يمكن أن تحدث كسور العظام نتيجة للتأثر بقوة عالية، أو ضغط شديد على العظم، مثل حوادث السقوط، أو حوادث السيارات، ومع ذلك، هناك حالات خاصة مثل هشاشة العظام، أو سرطان العظام التي قد تؤدي إلى حدوث كسور حتى مع تأثير ضئيل، وفق المنشور بـ”مايو كلينك”، و”الطبي”، وMedical News Today.
ما هي كسور العظام؟
تختلف كسور البالغين عن الكسور الشائعة لدى الأطفال، إذ لدى الأطفال عدد من الظواهر المميزة التي تؤثر بدورها على معالجة الكسور، مثل: قدرة كبيرة على النمو وبناء العظام، وقدرة على الترميم التلقائي.
وتنقسم كسور العظام بشكل عام إلى عدة أنواع، فالكسر المغلق هو الكسر الذي يحدث في العظم دون أن يتم تمزيق الأنسجة المحيطة، أو كسر الجلد.
ومن الجهة الأخرى، الكسر المركب هو الكسر الذي يتسبب في تلف الأنسجة المحيطة، وقد يكون له تأثير على الجلد، وتعتبر الكسور المركبة أكثر خطورة بشكل عام بسبب مخاطر العدوى.
من المهم أن يتم تشخيص ومعالجة كسور العظام من قبل متخصص في جراحة العظام، أو طبيب متخصص حيث يتم تقييم حالة الكسر وسيتم اتخاذ العلاج اللازم، سواء كان ذلك بواسطة تثبيت العظم مع الجبيرة أو الجراحة في حالات الكسور الأكثر تعقيداً.
أنواع كسور العظام
توجد أنواع مختلفة من الكسور التي قد تصاب بها العظام، تشمل ما يلي:
الكسر القلعي
يحدث عندما تقوم عضلة أو رباط معين بشد جزء من العظم وتكسيره.
كسر الغصن النضير
يحدث كسر الغصن النضير عندما تنحني وتتشقق العظام، بدلاً من أن تنكسر كلياً إلى قطع منفصلة، فتبدو مثل ما يحدث عندما تحاول كسر فرع صغير “أخضر” من شجرة.
كسر الانضغاط أو السحق
يحدث عندما يتعرض العظم الإسفنجي، مثل فقرات العمود الفقري لضغط شديد.
الخلع
يحدث عندما يخرج المفصل من مكانه وتنكسر إحدى عظامه.
الكسر الشعري
يحدث عندما يكون الكسر رفيع وضحل في سطح العظم.
الكسر داخل المفصل
يحدث عندما يؤثر الكسر على نهاية العظم التي تشكل جزءاً من المفصل.
الكسر الطولي
يحدث عندما يكون الكسر على طول العظم.
الكسر المائل
هو الكسر الذي يحدث بزاوية مائلة بالنسبة لمحور العظم.
الكسر المرضي
هو الكسر الذي يحدث نتيجة حالة مرضية موجودة في الجسم، مثل سرطان العظام، أو نقص فيتامين D، أو هشاشة العظام.
الكسر الحلزوني
عندما يظهر جزء من العظم بشكل حلزوني نتيجة التعرض للكسر.
كسر الإجهاد
يحدث كسر الإجهاد نتيجة حركات متكررة أو شديدة تؤدي إلى تشققات صغيرة في العظام، هذه الحالة شائعة عند اللاعبين والجنود.
وهناك تصنيف آخر لكسور العظام أيضاً كما يلي:
كسر مغلق
لا يسبب جروح خارجية مفتوحة، أو ثقب للبشرة.
كسر مفتوح
وهنا قد تثقب العظمة المكسورة سطح البشرة، وتسبب جرح خارجي، ويمكن أن تعرض هذه الجروح المفتوحة المريض لخطر الإصابة بعدوى.
أسباب كسور العظام
تشمل أهم أسباب كسور العظام ما يلي:
الإصابات الناتجة عن الصدمات
يمكن أن يؤدي الوقوع أو الاصطدام بشدة في حوادث السيارات، أو الحوادث الرياضية، أو التدخل في أنشطة، مثل كرة القدم إلى حدوث كسور في العظام.
هشاشة العظام
تُسبِّب هشاشة العظام ضعف العظام ووَهنها، لدرجة أن أي سقوط، أو إجهاد خفيف مثل الانحناء، أو السعال يمكن أن يسبّب كسوراً. وتكون أغلب حالات الكسور المرتبطة بهشاشة العظام أكثر شيوعاً في عظم الورك، أو الرسغ، أو العمود الفقري.
ويعد انخفاض كثافة العظام وتدهورها نتيجة لهشاشة العظام عاملاً رئيسياً يجعل العظام أكثر تعرضاً للكسور.
الإجهاد الزائد
يمكن أن تتعرض العظام للكسور بسبب الإجهاد الزائد الذي يتعرض له الجسم بشكل متكرر، سواء نتيجة الأنشطة الرياضية المكررة، أو الحركات المتكررة في الحياة اليومية، يعرف ذلك بكسور الإجهاد وتكون شائعة بين الرياضيين.
تعد هذه الأسباب الثلاثة الأكثر شيوعاً لحدوث الكسور، ويمكن أن تتفاوت خطورة الكسور حسب نوع الإصابة ومكانها في الجسم، لكن يساعد التوجه الفوري إلى الطبيب والحصول على العلاج المناسب أمر مهم في إدارة الكسور بنجاح، وتعزيز عملية التعافي.
أعراض كسور العظام
تشمل أهم أعراض كسور العظام ما يلي:
خروج طرف أو مفصل خارج المكان الطبيعي: قد يتغير موضع الطرف، أو المفصل المصاب بشكل غير طبيعي بسبب الكسر.
وجود تورم، أو كدمات، أو نزيف: يمكن أن تظهر مناطق متورمة حول مكان الكسر، وتكون هذه المناطق مؤلمة، وقد تتشكل كدمات أو يحدث نزيف تحت الجلد.
الشعور بألم حاد: يكون الشعور بالألم حاداً في مكان الكسر، ويصاحبه شعور بالوخز والخدر.
بروز العظام: في حالة الكسور المفتوحة، قد يكون هناك جرح في الجلد يكشف عن بروز العظام من خلاله.
محدودية الحركة: (أو عدم القدرة على وضع ثقل على الساق)، إذ يصبح الجزء المكسور من الجسم عادة غير قادر على الحركة بشكل طبيعي، ويمكن أن يصعب على المصاب وضع الوزن على الطرف المكسور.
تشخيص كسور العظام
يمكن تشخيص كسور العظام بالطرق التالية:
- الأشعة السينية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير المقطعي المحوسب.
مضاعفات كسور العظام
عندما يتم التعامل بشكل غير صحيح مع كسور العظام، أو عندما تحدث مضاعفات في عملية الشفاء، فقد تنجم بعض المشكلات والمضاعفات التي تشمل ما يلي:
التهاب المفاصل وهو تورُّم وشعور بألم عند لمس واحد أو أكثر من مفاصل الجسم. وأعراضه الأساسية هي ألم المفاصل وتيبسها، وتزداد سوءاً مع التقدم في العمر.
التئام العظام في الوضع الخاطئ: يحدث ذلك عندما يتم تثبيت الكسر بشكل غير دقيق، أو ينزلق المكان المكسور أثناء التئامه.
اضطراب نمو العظام: يمكن أن يؤثر الكسر على نمو عظام الطفولة أثناء عملية الشفاء، مما يؤثر على نمو العظم الطبيعي، ويسبب تشوهات مستقبلية في شكل ووظيفة العظام.
عدوى العظام أو نخاع العظام: يحدث ذلك في حالة الكسور المركبة، أو عندما يكون هناك جرح في الجلد بالقرب من مكان الكسر، فيمكن أن تتسلل البكتيريا إلى العظام، أو نخاع العظام وتسبب عدوى خطيرة.
موت العظام: قد يحدث توقف لتدفق الدم إلى جزء من العظم في حالات نادرة، مما يؤدي إلى موت العظم في تلك المنطقة، ويعرف ذلك باسم “النخر اللاوعائي”.
لذلك يجب اللجوء إلى العلاج المناسب والمراقبة الدورية من قبل الفريق الطبي المعالج لتجنب هذه المضاعفات، كذلك يجب التأكد من اتباع تعليمات الأطباء، واتخاذ الاحتياطات اللازمة خلال فترة التئام العظام لتحقيق التعافي الأمثل.
علاج كسور العظام
يبدأ علاج كسور العظام عندما يقوم أخصائي طبي بمحاذاة الكسر، ثم يعمل على تثبيته في مكانه باستخدام عدة طرق، تشمل ما يلي:
الجبائر أو الأقواس
تستخدم لتثبيت الكسر بوضع جبائر، أو أقواس خارجية على المكان المكسور ومحاذاته للحفاظ على ثباته.
الألواح المعدنية والمسامير
يمكن أن يستخدم الأطباء ألواح معدنية، ومسامير لتثبيت العظام المكسورة بشكل داخلي.
المسامير داخل النخاع
قد توضع مسامير، أو قضبان داخل نخاع العظام من خلال تجاويف للعظام لتثبيت الكسر.
المثبتتات الخارجية
تستخدم لتثبيت الكسر بواسطة جهاز يتم تثبيته خارجياً على المنطقة المصابة.
تتطلب عملية التئام العظام وقتاً ليشفى الكسر بشكل كامل، وقد تستغرق فترة طويلة تتراوح بين عدة أسابيع إلى أشهر، اعتماداً على شدة الكسر وظروف المريض، هذه الفترة قد تتأثر بعوامل أخرى مثل التدخين، واستهلاك الكحول المفرط، والعمر، ومؤشر كتلة الجسم، واستخدام العقاقير المضادة للالتهابات.
يجدر الذكر أنه من الضروري القيام بالعلاج الطبيعي بعد التئام الكسر لاستعادة قوة العضلات وحركتها في المنطقة المصابة، وفي حالة حدوث الكسر بالقرب من المفصل أو من خلاله، فقد يكون هناك خطر تطور تصلب دائم، أو التهاب في المفاصل، مما يمكن أن يؤثر على حركة المفصل بشكل دائم.
كما يجب مراعاة هذه العوامل عند علاج كسور العظام:
- أوقف أي نزيف: اضغط على الجرح بضمادة معقمة، أو قطعة قماش، أو قطعة ملابس نظيفة.
- لا تحرّك المنطقة المصابة: لا تحاول أن تعيد العظمة إلى مكانها، أو أن تضغط على العظمة العالقة لتعيدها إلى مكانها. إذا كنت قد تلقيت تدريباً على كيفية التجبير، ولم تتوفر المساعدة الطبية على الفور، فضع جبيرة على المنطقة التي تقع أعلى موقع الكسر وأسفله. وقد يساعد تبطين الجبيرة في تقليل الشعور بالألم.
- ضع كمادات باردة لتقليل التورم والمساعدة في تخفيف الألم: لا تضع الثلج على الجلد مباشرة، ولكن لف الثلج بمنشفة، أو قطعة قماش، أو أي مادة أخرى.
- عالج الصدمة: إذا كان المصاب يشعر بالإغماء، أو صار تنفسه متقطعاً، أو سريعاً، فمدده على الأرض، وخفِّض رأسه قليلاً عن جذعه وارفع ساقيه إن أمكن.
كيفية الوقاية من كسور العظام
يمكن اتباع بعض الإجراءات والتوصيات التي تساهم في تعزيز صحة العظام والوقاية من التعرض للإصابة بكسور، وفيما يلي بعض الطرق الموصى بها للوقاية من كسور العظام:
زيادة استهلاك الكالسيوم
يلعب تناول الكمية الكافية من الكالسيوم دوراً مهماً في بناء وتقوية العظام، وتشمل الأطعمة الغنية بالكالسيوم الألبان، والزبادي، والسمك، والبروكلي، والقرنبيط، والمكسرات.
زيادة تناول فيتامين D
يساعد الفيتامين D على تحفيز امتصاص الكالسيوم وتقوية العظام، ويمكن الحصول عليه من خلال تناول بعض الأطعمة المحتوية على فيتامين D، مثل السمك وزيت السمك، كذلك يمكن أن يساعد التعرض للشمس على الحصول على القدر الكافي منه لصحة العظام.
ممارسة الرياضة
تعزز ممارسة التمارين الرياضية، مثل المشي السريع، ورفع الأثقال كثافة العظام وتقويها.
تناول مصادر غنية بالبروتين
يلعب البروتين دوراً مهماً في ترميم الأنسجة والعظام، ويمكن الحصول على البروتين من اللحوم، والدواجن، والبقوليات، والأسماك، والمكسرات.
الابتعاد عن التدخين
التدخين واستهلاك الكحول يمكن أن يؤثر سلباً على صحة العظام، ويزيد من خطر الإصابة بكسور.
اتخاذ سبل الحماية للرياضيين
يجب استخدام الحماية الشخصية المناسبة، مثل خوذة وواقيات في الأنشطة الرياضية، أو المهن التي تتعرض فيها للإصابة بكسور.
التحقق من سلامة المنزل
يجب التحقق من سلامة المنزل وتجنب وجود عوائق، أو مناطق قد تؤدي إلى السقوط والإصابة بكسور.