عيّن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مديرة حملته الانتخابية سوزي وايلز، في منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض، على أن تتولى مهمتها بعد أدائه اليمين في 20 يناير المقبل.
وقال ترمب في بيان: “لقد ساعدتني سوزي وايلز في تحقيق أحد أعظم الانتصارات السياسية في التاريخ الأميركي، وكانت جزءاً لا يتجزأ من حملتين ناجحتين في عامي 2016 و2020”.
وفي خطاب النصر، الأربعاء، ذكر ترمب وايلز، وهي جدة تبلغ من العمر 67 عاماً، 7 مرات، بينما أعرب عن امتنانه لموظفيه.
وقال ترمب: “اسمحوا لي أيضاً أن أعبر عن تقديري الكبير لسوزي وكريس، على العمل الذي قمتما به، تعالي يا سوزي، سوزي تحب البقاء في الخلف، نطلق عليها اسم عذراء الجليد”.
من ريجان إلى ترمب
بدأت وايلز حياتها السياسية في عام 1979 كمساعدة لجاك كيمب، عضو الحزب الجمهوري حينها. وبعد عام، انضمت إلى حملة رونالد ريجان الذي أصبح فيما بعد رئيس الولايات المتحدة الأربعين.
ويعود تاريخ ذروة مسيرتها المهنية إلى عام 2010، عندما ساعدت ريك سكوت، رجل الأعمال الذي لا يتمتع بخبرة سياسية كبيرة، في الفوز بانتخابات حاكم ولاية فلوريدا في غضون 7 أشهر فقط.
وفي عام 2015، خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري، التقت بترمب لأول مرة، وبعد عام، أصبحت رئيسة مشاركة لحملته في فلوريدا. وفاز ترمب في هذه على مرشحة الديمقراطيين هيلاري كلينتون.
وبعد فوز ترمب، استمرت وايلز في تقديم المشورة له، وأصبحت من أبرز الشخصيات في دائرته المقربة.
الصراع مع ديسانتيس
في عام 2018، تم تعيينها لقيادة حملة الجمهوري رون ديسانتيس، لانتخابات حاكم فلوريدا. ووصفها دي سانتيس بأنها “الأفضل في العمل” خلال خطاب النصر.
وانضمت إلى حملة ديسانتيس في آخر مراحل السباق، عندما كان يتخبط في الانتخابات العامة، ولكنه حقق معها انتصاراً صعباً وفريداً. وبقيت للمساعدة في جهود الانتقال، ولكنها سرعان ما اختلفت مع ديسانتيس ودائرته الداخلية.
ألقى ديسانتيس باللوم على وايلز بعد تسريب مذكرة لجمع التبرعات تفصل خططاً لجمع أموال كبيرة من خلال فرض رسوم على جماعات الضغط، مقابل ممارسة لعبة الجولف وغيرها من الأنشطة مع الحاكم.
وضغط ديسانتيس على ترمب لطردها من إدارة حملته لعام 2020 في فلوريدا، وهو ما فعله.
وقال شخص يعرف وايلز منذ سنوات: “لم يكتف ديسانتيس بدفع ترمب لطردها، بل حاول تدمير حياتها”.
وقالت وايلز لصحيفة usatoday: “لقد حاول (ديسانتيس) بالتأكيد أن يجعلني منبوذة إلى حد ما، ولم أتمكن أبداً من الحصول على موعد معه لمواجهته بشكل مباشر”.
تأثير كبير خلف الكواليس
وقال السكرتير الصحافي السابق للبيت الأبيض في عهد ترمب، شون سبايسر: “أعتقد أنها تتمتع بتوازن جيد للغاية، إنها لا تبحث على دائرة الضوء، لديها الخبرة والثقة، وهي تحلق تماماً حيث تريد أن تكون”.
وتُعرف وايلز بقدرتها على إدارة الحملات الانتخابية بكفاءة واحترافية، وتُعتبر من أقوى اللاعبين في السياسة الجمهورية، كما توصف بأنها “الجمهورية القوية”، مما يعكس تأثيرها الكبير خلف الكواليس في النجاحات الانتخابية لترمب.
بالإضافة إلى دورها في الحملات الانتخابية، كانت وايلز مسؤولة عن بناء البنية التحتية للحملة، واستخدام البيانات المستمدة من تجمعات ترمب لاستهداف الناخبين المحتملين، وإعادة تقديم ترمب بسياسات موجهة نحو القاعدة الشعبية.
كما تعاملت مع التحديات القانونية التي واجهها ترمب، مما ساعد في الحفاظ على استقرار الحملة وتركيزها على الأهداف الانتخابية.
وفي عام 2021، عُينت رئيسة تنفيذية للجنة العمل السياسي “أنقذوا أميركا” التابعة لترمب، مما عزز دورها في التخطيط الاستراتيجي والتنسيق لحملاته المستقبلية.
في عام 2022، وُصفت وايلز بأنها “رئيسة طاقم عمل” ترمب فعلياً، إذ قادت الجهود التحضيرية لانتخابات التجديد النصفي لعام 2022، وإعلان حملته الرئاسية لعام 2024.
وعملت وايلز كبيرة لمستشاري حملة ترمب الرئاسية 2024، جنباً إلى جنب مع زملائها بريان جاك وكريس لاسيفيتا.
“ناشطة سياسية بأقل شهرة”
على الرغم من نجاحاتها السياسية في السنوات الماضية، نادراً ما تظهر وايلز في وسائل الإعلام.
ووصفت مجلة “بوليتيكو” وايلز بأنها “الناشطة السياسية الأكثر خوفاً والأقل شهرة في أميركا”، مضيفة أن “تأثيرها على الأحداث السياسية، بالنسبة للعديد من الذين يعرفون ما يشاهدونه، واضح بقدر ما هو غير مرئي”.
وعلى الرغم من وجود العديد من الاختلافات الأسلوبية بين ترمب ووايلز، إلا أنهما يشتركان في شيء واحد على الأقل: كلاهما يحاول العودة بعد أن بدا أن حياتهما السياسية قد انتهت.