أعلن الجيش الإسرائيلي صباح السبت، أنه بدأ في مهاجمة أهداف عسكرية في إيران، رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني في 1 أكتوبر، فيما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بسماع دوي انفجارات قوية في العاصمة، فيما قالت مصادر إيرانية إن طهران تحتفظ بحق الرد، وأن إسرائيل ستواجه دون شك “رداً متناسباً” على أي فعل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه على أهبة الاستعداد “هجومياً ودفاعياً”، وأنه يجري تقييماً متواصلاً للوضع في هذه المرحلة. وأشار إلى أنه “لم يطرأ أي تغيير على تعليمات الجبهة الداخلية”.
وذكرت وكالة “فارس” شبه الرسمية الإيرانية، أن إسرائيل استهدفت عدداً من القواعد العسكرية في غرب وجنوب غرب طهران.
وبعد نحو ساعتين على الضربة الأولى، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن موجة ثانية من الضربات، فيما أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع 4 انفجارات جديدة في طهران.
وقال مصدر مطلع على التخطيط الإسرائيلي لـ”واشنطن بوست”، إن الهجمات يتوقع أن تستمر لعدة ساعات. وذكر أن قائمة الأهداف تشمل أصولاً عسكرية، وعلى وجه التحديد منشآت تصنيع الصواريخ، ومواقع الدفاع الجوي.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الهدف من الجولة الثانية من الضربات هو “التدمير الكامل للدفاعات الجوية الإيرانية”.
إيران: متأهبون للرد على العدوان
وأغلقت إيران مجالها الجوي، وذكرت أنه سيظل مغلقاً حتى التاسعة صباحاً (الخامسة والنصف بتوقيت جرينتش).
وقالت مصادر لوكالة “تسنيم” شبه الرسمية، إنه لم يتم استهداف أي مراكز عسكرية للحرس الثوري غرب وجنوب غرب طهران. وأشارت إلى أن الأصوات التي تم سماعها هي لـ”تصدي الدفاعات الجوية للجيش في 3 أماكن حول طهران لعمل عسكري إسرائيلي”.
ونقلت “تسنيم” عن مصادر لم تسمها، قولها إن إيران متأهبة للرد على العدوان الإسرائيلي، وإن إيران تحتفظ بحق الرد على أي عدوان، وأن إسرائيل ستواجه دون شك “رداً متناسباً” على أي فعل.
لا استهداف للنفط أو المنشآت النووية
وذكر مسؤول إسرائيلي لشبكة NBC NEWS أن إسرائيل لم تستهدف منشآت نووية أو نفطية، وإنما منشآت عسكرية “ربما هددت إسرائيل في الماضي، أو قد تشكل تهديداً فيما بعد”.
وذكر مسؤول في البنتاجون لـ”الشرق”، أن إسرائيل أخطرت واشنطن بالهجوم قبل وقوعه، مشدداً على أن الولايات المتحدة “ليست منخرطة فيه”. وأشار إلى أن البنتاجون لم يغير وضعيه قواته في المنطقة.
ونشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صورة لنتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت مع عدد من جنرالات الجيش في مخبأ تحت قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب، وقت الضربة.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن التليفزيون الإسرائيلي بث “لقطات حية”، لبعض الانفجارات في إيران.
وقال البيت الأبيض إن واشنطن على علم بأن إسرائيل تشن ضربات ضد أهداف عسكرية في إيران، كـ”دفاع عن النفس”. وأشار إلى أن الولايات المتحدة، ليست منخرطة عسكرياً في العملية الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو لما قال مستخدمون إنها لأثر الضربات الإسرائيلية على طهران.
وشنت إيران في الأول من أكتوبر، هجوماً بنحو 180 صاروخي باليستي انطلقت من مناطق متعددة في إيران، مباشرة تجاه إسرائيل، وأصاب بعضها قاعد نفتيم الجوية، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، واغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، نهاية سبتمبر الماضي.
ومنذ ذلك الحين، سادت حالة من الترقب للرد الإسرائيلي، وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة، خاصة بعدما لوحت إسرائيل باستهداف منشآت النفط الإيرانية، أو المنشآت النووية، وهو ما هددت إيران بالرد عليه بقوة، وسعت واشنطن لثني تل أبيب عن القيام به، والاكتفاء بمهاجمة أهداف عسكرية إيرانية.
وذكر مراسل قناة “فوكس نيوز” الأميركية في تل أبيب أن الضربات التي شنتها إسرائيل على إيران توجه “رسالة ردع”، وفق ما أبلغته مصادر من إسرائيل.
وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي، تواصل مع الإدارة الأميركية قبل الضربة، خلال الأيام القليلة الماضية.
واشنطن تأمل في “رد إيراني محدود”
ويعتقد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أن إيران سترد على هذه الضربة عسكرياً، ولكنهم يأملون في أن يكون الرد الإيراني محدوداً، ويسمح للطرفين بأخذ “راحة” من دائرة الرد المتبادل.
وتخشى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أن رداً إيرانياً كبيراً، قد يقود إلى “حرب شاملة” بين إسرائيل وإيران.