أصدرت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، الأحد، “ورقة بيضاء” تتهم الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، بتعريض بلاده لخطر “حرب نووية” من خلال سياساته تجاه الشمال.
وانتقدت الوثيقة، التي أعدها معهد دراسات “الدولة المعادية” في كوريا الشمالية ونشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية، “تصريحات يون المتهورة” بشأن الحرب، والتخلي عن عناصر من اتفاق بين الكوريتين، والانخراط في تخطيط الحرب النووية مع الولايات المتحدة، والسعي إلى علاقات أوثق مع اليابان وحلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وفي الوقت نفسه، نشرت الولايات المتحدة، الأحد، قاذفات “بي-1 بي” لإجراء تدريبات جوية مشتركة مع كوريا الجنوبية واليابان، رداً على إطلاق كوريا الشمالية مؤخراً صاروخ باليستي عابر للقارات، وفقاً لرؤساء الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية.
وذكرت الوثيقة: “أن تحركاتها (كوريا الجنوبية) العسكرية المتفاقمة لم تسفر إلا عن عواقب متناقضة تتمثل في دفع (كوريا الشمالية) إلى تخزين أسلحتها النووية بمعدل متزايد وتطوير قدرتها على شن هجوم نووي”.
واتخذ الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، المحافظ، موقفاً متشدداً تجاه كوريا الشمالية، التي مضت قدماً في تطوير ترسانتها من الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية في تحد لقرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
وتتهم سول، بيونج يانج، بإثارة التوترات من خلال تجارب الأسلحة وتقديم المساعدات العسكرية والقوات لمساعدة روسيا في حرب أوكرانيا.
تتخذ بيونج يانج خطوات لقطع العلاقات بين الكوريتين، وتعيد تعريف الجنوب كدولة معادية منفصلة، منذ أعلن كيم جونج أون، سول “عدواً أساسياً” في وقت سابق من العام الجاري، وقال إن التوحيد لم يعد ممكناً.
وفجرت كوريا الشمالية أقساماً من الطرق والسكك الحديدية بين الكوريتين على جانبها من الحدود المحصنة بشدة بين الكوريتين الشهر الماضي، وتُظهر صور الأقمار الصناعية، بناء خنادق كبيرة عبر المعابر السابقة.
ولا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية الفنية بعد أن انتهت حربهما التي دارت بين عامي 1950 و1953 بهدنة، وليس معاهدة سلام.
كما اشتبكت الكوريتان بشأن بالونات القمامة التي أطلقت منذ مايو الماضي من كوريا الشمالية. وقالت بيونج يانج إن عمليات الإطلاق كانت رداً على منشورات أطلقها نشطاء مناهضون للنظام في الجنوب.
كما ذكر “الكتاب الأبيض” الصادر، الأحد، المشكلات السياسية الداخلية التي يواجهها الرئيس الكوري الجنوبي، بما في ذلك الفضائح التي تورطت فيها زوجته، والتي دفعت معدلات تأييده إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وقال رؤساء الأركان المشتركة (كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان) في بيان، إن التدريبات العسكرية أظهرت التزام الدول الثلاث القوي بالرد على التهديدات النووية والصاروخية من الشمال من خلال التعاون.
وأشار رؤساء الأركان المشتركة، إلى أن هذه هي المرة الثانية خلال العام الجاري، التي تجري فيها الدول الثلاث تدريبات جوية مشتركة والمرة الرابعة في عام 2024 التي تنشر فيها الولايات المتحدة قاذفاتها الاستراتيجية في شبه الجزيرة الكورية.