يبحث الاتحاد الأوروبي في اجتماع مرتقب بالمجر، الجمعة، بشكل حثيث عن طرق جديدة لتمويل الاستثمارات الضخمة في جيوش أعضائه والتكنولوجيا النظيفة، وسط توقعات بأن تجبر عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، التكتل على تعزيز قدراته الدفاعية.
وحضر أكثر من 40 زعيماً أوروبياً اجتماع المجموعة السياسية الأوروبية التي تضم أوكرانيا وبريطانيا في بودابست، الخميس، بحسب وكالة “رويترز” التي قالت إن القادة دعوا لدعم أوكرانيا، واتخاذ إجراءات أقوى في المجال الدفاعي.
وقال دبلوماسي أوروبي لـ”رويترز”، إن قمة للاتحاد الأوروبي ستعقد لاحقاً، “ستسمح بتبادل أولي لوجهات النظر لكنها لن تسفر على الأرجح عن رد كامل على فوز ترمب”.
إعلان مرتقب
ونقلت وكالة “بلومبرغ”، عن مسودة إعلان من المتوقع أن يتبناها زعماء الاتحاد الأوروبي، الجمعة، تشير إلى أن الكتلة “ستسعى لتطوير أدوات جديدة” من أجل تمويل الاحتياجات المستقبلية، رغم أنها لم تقر تمويلاً إضافياً.
وأثار فوز ترمب بالانتخابات قلق الاتحاد الأوروبي نظراً للعلاقات المتوترة عبر الأطلسي في ولايته الأولى، وانتقاداته القوية لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ورؤيته المتأرجحة لمعركة أوكرانيا ضد الغزو الروسي وموقفه من تغير المناخ.
وحذرت مسودة الإعلان الأوروبية من أن “العمل بالطريقة المعتادة لم يعد خياراً مطروحاً”، بحسب “بلومبرغ”.
ودفع تهديد ترمب بتقليص العلاقات الأمنية مع أوروبا، الكتلة إلى صياغة استراتيجية دفاعية أكثر استقلالية، والتأكد من استعداد صناعاته للمنافسة مع الشركات الأميركية.
وشدد دبلوماسيون كبار في الاتحاد الأوروبي في تصريحات لـ”بلومبرغ” ، على ضرورة أن يدفع فوز ترمب بالانتخابات، أوروبا لاتخاذ خطوات أكثر جدية في مجال الدفاع، لافتين إلى إمكانية أن يؤثر ذلك أمن وازدهار أوروبا.
وأضاف أحد المصادر: “إذا لم تجبر عودته (ترمب) أوروبا على اتخاذ قرارات مهمة في مجال الدفاع، فلن يكون هناك أمل أبداً”.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته من بين الكثيرين في أوروبا الذين هنأوا ترمب، وعبروا عن أملهم في تعزيز التعاون معه، في حين قال عدد من الوزراء والقادة إن عودته إلى البيت الأبيض ستتطلب من أوروبا تحمل مسؤولية أكبر عن أمنها.
“أميركا أولاً”
وتشكل التجارة أحد المخاوف الرئيسية لأوروبا، إذ قال ترمب، الشهر الماضي، إنه سيتعين على الاتحاد الأوروبي “دفع ثمن باهظ” لعدم شراء قسط كاف من الصادرات الأميركية إذا فاز في الانتخابات.
في المقابل، قال زعيما القوتين الرئيسيتين في الاتحاد الأوروبي، ألمانيا وفرنسا، الأربعاء، بعد محادثات، إنه يتعين على التكتل الأوروبي أن يكون متحداً، وينسق مواقفه عن كثب بعد عودة ترمب للمكتب البيضاوي.
وهنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ترمب على فوزه في الانتخابات التي أجريت، الثلاثاء، لكنهما سارعا أيضاً إلى التأكيد على التحديات التي تفرضها سياسته التجارية الحمائية المتمثلة في شعار “أميركا أولاً” وخطابه الانعزالي.
لكن تحقيق الوحدة الأوروبية سيكون صعباً، خاصة لأن الخلافات تزايدت بين باريس وبرلين في السنوات الماضية في قضايا امتدت من كيفية تمويل زيادة الإنفاق الدفاعي إلى التجارة، وخاصة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية.
وعارضت دول أوروبية عدة توصف بـ”المحافظة مالياً”، ومنها ألمانيا وهولندا، مسألة إقرار تمويل إضافي، مؤكدين على وجود موارد كافية ومتاحة.
كما أعربت تلك الدول رغبتها بانتظار، الصيف المقبل، لبدء المفاوضات الخاصة بالميزانية الطويلة الأمد للاتحاد الأوروبي والتي تبدأ عام 2028، بحسب ما نقلته “بلومبرغ” عن مصادر مطلعة.
لكن مصادر ذكرت أن دول في شرق وجنوب القارة العجوز، تدفع باتجاه زيادة الإيرادات قبل الصيف من أجل تعزيز الاستقلالية في مجال الدفاع.