حيث وضعت المجموعة خططاً لولاية ترمب الثانية، بما في ذلك تسهيل فصل موظفي الخدمة المدنية، الذين يقاومون سياسات الرئيس الجديد وإلغاء بعض الحماية من التمييز ضد المثليين والمتحولين جنسياً.
وقالت في مقابلة بودكاست عام 2020: “لقد تأسست الولايات المتحدة على فكرة الله والإيمان والأسرة والصلاح”، مضيفة: “أعتقد أننا فقدنا الكثير من هذه القيم”.
تورط زوجها في اعتداءات جنسية
وبينما كانت ليندا ماكماهون تتولى إدارة مجلس إدارة معهد أمريكا أولاً، واجه زوجها ادعاءات بالاعتداء الجنسي.
في صيف عام 2023، نفذ وكلاء إنفاذ القانون الفيدراليون مذكرة تفتيش ضد فينس ماكماهون، بسبب ادعاءات بالاعتداء الجنسي. وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، حينها إن فينس قدم تسويات مالية لخمس نساء مقابل التزامهن الصمت بشأن اعتدائه الجنسي المزعوم.
وقالت إحدى الضحايا، وتدعى جرانت، إنها كانت عاطلة عن العمل وتعيش في نفس المبنى السكني مع فينس ماكماهون عندما التقيا في عام 2019. وحصل لها على وظيفة مبتدئة في القسم القانوني، ثم قام بتحويلها إلى قسم آخر براتب أكبر.
في غضون ذلك، تزعم الدعوى القضائية، أنه كان يطالب جرانت بالانخراط في أفعال جنسية معه ومع موظفي WWE الآخرين ومشاركة صور ومقاطع فيديو جنسية صريحة لها مع رجال آخرين. وفي عام 2021، اتهمت فينس، بالاعتداء عليها جنسياً مع مسؤول آخر، وفق “واشنطن بوست”.
وتُظهِر سجلات المحكمة أن الطرفين اتفقا على تأجيل الدعوى القضائية لمدة 6 أشهر، حتى 11 ديسمبر المقبل.
وتبرع فينس مكماهون بحوالي 100 ألف دولار للجنة الوطنية الجمهورية خلال الحملة الأولى لترمب، وفقاً لسجلات الحملة، بينما قدمت ليندا مكماهون عشرات الملايين من الدولارات لترمب، بما في ذلك 15 مليون دولار للجنة العمل السياسي المؤيدة لترمب في دورة 2024. كما تبرع آل ماكماهون بخمسة ملايين دولار لمؤسسة ترمب.
خبرة محدودة في التعليم
كانت خبرة ماكماهون في العمل مع المدارس العامة محدودة، إذ عملت من عام 2009 إلى عام 2010، في مجلس ولاية كونيتيكت للتعليم. واستقالت عندما ترشحت لمجلس الشيوخ، مستشهدة برأي قانوني يمنع أعضاء المجلس من طلب التبرعات للحملات.
وظهرت ماكماهون في المؤتمر الوطني الجمهوري في وقت سابق من هذا العام، وتحدثت عاطفياً عن أول مرة تعمل فيها مع ترمب، قائلة: “دونالد ترمب ليس مقاتلاً فحسب. إنه رجل طيب. لديه قلب أسد وروح محارب. وأعتقد أنه إذا لزم الأمر، سيقف على أبواب الجحيم للدفاع عن بلدنا”.
ولم تتردد ماكماهون في انتقاد تصريحات ترمب بشأن النساء خلال حملته الرئاسية عام 2016. وفي مقابلة مع موقع ياهو نيوز، قالت ماكماهون: “كانت تلك (التعليقات) مبالغ فيها؛ كانت مؤسفة، وغير مقبولة على الإطلاق”.
وأضافت: “إنه لا يساعد بالتأكيد في وضع النساء في أفضل صورة. ربما يندم على ذلك، وربما لا يندم. أدرك أنه يوجه لكمات قوية عندما يرد، لكن هذا مبالغ فيه. أتمنى ألا يدلي أي مرشح بمثل هذه التعليقات”.
في أكتوبر الماضي، ورد اسم ماكماهون في دعوى قضائية جديدة تتعلق باتحاد المصارعة العالمي WWE. وتزعم الدعوى أنها وقادة آخرين في الشركة سمحوا بالاعتداء الجنسي على مراهقين على يد مذيع الحلبة، رئيس طاقم الحلبة السابق في اتحاد المصارعة العالمي ميلفين فيليبس جونيور. وتزعم الشكوى على وجه التحديد أن عائلة ماكماهون كانت على علم بالاعتداء وفشلت في وقفه.
وقال محامي عائلة ماكماهون لصحيفة يو إس إيه توداي سبورتس إن الادعاءات هي “مزاعم كاذبة” نابعة من تقارير يعتبرها الزوجان “سخيفة وتشهيرية ولا أساس لها على الإطلاق”.