قال الأمين العام لجماعة “حزب الله” اللبنانية نعيم قاسم، الأربعاء، إن الوقف السريع لإطلاق النار مع إسرائيل مرتبط بمدى جديتها، وموقف رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، لافتاً إلى أن الحزب نظر في المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، وأبدى ملاحظاته عليه، وشدد على أن الحزب سيكون حاضراً في الميدان السياسي بعد انتهاء الحرب.
وأشار قاسم في كلمة متلفزة، إلى أن الحزب “استلم ورقة من أجل المفاوضات”، لافتاً إلى أنه “أبدى ملاحظات عليها، كما أدلى (رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه) بري ملاحظات، أي أن ملاحظاتنا كلها المقاومة والدولة متناغمة ومتوافقة”.
وأضاف: “نسمح باستمرار محادثات وقف إطلاق النار لمعرفة ما إذا كانت ستؤدي إلى نتائج أم لا، ووقف القتال يعتمد على الرد الإسرائيلي وجدية نتنياهو”.
وأوضح أن هذه الملاحظات قُدمت للمبعوث الأميركي آموس هوكستين الذي غادر بيروت الأربعاء، وأضاف: “قررنا ألا نتكلم في الإعلام لا عن مضمون الاتفاق أو على الملاحظات، فلنترك هذا النقاش بشكل هادئ لنرى هل سيصل إلى نتيجة أم لا”.
وشدد على أن أي اتفاق يجب أن يحفظ السيادة اللبنانية، وأضاف أن إسرائيل “تتوقع أن تأخذ بالاتفاق ما لم تأخذه في الميدان”، مبيناً أن ملاحظات الحزب “تدل بأننا موافقون على هذا المسار للتفاوض غير المباشر من خلال الرئيس بري إذا كان الطرف الأخر يريد هذا”.
وذكر أن لا أحد يضمن وقفاً سريعاً لإطلاق النار، لافتاً إلى أن “الموضوع مرتبط بالرد الإسرائيلي، والجدية التي تكون عند نتنياهو”.
مطالب “حزب الله”
وتابع نعيم قاسم: “تفاوضنا تحت سقفين: سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والسقف الثاني هو حفظ السيادة اللبنانية أي لا يحق للعدو الإسرائيلي أن ينتهك، وأن يقتل ويدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة، ويجب أن يكون لبنان مصاناً”.
وأوضح أن الحزب “وافق على فكرة الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في 23 سبتمبر الماضي، على قاعدة أن الحل ممكن أن يكون موجوداً بوقف العدوان، لكن اغتالوا أميننا العام (حسن نصر الله) في 27 سبتمبر، واستمرت هذه المعركة”.
ولفت إلى الحزب “مر بحالة ارباك حقيقة لمدة 10 أيام، ثم لملم وضعه بطريقة معنية، واستطعنا أن نستعيد عافيتنا.. في كل المجالات”، واصفاً “الإصابات” التي ضربت الحزب بـ”المؤلمة والموجعة”.
وشدد قاسم على أن الحزب “أعد لمعركة طويلة ويتفاوض الآن ولكن ليس تحت النار، ونحن قررنا أن يكون هناك مساران يسيران معاً مسار الميدان الذي سيكون بشكل تصاعدي بحسب المعطيات الميدانية ومستمر، والثاني مسار المفاوضات، ولا نعلق الميدان بانتظار المفاوضات”.
وتوعّد الأمين العام لـ”حزب الله” بضرب وسط تل أبيب رداً على الهجمات التي شنتها إسرائيل على العاصمة بيروت، قائلاً إن الجيش الإسرائيلي “ضرب واغتال واعتدى على قلب العاصمة بيروت، لذا لا بد أن يتوقع بأن يكون الرد على وسط تل أبيب”.
وكان المبعوث الأميركي آموس هوكستين قال من بيروت إنه سيتوجه إلى إسرائيل، الأربعاء، في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ينهي الحرب مع “حزب الله” بعد الإعلان عن تحقيق مزيد من التقدم في المحادثات في بيروت.
ووصل هوكستين إلى بيروت، الثلاثاء، سعياً للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعدما وافقت الحكومة اللبنانية وجماعة “حزب الله” على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار، حتى وإن كان لديهما بعض الملاحظات، بحسب وكالة “رويترز”.
“مساهمة فعالة لانتخاب رئيس”
ويتفق المسؤولون اللبنانيون والإسرائيليون والأميركيون على أن حجر الزاوية للهدنة الدائمة يكمن في تنفيذ بطريقة أفضل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي أنهى الجولة السابقة من الصراع بين حزب وإسرائيل في عام 2006.
ويتطلب ضمان الالتزام بهذا القرار درجة من التوافق السياسي الذي يبدو بعيد المنال دون وجود رئيس للبنان منذ قرابة 3 أعوام، ومع وجود حكومة تصريف أعمال، وانقسام سياسي حاد في البلاد.
وتعهد قاسم بأن يقدم “حزب الله” مساهمته “الفعالة” لانتخاب رئيس للجمهورية من خلال مجلس النواب بالطريقة الدستورية.
وأردف قائلاً: “سنقدم مساهمتنا الفعالة لانتخاب رئيس للجمهورية من خلال مجلس النواب وستكون خطواتنا السياسية تحت سقف اتفاق الطائف بالتعاون مع القوى السياسية”، في إشارة إلى اتفاق الطائف الذي جرى توقيعه عام 1989 وأنهى حرباً أهلية في لبنان.
وأضاف: “سنكون حاضرين في الميدان السياسي بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار”.