قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إنه يمكن تحقيق سلام عادل ودائم تحت قيادة الولايات المتحدة وبالتعاون مع أوروبا، وذلك قبل محادثات مزمعة في السعودية مع مسؤولين أميركيين.
وأضاف الرئيس الأوكراني في منشور على منصة “إكس”: “يتطلب تحقيق سلام عادل ودائم مواقف قوية على الخطوط الأمامية ودبلوماسية فعالة. بقيادة الولايات المتحدة، وبالتعاون مع أوروبا بأسرها، يمكن تحقيق هذا الهدف، فالسلام هو غايتنا المشتركة”.
وذكر زيلينسكي أن أوروبا اتخذت في الآونة الأخيرة عشرات القرارات لتكثيف دعمها لأوكرانيا، منها حزم دفاعية جديدة وضخ استثمارات في صناعة الدفاع.
ومضى قائلاً: “نحن نقدر جميع شركائنا الذين يعملون إلى جانب أوكرانيا يومياً، ليقترب السلام من شعبنا خطوة بعد أخرى”.
وفي السياق نفسه قالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان إن “الجهود الرامية لتحقيق سلام عادل ودائم تحرز تقدماً”، لكنها شددت على ضرورة تأمين ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا “حتى تنتهي الحرب إلى الأبد”، بحسب البيان.
ومنذ تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في يناير الماضي ، تحول موقف واشنطن من دعم كييف إلى الانخراط في محادثات مباشرة مع موسكو لإنهاء الحرب.
وقطعت الولايات المتحدة المساعدات العسكرية عن أوكرانيا وأوقفت تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف بعد مواجهة حامية في المكتب البيضاوي بين ترمب وزيلينسكي الشهر الماضي.
اجتماع السعودية
وكان زيلينسكي قد ذكر في أعقاب قمة خاصة في بروكسل لمناقشة استمرار الدعم لأوكرانيا وخطط الدفاع الأوروبية، أن “فريقه سيبقى في المملكة للعمل مع الشركاء الأميركيين”، معتبراً أن “أوكرانيا أكثر اهتماماً بالسلام”، لافتاً إلى أنه “سيلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان”.
وأشار زيلينسكي إلى أنه عرض خلال القمة رؤية مفادها أن “التقدم السريع نحو السلام ممكن”، مؤكداً أنه إدارته “تفهم الخطوات التي يمكن أن توقف الحرب، وتضمن الأمن، وتكفل سلاماً عادلاً ودائماً، مشيراً إلى أنه “بصدد إعداد مقترحات عملية”.
ونقلت شبكة NBC التلفزيونية، الأحد الماضي، عن مسؤولين أميركيين قولهما إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يريد أن يري استعداداً من جانب زيلينسكي لتقديم “تنازلات”، مثل التنازل عن أراضٍ لروسيا.
وقالت الشبكة الأميركية، إن ترمب يريد أيضاً أن يرى “تغييراً في موقف” زيلينسكي تجاه محادثات السلام مع روسيا، مشيرة إلى أن “ترمب أبلغ مساعديه أن صفقة المعادن لن تكون كافية لاستئناف المساعدات”.
وأضافت NBC أن “ترمب يريد توقيع صفقة المعادن التي ستمنح الولايات المتحدة حصة في الموارد المعدنية في أوكرانيا، لكنه يريد أيضاً أن يرى تغييراً في موقف زيلينسكي تجاه محادثات السلام، بما في ذلك الاستعداد لتقديم تنازلات مثل التنازل عن الأراضي لروسيا. إضافة إلى “التحرّك نحو الانتخابات وربما نحو التنحي عن منصبه كزعيم لبلاده”.
وقال المسؤولان: “ليس لدينا أي مؤشر على أن التوقف عن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا كان له تأثير مباشر على الهجمات الروسية”.
وتأتي هذه التطوّرات في الوقت الذي يضغط فيه الرئيس الأميركي على أوكرانيا للمضي قدماً في اتفاق سلام، وسط إشارات إلى أن الكرملين سيكون على استعداد لقبول “هدنة مؤقتة” في ظل ظروف معينة.
تطلعات بريطانية
وذكر المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن رئيس الحكومة أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت سابق الاثنين، أنه يأمل أن تؤدي المحادثات في السعودية إلى إنهاء توقف المساعدات الأميركية والمعلومات الاستخباراتية لأوكرانيا.
وأضاف المتحدث أن مسؤولين بريطانيين كانوا يتحدثون إلى مسؤولين أوكرانيين في مطلع الأسبوع قبل محادثات السعودية، وأنهم “ما زالوا على التزام بتحقيق سلام دائم”.
وأردف قائلاً للصحافيين: “قال رئيس الوزراء إنه يأمل في أن تكون هناك نتيجة إيجابية للمحادثات من شأنها أن تمكن من استئناف المساعدات الأميركية ومعلومات الاستخبارات لأوكرانيا”، مضيفاً أن الزعيمين ناقشا أيضاً اتفاقاً اقتصادياً كانا قد أثاراه خلال زيارة ستارمر لواشنطن.