قال المرشد الإيراني علي خامنئي، السبت، إن طهران لن تتفاوض تحت ضغط من “دولة متغطرسة”، وشدد على أن بلاده “لن تكبح برنامجها الصاروخي”، وذلك بعد يوم من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه أرسل رسالة إلى إيران للتفاوض على اتفاق نووي.
وذكر خامنئي، لدى استقباله عدد من كبار مسؤولي الدولة، أن “إصرار بعض الدول المتغطرسة على التفاوض ليس لحل القضايا، بل لفرض سلطتها وإملاء توقعاتها”، مضيفاً: “لن تقبل بتاتاً توقعاتهم”.
واعتبر المرشد الإيراني أن “ادعاءات” الأوروبيين بشأن عدم التزام طهران بتعهداتها “باطلة”.
وحذّرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الأربعاء، من أن تصعيد إيران لبرنامجها النووي يُشكل تهديداً خطيراً للأمن الدولي، ودعت الدول الثلاث طهران إلى وقف أنشطتها في هذا المجال والتراجع عنها.
وقال ترمب، الجمعة، إنه أرسل خطاباً إلى إيران يحثها فيه على التفاوض بشأن برنامجها النووي، مشيراً إلى أنه يفضل التوصل إلى اتفاق مع طهران بدلاً من استخدام الأسلحة، حسبما أوردت (بلومبرغ) الجمعة.
ونقلت الوكالة عن ترمب قوله في مقابلة مع قناة “فوكس بيزنس”: “قلت إنني آمل أن تتفاوضوا لأن الأمر سيكون أفضل بكثير بالنسبة لإيران”.
كان ترمب وقّع في فبراير الماضي مذكرة بشأن إيران، تنص على إعادة سياسة “الضغط القصوى” على طهران، معرباً عن أمله ألا تضطر واشنطن إلى استخدام المذكرة. إلا أنه لمّح إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق مع طهران.
وأضاف ترمب أن “إيران قريبة جداً من امتلاك سلاح نووي”، مؤكداً أنه “لا يمكن أن تمتلك طهران سلاحاً نووياً”، وقال إنه سيجري محادثات مع نظيره الإيراني مسعود بيزشكيان.
زيادة المخزون
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت الأسبوع الماضي، بأن إيران وسّعت مخزونها من المواد الانشطارية بأكثر من 50% خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وقبل نحو أسبوع، كشف تقرير سري للأمم المتحدة أن إيران زادت بشكل حاد مخزونها من مادة اليورانيوم عالي التخصيب في الأسابيع الأخيرة، وباتت تملك ما نسبته 60% من المادة، ما يكفي لصناعة 6 أسلحة نووية، حسبما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وأوضح التقرير الأممي، أن إيران تنتج الآن ما يكفي من المواد الانشطارية شهرياً لصنع سلاح نووي واحد، إذ جمعت حوالي 275 كيلوجراماً من اليورانيوم المُخصَّب بنسبة 60% حتى 8 فبراير الجاري، مقارنة بـ 182 كيلوجراماً في أواخر أكتوبر الماضي، ما يمثل قفزة بنسبة 50% خلال 15 أسبوعاً فقط.
ولفتت الصحيفة إلى أن الوقود المخصَّب بنسبة 60% يمكن تحويله في غضون أيام ليصبح مخصَّباً بنسبة 90%، وهي النسبة المطلوبة لصنع الأسلحة النووية، قائلة إن إيران بدأت في إنتاج اليورانيوم المخصَّب بنسبة 60% في عام 2021، ووسَّعت إنتاجها منه منذ أوائل ديسمبر الماضي، بعد أن تعرضت لانتقادات رسمية من أوروبا والولايات المتحدة.
وتنفي إيران باستمرار سعيها لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدة أن أبحاثها النووية مخصصة لأغراض الطاقة والاستخدامات المدنية فقط.